لندن (أ ب) – هل سبق لك أن أنهيت وجبتك في أقل من 20 دقيقة؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد يكون الوقت قد حان للتباطؤ والاستمتاع بوجبتك بطريقة مختلفة.
عندما يتعلق الأمر بالتغذية، يركز معظم الخبراء على نوعية الطعام الذي نتناوله، لكن ما قد لا يدركه الكثيرون هو أن سرعة الأكل لا تقل أهمية عن نوعيته. فالإفراط في تناول الطعام بسرعة قد يؤدي إلى مشكلات صحية، مثل سوء الهضم والانتفاخ، وحتى زيادة الوزن دون أن نشعر. بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول الطعام بوتيرة سريعة قد يزعج من حولك على طاولة الطعام، وخاصة من قام بتحضير الوجبة بحب واهتمام.
لندن (أ ب) – هل سبق لك أن أنهيت وجبتك في أقل من 20 دقيقة؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد يكون الوقت قد حان للتباطؤ والاستمتاع بوجبتك بطريقة مختلفة.
عندما يتعلق الأمر بالتغذية، يركز معظم الخبراء على نوعية الطعام الذي نتناوله، لكن ما قد لا يدركه الكثيرون هو أن سرعة الأكل لا تقل أهمية عن نوعيته. فالإفراط في تناول الطعام بسرعة قد يؤدي إلى مشكلات صحية، مثل سوء الهضم والانتفاخ، وحتى زيادة الوزن دون أن نشعر. بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول الطعام بوتيرة سريعة قد يزعج من حولك على طاولة الطعام، وخاصة من قام بتحضير الوجبة بحب واهتمام.
لماذا تعتبر سرعة تناول الطعام مهمة؟
إذا كنت من النوع الذي يُنهي وجبته في أقل من 20 إلى 30 دقيقة، فمن المحتمل أنك تأكل بسرعة كبيرة، مما قد يكون له آثار سلبية على صحتك.
توضح ليزلي هاينبرغ، المتخصصة في الصحة السلوكية بمركز كليفلاند كلينك، أن الجسم يحتاج إلى حوالي 20 دقيقة حتى تبدأ المعدة بإرسال إشارات إلى الدماغ تخبره بأنها ممتلئة. ولكن عند تناول الطعام بسرعة، قد لا تصل هذه الإشارات في الوقت المناسب، مما يؤدي إلى الإفراط في الأكل دون إدراك ذلك.
ما هي المخاطر الصحية لتناول الطعام بسرعة؟
وفقًا للخبراء، فإن تناول الطعام بسرعة قد يؤدي إلى:
ابتلاع كميات كبيرة من الهواء، مما يسبب الانتفاخ وعسر الهضم.
عدم مضغ الطعام جيدًا، مما يجعل عملية الهضم أقل كفاءة، وبالتالي يقل امتصاص العناصر الغذائية من الطعام.
خطر الاختناق، حيث قد تعلق قطع الطعام غير الممضوغة جيدًا في المريء.
زيادة خطر السمنة، إذ تشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يأكلون بسرعة أكثر عرضة لاكتساب الوزن مقارنة بمن يتناولون الطعام ببطء.
كيف يمكنك التباطؤ أثناء تناول الطعام؟
إذا كنت ترغب في تعديل سرعتك أثناء تناول الطعام، فإليك بعض الخطوات البسيطة التي يمكن أن تساعدك:
1- تجنب المشتتات أثناء الأكل
يُفضل إطفاء التلفاز وإبعاد الهاتف أثناء تناول الطعام. حيث تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الطعام أثناء مشاهدة التلفاز لا ينتبهون إلى الإشارات الطبيعية التي يرسلها الجسم عند الشبع، مما يجعلهم يأكلون أكثر من حاجتهم.
تضيف هاينبرغ:
“عندما نأكل أثناء القيام بأشياء أخرى، مثل مشاهدة التلفاز أو تصفح الهاتف، فإننا نأكل بوعي أقل، وهذا غالبًا ما يؤدي إلى تناول المزيد من الطعام.”
2- استخدم تقنيات تبطئك أثناء الأكل
إذا كنت معتادًا على تناول الطعام بسرعة، فقد تحتاج إلى بعض الخدع البسيطة لمساعدتك على التباطؤ:
استخدم يدك غير المسيطرة أثناء تناول الطعام.
جرب استخدام عيدان الطعام، حتى إن لم تكن معتادًا عليها.
خذ رشفة من الماء بعد كل بضع لقيمات، فهذا يمنح جسمك وقتًا لمعالجة الإشارات التي تدل على الشبع.
3- ركز على تجربة الطعام بالكامل
توصي سارة بيري، كبيرة العلماء في شركة التغذية البريطانية ZOE، بضرورة الانتباه إلى مذاق الطعام وملمسه أثناء تناوله.
“إذا لم نكن حاضرين بالكامل أثناء تناول الطعام، فمن السهل جدًا أن نأكل بسرعة دون إدراك كمية الطعام التي تناولناها.”
4- امضغ طعامك جيدًا
نصيحة قديمة لكن فعالة جدًا: “امضغ طعامك كما أخبرتك والدتك!”
تقول هيلين مكارثي، الطبيبة النفسية في الجمعية البريطانية لعلم النفس، إن زيادة عدد المرات التي نمضغ فيها الطعام يمكن أن يكون وسيلة فعالة لإبطاء سرعة الأكل، مما يساعد في تحسين عملية الهضم والشعور بالشبع بشكل أسرع.
ليس ذلك فحسب، بل يمكن أن يؤثر نوع الطعام الذي تتناوله أيضًا على سرعة أكلك. فالأطعمة فائقة المعالجة والمأكولات السريعة غالبًا ما تكون ناعمة وسهلة المضغ، مما يجعل من السهل تناولها بسرعة. على العكس من ذلك، فإن الأطعمة الصحية مثل الخضروات والبروتينات تحتاج إلى وقت أطول في المضغ، مما يساعد بشكل طبيعي على تقليل سرعة تناول الطعام.
النتائج غير المتوقعة لتناول الطعام ببطء
بعض الأشخاص الذين جربوا هذه الاستراتيجية لاحظوا تغيرات غير متوقعة في علاقتهم بالطعام.
تذكر مكارثي حالة لإحدى مريضاتها التي اعتادت على تناول أنبوب كامل من رقائق البطاطس كل مساء. عندما طلبت منها أن تبطئ وتتناول كل رقاقة على حدة، فوجئت المرأة بأن طعمها لم يعد مستساغًا كما كان.
“كان الأمر أشبه بفم مليء بمواد كيميائية لزجة”، قالت المريضة، مضيفة أنها لم تعد تستمتع بتناول رقائق البطاطس كما كانت تفعل من قبل.”
الخلاصة: استمتع بوجبتك ببطء
في المرة القادمة التي تجلس فيها لتناول وجبتك، حاول الإبطاء والاستمتاع بكل لقمة. اجعل من تجربة الطعام لحظة وعي، حيث تركز على المذاق والملمس والرائحة بدلاً من التهام الطعام بسرعة.
قد يبدو الأمر بسيطًا، لكنه قد يحدث فرقًا كبيرًا في صحتك وعلاقتك بالطعام. فالوجبات ليست مجرد وقود، بل هي تجربة يجب الاستمتاع بها بكل تفاصيلها!
ماري جندي
المزيد
1