في مشهد لم يكن يتوقعه الكثيرون، وجدت نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس نفسها يوم الاثنين في موقف صعب ومؤلم، إذ حضرت حفل تنصيب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة، وهي اللحظة التي وصفت بنهاية “وحشية” لفترة ولايتها كنائبة للرئيس.

وصول هاريس وتعبيرات الوجوم
عند وصولها إلى مبنى الكابيتول برفقة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، بدت هاريس متجهمة، عاجزة عن إخفاء شعور الحزن والإحباط. لم تستطع رسم الابتسامة المعتادة، وظلت ملامحها تعكس صراعًا داخليًا مريرًا مع حقيقة نهاية رحلتها كنائبة للرئيس.

الالتزام بالتقاليد رغم الخسارة
جاء حضور بايدن وهاريس لحفل التنصيب امتثالًا لتقاليد أمريكية عريقة تعكس احترام العملية الديمقراطية، حيث يشارك الرئيس المنتهية ولايته ونائبه في حفل تنصيب خليفتهما. جلست هاريس، مرتدية بدلة سوداء أنيقة، تحمل برنامج الحفل بصمت واضح، بينما كانت نظراتها مشتتة ومليئة بالتفكير.

لحظات قاسية ومشاعر مختلطة
عندما قدم ترامب ليؤدي القسم الرئاسي، كان واضحًا أن اللحظة أثرت بشدة على هاريس. نظرت إلى الأرض، وقامت بتعديل شعرها كنوع من صرف الانتباه عن مشاعرها. وما إن انتهى ترامب من أداء القسم، حتى صفق الجميع، بمن فيهم هاريس، ولكن بحماس خافت يعكس مرارتها.

هاريس، التي كانت قد حصلت على دعم بايدن كمرشحة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي، خاضت حملة شرسة استمرت 106 أيام ضد ترامب، لكنها فشلت في حصد أصوات الولايات السبع المتأرجحة، مما أدى إلى هزيمتها.

ترامب يؤكد انتصاره
ألقى ترامب خطاب تنصيبه واصفًا انتخابات 2024 بأنها “الأهم في تاريخ الولايات المتحدة”. وأشار إلى أنه فاز بالتصويت الشعبي بفارق ملايين الأصوات، مما عزز من شعوره بالانتصار وأعاد التذكير بهزيمة هاريس وبايدن.

ردود أفعال خلال الخطاب
خلال خطاب ترامب، كانت هاريس تبدو متماسكة ظاهريًا، لكنها عقدت معصميها وضغطت على أصابعها بعصبية ملحوظة. كما بدا أن الرئيس السابق بايدن يشاركها هذا الثقل، حيث جلس إلى جانبها برأس منحنٍ خلال الصلاة الافتتاحية.

وعود ترامب بإلغاء سياسات الإدارة السابقة
وعد ترامب خلال خطابه بإلغاء العديد من سياسات إدارة بايدن وهاريس، بما في ذلك إصلاح قوانين الهجرة وتأمين الحدود، وهو ما أثار استياء زوج هاريس، دوج إيمهوف، الذي هز رأسه بعد سماع هذه التعهدات.

لحظات نادرة من الابتسامة
وسط أجواء الحفل، برزت لحظة فريدة عندما أدت المغنية كاري أندروود أغنية “God Bless America”، حيث ظهرت على وجه هاريس ابتسامة خفيفة واندمجت في الغناء لبعض الوقت، على الرغم من الانتقادات التي لاحقتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الوداع الأخير
اختتمت هاريس هذا اليوم الثقيل بمصافحة ترامب وعناق وداعي لبايدن، قبل أن تغادر مبنى الكابيتول برفقة زوجها، متجهة إلى منزلها في كاليفورنيا. وبينما لم تفصح عن خططها المستقبلية، يبقى التساؤل قائمًا حول ما الذي تخبئه المرحلة المقبلة لحياتها المهنية.

كانت تلك اللحظة ليست فقط نهاية حقبة بالنسبة لهاريس، بل أيضًا بداية مرحلة جديدة، مليئة بالتحديات الشخصية والسياسية.

ماري جندي