في بداية عام 2025، انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي أخبار تفيد بإغلاق محطة يونيون الشهيرة في مدينة تورنتو الكندية بسبب مظاهرات منظمات فلسطينية وعربية .
في الوقت نفسه، وبينما كان العالم يستعد للاحتفال بحلول العام الجديد، شهدت كندا مظاهرات حاشدة تعبيراً عن التضامن مع غزة، وهي مظاهرات جاءت في توقيت حساس، إذ تزامنت مع احتفالات رأس السنة الميلادية،وتنوعت المشاركات في هذه التظاهرات بين منظمات فلسطينية وعربية، بالإضافة إلى يهود كنديين مناهضين للحرب. والمتظاهرون رفعوا شعارات تطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين في غزة، فضلاً عن المطالبة بوقف الصفقات العسكرية بين كندا والحكومة الإسرائيلية.
في بداية عام 2025، انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي أخبار تفيد بإغلاق محطة يونيون الشهيرة في مدينة تورنتو الكندية بسبب مظاهرات منظمات فلسطينية وعربية .
في الوقت نفسه، وبينما كان العالم يستعد للاحتفال بحلول العام الجديد، شهدت كندا مظاهرات حاشدة تعبيراً عن التضامن مع غزة، وهي مظاهرات جاءت في توقيت حساس، إذ تزامنت مع احتفالات رأس السنة الميلادية،وتنوعت المشاركات في هذه التظاهرات بين منظمات فلسطينية وعربية، بالإضافة إلى يهود كنديين مناهضين للحرب. والمتظاهرون رفعوا شعارات تطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين في غزة، فضلاً عن المطالبة بوقف الصفقات العسكرية بين كندا والحكومة الإسرائيلية.
I do not know why do they demonstrated? Are they do it against Israel or Hamas? If Israel is criminal state why you awake a monster by such bloody terror attack on October 7 then crying and full the world by your annoying shout? Why the world should pay the cost of stupid… https://t.co/6NrSJDZf7k
— Oxygen Canada News (@RamyBotros) January 2, 2025
ومن جه آخرى كان من اللافت أن هذه المظاهرات، التي اجتاحت المدن الكندية في تلك الفترة، أثارت الكثير من التساؤلات حول مغزاها وأهدافها. في الواقع، بدأ البعض في طرح أسئلة الواقعية حول ما إذا كان المتظاهرون يوجهون غضبهم تجاه إسرائيل نفسها أم أن الاحتجاجات تستهدف حركة حماس. فهل يهدف المتظاهرون إلى إدانة الاحتلال الإسرائيلي أم أنهم يعارضون السياسة العسكرية الإسرائيلية بشكل عام؟ أم أنهم يوجهون غضبهم تجاه حماس وما اقترفته بحق الشعل الفلسطينني بسبب مغامراتهم وهجماتهم الغير محسوب عواقبها ،والكثير من الأصوات انتقدت هذه المظاهرات بشدة، معتبرة أن الاحتجاجات تمثل تأجيجاً للمشاكل بدلاً من الحلول.
وفي هذا السياق، كان هناك تساؤلات مثيرة للاهتمام حول دوافع هذه الاحتجاجات: إذا كانت إسرائيل بالفعل دولة إجرامية كما يعتقد البعض، فلماذا تم تحفيز هذا الهجوم الإرهابي الدموي في السابع من أكتوبر من جهته حماس؟ ولماذا يُطلب من العالم أن يدفع ثمن القرارات التي اتخذها قادة حماس؟ لم تتوقف الانتقادات عند هذا الحد، بل طالبت هذه الأصوات بضرورة إبعاد هذا الصراع عن السياسة العاطفية، وتبني القيادة الحكيمة التي يمكن أن تحقق الحلول بدلاً من الخضوع لقيادات لا تملك سوى زيادة التوترات في المنطقة.
