توفي الرئيس الأمريكي جيمي كارتر الرئيس التاسع والثلاثون عن عمر يناهز 100 عام، وفقًا لتقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس. توفي كارتر بعد أكثر من عام من دخوله دار رعاية المسنين، في منزله بمدينة بلينز بولاية جورجيا، حيث عاش هو وزوجته روزالين، التي توفيت في نوفمبر 2023، معظم حياتهما.

على الرغم من بدايته المتواضعة كابن لمزارع في جورجيا، أصبح جيمي كارتر واحدًا من أبرز الشخصيات السياسية في التاريخ الأمريكي. من خلال حملته الانتخابية في عام 1976، فاز برئاسة الولايات المتحدة بعد فضيحة ووترجيت وحرب فيتنام، ليصبح الرئيس رقم 39. رغم أنه عانى من هزيمة قاسية في انتخابات 1980 أمام رونالد ريغان بسبب عدة أزمات مثل التضخم وأزمة الرهائن في إيران، إلا أن إرثه السياسي والخيري استمر بعد مغادرته البيت الأبيض.

كارتر كان معروفًا بكونه شخصًا متعدد الأبعاد؛ فقد كان مزارعًا، ضابطًا بحريًا، ناشطًا في مجال حقوق الإنسان، وكاتبًا، إضافة إلى كونه رجل سلام عالمي. بعد مغادرته البيت الأبيض، أسس مركز كارتر عام 1982، الذي عمل على تعزيز السلام، مراقبة الانتخابات في مختلف دول العالم، وتحسين الأوضاع الصحية عبر مشاريع مثل القضاء على دودة غينيا. حظي باحترام كبير حول العالم بسبب جهوده في تعزيز حقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية، وكان قد نال جائزة نوبل للسلام في عام 2002.

قبل رئاسته، خدم في البحرية الأمريكية، ثم دخل عالم السياسة ممثلًا لولاية جورجيا في مجلس الشيوخ. وترك أثراً كبيراً في السياسة الأمريكية، بما في ذلك في مجالات التعليم والطاقة، وعين عددًا كبيرًا من النساء والأشخاص غير البيض في المناصب الفيدرالية.

خلال فترة رئاسته، كان أحد أكبر إنجازاته هو دوره الحاسم في اتفاقية كامب ديفيد التي جلبت السلام بين مصر وإسرائيل. ورغم عيوب فترة رئاسته، بما في ذلك أزمة الرهائن وارتفاع التضخم، إلا أن إرثه كزعيم للسلام وحقوق الإنسان ترك تأثيرًا كبيرًا في السياسة الأمريكية والدولية.

تُعتبر حياة جيمي كارتر نموذجًا للمثابرة والالتزام بالمبادئ، فقد أكد دائمًا أنه كان يسعى “لإحداث فرق” أينما كان، وهو ما فعله طوال حياته. بعد رئاسته، استمر في خدمة الإنسانية وظهر بشكل كبير كأحد أهم الشخصيات التي عملت على حل النزاعات وتحقيق السلام في العالم.

ماري جندي