يبدو أن مستقبل تطبيق تيك توك أصبح في مهب الريح، مع تزايد المخاوف بشأن استخدامه كأداة للتجسس والتلاعب من قبل الحكومة الصينية، وهو ما دفع قادة العالم إلى اتخاذ خطوات صارمة تجاه التطبيق. في هذا السياق، أعلن زعيم حزب المحافظين الكندي بيير بواليفير أنه يتابع عن كثب الإجراءات الأميركية المتعلقة بحظر التطبيق، مؤكدًا أنه أصدر توجيهًا واضحًا لأعضاء حزبه بعدم استخدامه مطلقًا.
يبدو أن مستقبل تطبيق تيك توك أصبح في مهب الريح، مع تزايد المخاوف بشأن استخدامه كأداة للتجسس والتلاعب من قبل الحكومة الصينية، وهو ما دفع قادة العالم إلى اتخاذ خطوات صارمة تجاه التطبيق. في هذا السياق، أعلن زعيم حزب المحافظين الكندي بيير بواليفير أنه يتابع عن كثب الإجراءات الأميركية المتعلقة بحظر التطبيق، مؤكدًا أنه أصدر توجيهًا واضحًا لأعضاء حزبه بعدم استخدامه مطلقًا.
القرارات الأميركية تقود الطريق
في خطوة لافتة، وقع الرئيس الأميركي جو بايدن في أبريل 2024 قانونًا يمنع تنزيل تطبيق تيك توك من متاجر التطبيقات داخل الولايات المتحدة، ما لم تتخلص الشركة الأم بايت دانس من ملكيتها للتطبيق. وعلى الرغم من أن تيك توك استأنفت أمام المحكمة العليا الأميركية للطعن في القانون، إلا أن موعد تطبيق الحظر يبدو وشيكًا مع تحديد تاريخ 19 يناير 2025 لبدء تنفيذه.
من جهته، صرح بواليفير في مؤتمر صحفي عُقد بتاريخ 16 يناير 2025 بمدينة دلتا في بريتش كولومبيا قائلاً:
“سأتابع القرار الأميركي عن كثب. لقد أمرت نواب البرلمان والشيوخ والموظفين في حزب المحافظين بالتوقف تمامًا عن استخدام تيك توك، نظرًا للمخاطر المرتبطة بالتجسس والتلاعب من قبل النظام الصيني.”
كندا تحذو حذوها
لم تكن كندا بعيدة عن المشهد؛ ففي فبراير 2023، فرضت الحكومة الكندية حظرًا على استخدام تيك توك في جميع الأجهزة الصادرة عن الحكومة، استنادًا إلى توصيات كبير مسؤولي المعلومات في البلاد، الذي وصف التطبيق بأنه يشكل “مستوى غير مقبول من المخاطر على الخصوصية والأمن”. كما أطلقت الحكومة مراجعة شاملة لأنشطة تيك توك كندا في سبتمبر 2023، ضمن إطار قانون الاستثمار الكندي الذي يُخضع الاستثمارات الأجنبية لمراجعة أمنية صارمة.
وفي تطور لاحق، أصدرت الحكومة الكندية في نوفمبر 2024 أمرًا يلزم تيك توك بتصفية أعمالها داخل البلاد. وردًا على ذلك، لجأت الشركة إلى المحكمة الفيدرالية في ديسمبر 2024 للطعن على القرار، إلا أن الحكومة أكدت أنها لن تمنع الكنديين من استخدام التطبيق، رغم تعليق عملياته رسميًا.
تحذيرات أمنية متزايدة
أثارت المخاوف بشأن تيك توك ضجة واسعة، خصوصًا بعدما حذر ديفيد فينيولت، المدير السابق لجهاز الاستخبارات الأمنية الكندي، من أن بيانات المستخدمين قد تكون متاحة للحكومة الصينية، استنادًا إلى قوانين الاستخبارات الوطنية الصينية التي تلزم الشركات والأفراد بدعم جهود جمع المعلومات الاستخباراتية. وأكد مسؤولون من داخل تيك توك أن الشركة الأم، بايت دانس، تملك حق الوصول إلى بيانات المستخدمين.
التأثير على المستخدمين الكنديين
يشهد تيك توك شعبية كبيرة بين الشباب الكندي. ووفقًا لتقرير أصدره مختبر وسائل التواصل الاجتماعي بجامعة تورنتو، فإن 26% من الكنديين الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت كانوا يمتلكون حسابات على تيك توك في عام 2022، بينما ارتفعت النسبة إلى 76% بين الفئة العمرية من 18 إلى 24 عامًا. ويثير هذا الانتشار الواسع مخاوف الحكومة الكندية بشأن التأثير السلبي المحتمل للتطبيق على الفئات العمرية الأصغر.
تيك توك كجزء من استراتيجية صينية أوسع
بحسب تقرير صادر عن لجنة مجلس العموم الكندي الصيني في ديسمبر 2024، يعتبر تيك توك جزءًا من استراتيجية الحزب الشيوعي الصيني المسماة بـ”الحرب غير المقيدة”، التي تستهدف الخصوم الغربيين من خلال وسائل غير تقليدية. وتشمل هذه الوسائل توزيع مواد خطيرة مثل الفنتانيل، وتوسيع النفوذ في بحر الصين الجنوبي، وتنفيذ مشاريع كبرى مثل مبادرة الحزام والطريق.
الخاتمة
مع تصاعد الضغط الدولي على تيك توك، يجد التطبيق نفسه في موقف صعب وسط اتهامات تتعلق بالخصوصية والأمن القومي. وبينما تُظهر كندا والولايات المتحدة عزمًا على اتخاذ إجراءات صارمة، يظل السؤال الأهم: هل سيتمكن تيك توك من البقاء في الأسواق الغربية أم ستنتهي رحلته تحت وطأة هذه التحديات؟
ماري جندي
المزيد
1