في وقتٍ تشير فيه استطلاعات الرأي إلى تراجعٍ كارثي، يبدو أن الحزب الديمقراطي الجديد بقيادة جاجميت سينغ يتجه نحو واحدة من أسوأ هزائمه الانتخابية في تاريخه. ومع كل يومٍ يمر، يتحول هدف سينغ من الفوز بالمقاعد إلى مجرد البقاء السياسي.
على مدار سنوات، روّج سينغ لنفسه كصوتٍ مختلف في برلمان يهيمن عليه أصحاب الملايين، رغم بدلته المصممة وساعته الرولكس، التي سرعان ما تحوّلت إلى مادة دسمة لخصومه، الذين أطلقوا عليه لقب “ماركسي المازيراتي”. لكن خلف هذه الصورة اللامعة، يكمن رجل تحركه ذكريات والده المهاجر، الذي لم يشعر يومًا أنه ينتمي لهذا الوطن رغم إنجازاته.
في وقتٍ تشير فيه استطلاعات الرأي إلى تراجعٍ كارثي، يبدو أن الحزب الديمقراطي الجديد بقيادة جاجميت سينغ يتجه نحو واحدة من أسوأ هزائمه الانتخابية في تاريخه. ومع كل يومٍ يمر، يتحول هدف سينغ من الفوز بالمقاعد إلى مجرد البقاء السياسي.
على مدار سنوات، روّج سينغ لنفسه كصوتٍ مختلف في برلمان يهيمن عليه أصحاب الملايين، رغم بدلته المصممة وساعته الرولكس، التي سرعان ما تحوّلت إلى مادة دسمة لخصومه، الذين أطلقوا عليه لقب “ماركسي المازيراتي”. لكن خلف هذه الصورة اللامعة، يكمن رجل تحركه ذكريات والده المهاجر، الذي لم يشعر يومًا أنه ينتمي لهذا الوطن رغم إنجازاته.
في الحملة الانتخابية الحالية، لم تعد البدلات الراقية جزءًا من المشهد. تخلى سينغ عنها لصالح الجينز والسترات الصوفية، وكأن مظهره الجديد يعكس واقعه السياسي: رجل يقف على حافة الهاوية، يحاول إعادة إشعال حماس جمهور بدأ ينفضّ من حوله.
الضربة الأقسى جاءت بعد فك الشراكة مع الليبراليين، تلك التي ضمنت له سابقًا مكاسب مثل برامج رعاية الأسنان والرعاية الدوائية. أراد سينغ أن يقدم نفسه كبديل تقدمي للمحافظين، لكن الليبراليين استعادوا قوتهم فجأة، خاصة مع تصاعد المخاوف من عودة دونالد ترامب وسيناريو حكومة بقيادة بيير بواليفير.
النتيجة؟ تهاوى دعم الحزب من نحو 20% إلى خانة الأرقام الأحادية، وتحول الحزب من منافس محتمل إلى قوة هامشية. بات سينغ يقف اليوم في موقع دفاع، يتنقل بين محطات حملته، لا ليطرح برامج، بل ليدافع عن وجود الحزب نفسه.
ورغم هذا التراجع، يواصل سينغ القتال بروح المقاتل الذي تعلّم الشرف والانضباط في صالات الجوجيتسو والمصارعة. في ساسكاتون، حاول بث الحماس في حشدٍ صغير قائلاً: “نحن مستعدون للقتال، مستعدون للفوز. استعدوا!” لكن عيون البعض في الحضور بدت مترددة، كأنها تعكس واقعًا حزبيًا أكثر قسوة مما يريد زعيمهم الاعتراف به.
مع اقتراب نهاية الحملة، يتضح أن سينغ لا يُقاتل فقط من أجل مقاعد، بل من أجل إرثٍ سياسي ينهار من حوله. وفي ظل الانقسامات، وعودة الأشباح السياسية من الخارج، تبدو الهزيمة ليست فقط محتملة… بل ساحقة.
ماري جندي
1