في ظل المظاهرات التي شهدتها كندا تضامنًا مع غزة، يبرز تساؤل هام: هل هذه التحركات تحت قناع السلام قد تساهم في تمهيد الطريق لنمو حركة حماس؟ في الوقت الذي يرفع فيه المتظاهرون شعارات تطالب بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، يعرب العديد عن قلقهم من أن بعض هذه المظاهرات قد تُمهد الأرضية لمزيد من التأييد لحماس، وهي الحركة التي تُعتبر من أبرز القوى المتورطة في العنف والصراع في المنطقة. رغم أن الكثير من المشاركين في الاحتجاجات قد يكونون مدفوعين بمشاعر إنسانية وعاطفية تجاه الوضع في غزة، إلا أن التأييد غير المشروط للجانب الفلسطيني دون النظر إلى دور حماس قد يرسل إشارات خاطئة ويمنح هذه الجماعة التي يُنظر إليها من بعض الدول كحركة إرهابية، نوعًا من الشرعية. هذا التساؤل يعكس توازنًا دقيقًا بين التضامن مع المعاناة الإنسانية في غزة وبين الحاجة إلى رفض أي دعم لأي مجموعة قد تساهم في استمرار دوامة العنف والتطرف.
If you search Montreal on X tonight, this is what you will find.
The city I used to live in, the city I still love, summed up with video after video of pro-Hamas, anti-Jewish mobs roaming the streets I once walked.
So incredibly sad.
pic.twitter.com/fzaxUotqee— Brian Lilley (@brianlilley) November 23, 2024
الجدير بالذكر أن هذه المظاهرات في كندا قد شهدت أعمال عنف غير مسبوقة، وهو ما يعكس تدهورًا في الوضع الأمني في البلاد. بعض من هؤلاء المتظاهرين الذين عبروا عن تضامنهم مع غزة وينتمون إلى جماعات مؤيدة لحركة حماس، وهو ما يثير قلقًا عميقًا بشأن الأبعاد السياسية لهذه الاحتجاجات.
وأن هذا الوضع ليثير تساؤلات حول سياسة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، التي سمحت باستقبال لاجئين دون التحقق الكافي من خلفياتهم الجنائية أو الإرهابية، وهو ما قد أسهم في تعزيز هذه الجماعات المتطرفة على الأراضي الكندية،و من الواضح أن الحكومة الكندية تتحمل مسؤولية كبيرة عن هذا العبث الذي رافق الاحتجاجات غير المبررة، إذ كان من الأجدر أن تقوم باتخاذ إجراءات أكثر صرامة في فحص خلفيات القادمين إلى البلاد، للحفاظ على أمن واستقرار المجتمع الكندي.
وهذه المظاهرات التي انطلقت في كندا، بدل أن تكون دعماً حقيقياً للقضية الفلسطينية، أثارت موجات من الاستياء والغضب بسبب طريقة التعبير عنها. وقد اعتبر العديد من الكنديين أن هذه الاحتجاجات تمثل دعماً لجماعة إرهابية مثل حماس، وهو ما يثير القلق الكبير داخل المجتمع الكندي. ففي الوقت الذي كان يُفترض أن تركز هذه المظاهرات على معاناة الشعب الفلسطيني وحمايته من العنف والاحتلال، تبين أن المتظاهرين بدا وكأنهم يساندون حركة حماس أكثر من دعمهم لقضية فلسطين العادلة.
وهذا الأسلوب العنيف والهمجي الذي اتبعه المحتجين لم يقتصر على إبعاد التأييد الدولي عن القضية الفلسطينية فحسب، بل جاء بنتائج عكسية على كافة الأصعدة. من الناحية السياسية، كانت هذه الاحتجاجات مصدر إحراج للعديد من السياسيين الكنديين الذين يتجنبون أي شكل من أشكال الدعم لجماعات متهمة بالإرهاب، كما أن هذه المظاهرات ساهمت في تأجيج مشاعر الغضب لدى الرأي العام الكندي، الذي أبدى استياءً شديداً من أن يتم ربط القضايا الإنسانية بمواقف متطرفة، بدلاً من تعزيز التضامن مع فلسطين، وتحولت هذه التحركات إلى حملات تدعم الإرهاب، مما جعل قضية فلسطين تتعرض لضغوط إضافية بدل أن تجد الدعم الذي تستحقه.
ماري جندي
المزيد
1