تشهد الانتخابات الفيدرالية الكندية لعام 2025 موجة غير مسبوقة من الحماسة والإقبال الشعبي، خاصة على التصويت المسبق، حيث أعلنت هيئة الانتخابات الكندية عن تسجيل رقم قياسي في عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم خلال عطلة نهاية الأسبوع الطويلة لعيد الفصح. فقد بلغ عدد المشاركين في التصويت المبكر نحو 7.3 مليون ناخب، بزيادة مذهلة بلغت 25% مقارنة بانتخابات 2021، عندما شارك 5.8 مليون شخص فقط. وكان يوم الجمعة العظيمة وحده كفيلاً بإثارة الدهشة، إذ شهد إقبال مليوني ناخب في يوم واحد — رقم غير مسبوق في تاريخ الانتخابات الكندية.
تشهد الانتخابات الفيدرالية الكندية لعام 2025 موجة غير مسبوقة من الحماسة والإقبال الشعبي، خاصة على التصويت المسبق، حيث أعلنت هيئة الانتخابات الكندية عن تسجيل رقم قياسي في عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم خلال عطلة نهاية الأسبوع الطويلة لعيد الفصح. فقد بلغ عدد المشاركين في التصويت المبكر نحو 7.3 مليون ناخب، بزيادة مذهلة بلغت 25% مقارنة بانتخابات 2021، عندما شارك 5.8 مليون شخص فقط. وكان يوم الجمعة العظيمة وحده كفيلاً بإثارة الدهشة، إذ شهد إقبال مليوني ناخب في يوم واحد — رقم غير مسبوق في تاريخ الانتخابات الكندية.
ويأتي هذا الزخم في لحظة فارقة سياسياً، حيث يتقدم زعيم حزب المحافظين بيير بواليفير بثقة متنامية على الساحة، مستفيدًا من حالة التململ الشعبي من غلاء المعيشة وتصاعد الدين العام في ظل الحكومات الليبرالية السابقة. ففي الوقت الذي قدّم فيه الليبراليون بقيادة مارك كارني خطط إنفاق وصفها بواليفير بأنها “صادمة”، أعلن هو عن رؤية واقعية تتسم بالانضباط المالي، وتركز على خفض تكاليف الحياة عن الكنديين، وضبط الإنفاق، وتوجيه الموارد نحو الأولويات الحقيقية.
وفي تصريحات له من ريتشموند بكولومبيا البريطانية، انتقد بواليفير المنصة الليبرالية التي تضمنت 129 مليار دولار من الإنفاق الجديد خلال أربع سنوات، قائلاً:
“نعلم الآن أن الحياة ستصبح أكثر تكلفة إذا حصل الليبراليون على فترة ولاية رابعة”.
وأظهر بواليفير توجهًا حازمًا تجاه الأزمات الاجتماعية أيضًا، معلنًا عن سياسة جديدة تسمح للقضاة بإصدار أوامر علاج إلزامي للمدمنين كشرط للإفراج المشروط، معتبرًا أن “هذه السياسة لا تتعلق بالعقاب، بل بالتكفير” — في إشارة إلى مقاربته القائمة على إصلاح السلوك بدلاً من الزج بالناس في السجون دون معالجة جوهر المشكلة.
وفي الوقت الذي يواصل فيه الليبراليون والديمقراطيون الجدد طرح وعودهم ببرامج إنفاق ضخمة، يظل حزب المحافظين بقيادة بواليفير هو الخيار المفضل لدى من يسعون لحلول واقعية ومستقرة. فهو يقدم رؤية اقتصادية مبنية على تحقيق التوازن المالي، كبح التضخم، دعم الإنتاج المحلي، وتحفيز الاستثمار دون إغراق الميزانية بالعجز.
كما أن تركيز بواليفير على قضايا مثل الحرية الفردية، احترام دافعي الضرائب، وتقليص البيروقراطية الحكومية، جعله يحظى بدعم قوي في عدة دوائر انتخابية متأرجحة، بما في ذلك مناطق في فانكوفر الكبرى وتورنتو الكبرى، حيث بدأت الاستطلاعات تظهر تقدمًا ملحوظًا للمحافظين.
ويبدو أن هذا الزخم الشعبي يترجم مباشرة في الإقبال القياسي على التصويت المسبق، مع توقعات بأن كثيرًا من هذه الأصوات ذهبت لصالح حزب المحافظين، الذي يقدم نفسه كبديل موثوق لحقبة طويلة من الإنفاق الحكومي غير المقيد.
ومع بقاء أيام قليلة فقط على موعد الانتخابات في 28 أبريل، تتجه أنظار الكنديين إلى بواليفير، الذي استطاع أن يجمع بين الحزم الاقتصادي والطرح الاجتماعي المتوازن، في لحظة تحتاج فيها كندا إلى قيادة تُنهي فصول العجز، وتعيد ثقة المواطن في مستقبله.
ماري جندي
1