كشف استطلاع رأي أُجري مؤخرًا عن أن غالبية طلاب الجامعات في كندا يشعرون بالخوف من التعبير عن آرائهم السياسية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا المثيرة للجدل، وذلك بسبب القلق من ردود فعل عنيفة أو سلبية من زملائهم أو أساتذتهم. فقد أظهر الاستطلاع أن ثلاثة من كل خمسة طلاب جامعيين يخشون أن يتم استهدافهم بشكل سلبي إذا عبروا عن آراء صادقة بشأن مواضيع سياسية حساسة، وذلك وفقًا لاستطلاع أُجري على 1548 طالبًا في مختلف الجامعات والكليات الكندية.
كشف استطلاع رأي أُجري مؤخرًا عن أن غالبية طلاب الجامعات في كندا يشعرون بالخوف من التعبير عن آرائهم السياسية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا المثيرة للجدل، وذلك بسبب القلق من ردود فعل عنيفة أو سلبية من زملائهم أو أساتذتهم. فقد أظهر الاستطلاع أن ثلاثة من كل خمسة طلاب جامعيين يخشون أن يتم استهدافهم بشكل سلبي إذا عبروا عن آراء صادقة بشأن مواضيع سياسية حساسة، وذلك وفقًا لاستطلاع أُجري على 1548 طالبًا في مختلف الجامعات والكليات الكندية.
نتائج الاستطلاع: الخوف من التعبير في الفصل الدراسي
استند الاستطلاع إلى أسئلة حول مدى ارتياح الطلاب لمناقشة “القضايا المثيرة للجدل” في الفصول الدراسية، مثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقضايا المتحولين جنسيًا وغيرها من المواضيع ذات الصلة بالسياسة. وأشار تقرير الاستطلاع، الذي أجرته منظمة “Heterodox Academy” غير الربحية، إلى أن الطلاب أُجيِبوا عن العواقب المحتملة التي قد يواجهونها إذا عبّروا عن آرائهم الصادقة أثناء مناقشاتهم الأكاديمية.
وكشفت نتائج الاستطلاع أن 63% من الطلاب المشاركين عبروا عن مخاوفهم من تعرضهم لعواقب رسمية، مثل رفض الأساتذة كتابة خطابات توصية لهم، فضلًا عن القلق من العواقب الاجتماعية غير الرسمية، مثل نشر زملاء في الفصل تعليقات سلبية عنهم على وسائل التواصل الاجتماعي. كما أضاف التقرير أن كثيرًا من الطلاب ذكروا أن خوفهم من ردود فعل الأساتذة كان أقوى من خوفهم من ردود أفعال الطلاب الآخرين.
عواقب سلبية لشجاعة التعبير
من جهة أخرى، أشار حوالي 40% من الطلاب إلى أنهم قد عانوا من عواقب سلبية بسبب تعبيرهم عن آرائهم في مواضيع مثيرة للجدل، مثل العقوبات الأكاديمية أو الاجتماعية. في حين أفاد حوالي 49.3% منهم بأنهم شهدوا زملاء لهم يتعرضون لنفس العواقب بسبب نفس السبب. هذه البيانات تبرز مشكلة متزايدة في الجامعات الكندية، حيث يواجه الطلاب حالة من التردد والخوف عند مناقشة القضايا المثيرة للجدل، مما قد يؤثر على حرية التعبير في الحرم الجامعي.
مقياس الاستبداد اليساري: قياس المواقف تجاه حرية التعبير
لم يقتصر الاستطلاع على قياس المخاوف من ردود الفعل العنيفة فقط، بل تناول أيضًا تقييم مواقف الطلاب تجاه قضايا حرية التعبير باستخدام “مقياس الاستبداد اليساري”. هذا المقياس يعتمد على تعريف الاستبداد اليساري بأنه موقف يؤيد حكومة مركزية قوية قادرة على فرض سياسات اجتماعية واقتصادية معينة، مع عدم التسامح مع المعارضة. في هذا السياق، طُلب من الطلاب الإجابة على أسئلة مثل: “هل يجب أن تكون المناقشات الصفية أماكن آمنة تحمي الطلاب من الأفكار المزعجة؟” و”هل يجب أن تحظر الجامعات خطاب الكراهية في الحرم الجامعي؟”
وأظهرت النتائج أن نصف المشاركين على الأقل كانوا يؤيدون فرض قيود على حرية التعبير. فقد تراوحت نسبة المؤيدين من 49.7% الذين أيدوا فكرة “أن القضاء على عدم المساواة أهم من حماية ما يسمى بالحق في حرية التعبير”، إلى 57.9% الذين رأوا أن “النجاح يتطلب من مكان العمل ضمان شعور الموظفين بالأمان من النقد”. هذه الأرقام تبين أن غالبية الطلاب يفضلون فرض بعض القيود على حرية التعبير في سياقات معينة.
التوجهات السياسية وتأييد القيود على حرية التعبير
من اللافت أن هذه النتائج لم تُظهر تحيزًا سياسيًا واضحًا، حيث وافق 52.8% من الطلاب الذين حددوا أنفسهم كـ “يساريين للغاية” و61.9% من أولئك الذين عرّفوا أنفسهم كـ “يمينيين للغاية” على فكرة أن “المناقشات الصفية يجب أن تكون أماكن آمنة تحمي الطلاب من الأفكار المزعجة”. وهذا يدل على أن هناك توافقًا واسعًا عبر الطيف السياسي حول ضرورة وجود قيود على حرية التعبير في بعض السياقات.
قلق بشأن حرية التعبير في التعليم العالي الكندي
علق أليكس أرنولد، مدير الأبحاث في منظمة “Heterodox Academy”، على هذه النتائج مشيرًا إلى أنها تعكس “مشكلة أعمق” في التعليم العالي الكندي. وأكد أن حرية التعبير وفتح مجال الاستفسار الأكاديمي هما أساسيات لا غنى عنها في المهمة الرئيسية للجامعات، التي تكمن في السعي وراء الحقيقة وتعزيز المعرفة. وأضاف أرنولد أن غياب تقدير عميق لحرية التعبير قد يعوق قدرة الجامعات على معالجة القضايا الاجتماعية المعقدة، مثل عدم المساواة والحد من الفقر.
كما شدد على أن التاريخ يظهر أن حماية حرية التعبير كانت أساسية في تعزيز الحقوق المدنية والعدالة الاجتماعية. وبالتالي، فإن تفضيل العديد من الطلاب للتضحية بحرية التعبير مقابل أولويات أخرى، قد يثير القلق بشأن مستقبل التعليم العالي وتقدم المجتمع بشكل عام.
وتشير نتائج الاستطلاع إلى وجود قلق متزايد بين الطلاب الجامعيين الكنديين حول حرية التعبير في الحرم الجامعي، مع تزايد المخاوف من ردود الفعل السلبية والعواقب الاجتماعية والمهنية. كما أن هناك دعمًا ملحوظًا لبعض القيود على حرية التعبير، وهو ما يطرح تساؤلات حول مستقبل التعليم الأكاديمي في كندا.
ماري جندي
المزيد
1