في خطوة تهدف إلى تحسين رفاهية الطلاب وتعزيز تركيزهم أثناء الدراسة، أصدرت حكومة جزيرة الأمير إدوارد إرشادات جديدة بشأن الاستخدام المفرط للشاشات في المدارس. التوجيهات، التي تم الإعلان عنها في 23 يناير/كانون الثاني، تدعو إلى تقليص الوقت الذي يقضيه الطلاب أمام الشاشات، مع التأكيد على أهمية أخذ فترات راحة منتظمة للحفاظ على صحة الجسم والعقل.
في خطوة تهدف إلى تحسين رفاهية الطلاب وتعزيز تركيزهم أثناء الدراسة، أصدرت حكومة جزيرة الأمير إدوارد إرشادات جديدة بشأن الاستخدام المفرط للشاشات في المدارس. التوجيهات، التي تم الإعلان عنها في 23 يناير/كانون الثاني، تدعو إلى تقليص الوقت الذي يقضيه الطلاب أمام الشاشات، مع التأكيد على أهمية أخذ فترات راحة منتظمة للحفاظ على صحة الجسم والعقل.
ماذا تتضمن الإرشادات؟
بحسب الإرشادات الجديدة، يتم تحديد فترات راحة من استخدام الشاشات كل 30 دقيقة لطلاب المدارس الابتدائية (من سن 5 إلى 11 عامًا). هذه الفترات تتضمن أنشطة حركية مثل التمدد أو المشي، بهدف تخفيف تأثيرات الجلوس الطويل أمام الأجهزة. أما بالنسبة لطلاب المدارس المتوسطة والثانوية (من سن 12 إلى 18 عامًا)، فيتم التوصية بأخذ استراحة واحدة على الأقل كل ساعة، مع تحفيز الطلاب على القيام بأنشطة بدنية معتدلة أو قوية طوال اليوم، لتجنب تأثيرات الجلوس المستمر.
توضّح هذه الإرشادات أن “وقت الشاشة” يشمل أي وقت يتم قضاؤه باستخدام الأجهزة التي تعتمد على الشاشات مثل السبورات التفاعلية، أجهزة الكمبيوتر، الهواتف الذكية، الأجهزة اللوحية، أو أجهزة الألعاب، سواء كان ذلك لأغراض تعليمية أو ترفيهية.
الهدف من التوجيهات:
أكد روب لانتز، وزير التعليم والسنوات الأولى في جزيرة الأمير إدوارد، في بيان صحفي، أن هذه التوجيهات تهدف إلى مساعدة الشباب على تطوير سلوكيات استخدام الشاشات بشكل ذكي وصحي. وقال لانتز: “بينما أصبحت الشاشات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، من مسؤوليتنا أن نساعد الأطفال والشباب على إدارة هذا الاستخدام بما يعود بالفائدة على تعليمهم وصحتهم النفسية والجسدية.”
تأثيرات الشاشات السلبية:
بالإضافة إلى تحديد أوقات استراحة منتظمة، توصي الإرشادات بتقليل تعدد المهام أثناء استخدام الشاشات، مما يساعد الطلاب على الحفاظ على تركيزهم. وينبغي عليهم أيضًا إيقاف تشغيل الأجهزة غير المستخدمة لتقليل التشتيت وزيادة اليقظة. كما تشجع الإرشادات على تجنب تكليف الطلاب بواجبات منزلية تعتمد على الشاشات لتجنب التأثيرات السلبية على نومهم.
ومن الجدير بالذكر أن هذا التوجيه الجديد يأتي بعد قرار وزاري إقليمي صدر في يوليو الماضي، والذي حظر استخدام الهواتف المحمولة في الفصول الدراسية اعتبارًا من العام الدراسي المقبل. هذا التوجيه يتماشى مع الاتجاهات الوطنية التي أظهرت أهمية الحد من استخدام الأجهزة المحمولة في التعليم، وهو ما اتبعته عدة مقاطعات كندية أخرى.
أضرار الاستخدام المفرط للشاشات:
تُظهر الدراسات أن الاستخدام المفرط للشاشات يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية والنفسية للأطفال. على المستوى الجسدي، يمكن أن يتسبب في مشاكل مثل ضعف الوضعية، آلام الرقبة والظهر، وإجهاد العين. أما على المستوى النفسي، فقد يؤدي الإفراط في استخدام الأجهزة إلى زيادة التوتر والقلق، وضعف التنظيم العاطفي، فضلاً عن الإدمان على الألعاب أو وسائل التواصل الاجتماعي.
من الناحية المعرفية، يعاني الطلاب من انخفاض في مستوى الانتباه، تأخر في تطوير مهارات اللغة، وأداء أكاديمي منخفض نتيجة للوقت الطويل الذي يقضونه أمام الشاشات. كما يعاني بعض الطلاب من مشاكل في النوم بسبب التعرض للضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة.
التوجهات الوطنية:
تتزامن هذه التوجيهات مع جهود مماثلة في مقاطعات كندية أخرى مثل أونتاريو ومانيتوبا وساسكاتشوان. ففي أونتاريو، أعلن وزير التعليم ستيفن ليتشي عن سياسات أكثر صرامة بشأن استخدام الهواتف المحمولة في المدارس، حيث يتم منع الطلاب من استخدام الهواتف أثناء الدروس ما لم يسمح لهم المعلم بذلك. في وقت لاحق، قامت مانيتوبا وساسكاتشوان بفرض قيود على استخدام الهواتف المحمولة من رياض الأطفال إلى الصف الثاني عشر، بهدف تحسين تركيز الطلاب وتعزيز صحتهم.
والخلاصة تمثل إرشادات جزيرة الأمير إدوارد خطوة هامة نحو تعزيز الصحة النفسية والجسدية للطلاب في عصر التكنولوجيا المتسارع. من خلال فرض فترات راحة منتظمة من الشاشات وتوجيه الطلاب نحو استخدام هذه الأجهزة بشكل ذكي ومتوازن، تسعى الحكومة إلى الحد من الأضرار المترتبة على الاستخدام المفرط للأجهزة وتعزيز رفاهية الطلاب.
ماري جندي
المزيد
1