توافد الكنديون، إلى جانب عشرات الآلاف من المعزين من مختلف أنحاء العالم، إلى ساحة القديس بطرس صباح اليوم، للمشاركة في جنازة البابا فرنسيس.
توافد الكنديون، إلى جانب عشرات الآلاف من المعزين من مختلف أنحاء العالم، إلى ساحة القديس بطرس صباح اليوم، للمشاركة في جنازة البابا فرنسيس.
وقد ترأست الحاكمة العامة ماري سيمون الوفد الكندي إلى الفاتيكان، برفقة زوجها ويت فريزر، ورئيس مجلس الشيوخ ريموند غانييه. كما كان من بين الحاضرين عدد من كبار قادة السكان الأصليين ورئيس المحكمة العليا ريتشارد فاغنر.
توفي البابا فرنسيس يوم الاثنين الماضي عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد سكتة دماغية وأزمة قلبية. وخلال بابويته التي امتدت 12 عامًا، عُرف ببناء الجسور وتعزيز التعاطف مع الفئات المهمشة، مما أكسبه مكانة بارزة داخل الكنيسة الكاثوليكية وحول العالم.
ضمت مراسم الجنازة حضورًا دوليًا واسعًا، إذ شارك فيها أكثر من 130 وفدًا رسميًا، من بينهم نحو 50 رئيس دولة و10 ملوك حاليين. وكان من بين أبرز الحاضرين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ورغم أهمية الحدث، أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني عدم حضوره، نظرًا لانشغاله بالحملة الإنتخابية الفيدرالية التي تُختتم يوم الاثنين.
كما حضر جميع الكرادلة الكنديين الخمسة، بالإضافة إلى عدد من الأساقفة، ورئيس اتحاد مانيتوبا ميتي ديفيد شارتراند، ووزيرة العلاقات الدولية في كيبيك مارتين بيرون، والزعيم ويلتون ليتلتشايلد، الذي أهدى البابا غطاء رأس تقليديًا خلال زيارته التاريخية إلى كندا عام 2022.
وقد امتلأت ساحة القديس بطرس بالمعزين الذين اصطفوا لساعات طويلة لتقديم العزاء، في مشهد يعكس المكانة الكبيرة التي احتلها فرنسيس في قلوب الملايين.
تدفقت رسائل التعزية من الكاثوليك وغير الكاثوليك على حد سواء، مشيدةً بفترة بابويته التي تميزت بالدعوة إلى الشمولية، والاهتمام بالفقراء، وتعزيز قيم اللطف والرحمة. ورغم ذلك، واجه فرنسيس بعض الانتقادات من المحافظين الذين شعروا بأن سياساته التقدمية وضعتهم على الهامش.
في كندا، حيث يبلغ عدد الكاثوليك نحو 11 مليون نسمة حسب إحصاء عام 2021، يُذكر البابا فرنسيس بجهوده الخاصة في تعزيز المصالحة مع السكان الأصليين. فقد كان له دور بارز في الاستجابة لتوصيات لجنة الحقيقة والمصالحة، إذ قدّم في عام 2022 اعتذارًا رسميًا على دور الكنيسة الكاثوليكية في إدارة المدارس الداخلية التي أساءت إلى أطفال السكان الأصليين.
وخلال العقود الماضية، أُجبر نحو 150 ألف طفل من أبناء الشعوب الأصلية على الالتحاق بتلك المدارس، حيث أدارت الكنيسة الكاثوليكية حوالي 60% منها. ورغم أن اعتذار البابا اعتُبر خطوة مهمة نحو المصالحة، إلا أن البعض رأى أنه لم يكن كافيًا، إذ لم يتطرق بشكل مباشر إلى تسمية الجرائم والانتهاكات التي حدثت.
وقالت ماري سيمون، التي تنتمي لشعب الإنويت، إن اعتذار فرنسيس يمثل “شهادة على التزامه بالاحترام والحوار والتعاون بين الثقافات والأديان”.
يُوارى جثمان البابا فرنسيس الثرى داخل كنيسة القديسة مريم الكبرى، إلى جوار أيقونته المفضلة للعذراء مريم، التي كان يُكنّ لها محبة خاصة طوال حياته .
المصدر : أوكسيجن كندا نيوز
المحرر : ياسر سعيد
المزيد
1