في مشهد سياسي نادر يعيد إلى الأذهان أيام التأييد الشعبي الجارف، عاد رئيس الوزراء الكندي الأسبق ستيفن هاربر إلى الأضواء ليُعبر عن دعمه الكامل لزعيم حزب المحافظين، بيير بواليفير، وذلك خلال تجمع انتخابي حاشد في مدينة إدمونتون بمقاطعة ألبرتا، يوم 7 أبريل/نيسان. الحدث جذب أكثر من 15 ألف شخص بحسب تقديرات الحزب، ما جعله أضخم تجمع انتخابي يشهده أي حزب سياسي كندي منذ بدء الحملة، وأول ظهور انتخابي لبواليفير في معقل المحافظين، ألبرتا.
في مشهد سياسي نادر يعيد إلى الأذهان أيام التأييد الشعبي الجارف، عاد رئيس الوزراء الكندي الأسبق ستيفن هاربر إلى الأضواء ليُعبر عن دعمه الكامل لزعيم حزب المحافظين، بيير بواليفير، وذلك خلال تجمع انتخابي حاشد في مدينة إدمونتون بمقاطعة ألبرتا، يوم 7 أبريل/نيسان. الحدث جذب أكثر من 15 ألف شخص بحسب تقديرات الحزب، ما جعله أضخم تجمع انتخابي يشهده أي حزب سياسي كندي منذ بدء الحملة، وأول ظهور انتخابي لبواليفير في معقل المحافظين، ألبرتا.
وفي كلمته المؤثرة التي ألقاها أمام الحشود المتحمسة، لم يخفِ هاربر إعجابه العميق ببواليفير، واصفًا إياه بأنه الرجل القادر على قيادة كندا إلى مستقبل أكثر إشراقًا، وتجاوز ما وصفه بـ”السنوات الليبرالية الثلاث الصعبة”، مشيرًا إلى أن البلاد تعاني من آثار سياسات حكومة الحزب الليبرالي المتعاقبة. وقال هاربر إن هذه الفترة تشكل تحديًا تاريخيًا، لكن في الوقت نفسه، فرصة ثمينة “لنعيد تشكيل كندا كما ينبغي أن تكون”.
وتابع قائلًا: “لا يمكننا الوصول إلى هناك إلا بقيادة شخص لديه خطة سياسية حقيقية، وكان على صواب في كل القضايا المحورية خلال السنوات العشر الماضية. نحتاج إلى شخص يمتلك الطاقة، والحيوية، بل والشباب أيضًا، ليدفعنا نحو مستقبل أقوى وأكثر وحدة”.
ثم رفع صوته، مشيرًا إلى المنصة: “ذلك الشخص هو زميلي، وصديقي، وزعيم حزبنا، ورئيس الوزراء المقبل لكندا: بيير بواليفير”. لحظة الإعلان تلك قوبلت بعاصفة من التصفيق والهتاف، قبل أن ينضم بواليفير وزوجته، أنايدا، إلى المسرح.
دعم لا لبس فيه
هاربر، الذي قاد البلاد بين عامي 2006 و2015، قال إنه في موقع فريد يسمح له بتقديم تقييم نزيه للمرشحين، مشيرًا إلى أنه يعرف كلًا من بواليفير وزعيم الحزب الليبرالي الجديد مارك كارني عن قرب. فكارني شغل منصب محافظ بنك كندا خلال فترة هاربر في السلطة، بينما عمل بواليفير تحت قيادته في مناصب وزارية متعددة، من بينها وزارة التوظيف والتنمية الاجتماعية.
لكن رغم هذا، قال هاربر: “اختياري واضح، دون تردد، دون لبس، ودون أدنى شك: بيير بواليفير”.
وخلال حديثه الذي استمر نحو عشر دقائق، استعرض هاربر بإسهاب المسيرة السياسية لبواليفير، والتي امتدت لأكثر من عشرين عامًا، بدأها كنائب برلماني شاب، مرورًا بتجربته كسكرتير برلماني، ثم وزيرًا، وصولًا إلى زعامة حزب المحافظين. وأشاد هاربر بتطور بواليفير السياسي وقدرته على اكتساب الخبرة والنضج خلال مسيرته، واعتبر هذه الصفات من أهم ما يمكن أن يملكه قائد يطمح إلى قيادة البلاد.
إشادة ببواليفير .. ورد بالمثل
عندما صعد بواليفير إلى المسرح، بادر فورًا بالإشادة بهاربر، واصفًا إياه بأنه “أعظم رئيس وزراء في القرن الحادي والعشرين” وأنه “أعظم مرشد يمكن أن يطمح إليه أي سياسي”. وبتواضع مميز، قال لبوليفير مازحًا: “كان من الغريب بعض الشيء رؤيتك على هذا المسرح… لكن من الرائع وجودك هنا”.
بعد ذلك، ألقى بواليفير خطابًا أمام الجماهير، مزج فيه بين السياسة والسرد الشخصي، حيث شارك بعض ذكرياته من شبابه في ألبرتا، معقل المحافظين الذي ينتمي إليه. كما لم يفوّت الفرصة في تأكيد التزامه بقضايا الموارد والطاقة، مستعرضًا زيارته السابقة في نفس اليوم إلى مدينة تيراس في كولومبيا البريطانية، حيث أعلن أن حكومة المحافظين – في حال فوزهم – ستسرّع من وتيرة الموافقات على مشاريع الموارد.
مواجهة انتخابية محتدمة مع كارني
التأييد القوي من هاربر لبواليفير لم يأتِ في فراغ، بل جاء في توقيت حساس للغاية، حيث اشتدت المنافسة مع الحزب الليبرالي الذي يقوده الآن مارك كارني – الوجه الجديد في معركة انتخابية يُتوقّع أن تكون من الأكثر إثارة في السنوات الأخيرة.
وفي نفس الليلة، كان كارني يخاطب حشدًا من أنصاره في ريتشموند، كولومبيا البريطانية، حيث عرض بعضًا من أبرز قراراته كرئيس وزراء، من بينها إلغاء ضريبة الكربون على المستهلكين، وهي خطوة نالت استحسانًا واسعًا، خاصة مع تصاعد أسعار الطاقة.
كما أشار كارني إلى التهديد المتزايد من الرسوم الجمركية الأمريكية على المنتجات الكندية، مؤكدًا التزامه الكامل بحماية الاقتصاد الكندي وسكان كولومبيا البريطانية المتضررين من تلك السياسات. وقدرت التقارير عدد المشاركين في تجمع كارني بحوالي 2000 شخص.
وفي تصريحه الذي حمل طابعًا نقديًا واضحًا، قال كارني: “أنا لست سياسيًا محترفًا، بل شخص عملي. وعندما أرى أن أمرًا ما لا يسير كما يجب، أقوم بتعديله”. ووجه انتقادًا مباشرًا لبواليفير، معتبرًا أن الأخير يفتقر إلى الخبرة في القطاع الخاص، وقال: “بيير بواليفير هو من أولئك الساسة الذين يعبدون السوق الحرة دون أن يكون لهم أي تجربة حقيقية في عالم الأعمال”.
محطات مقبلة على أرض ساخنة
يبدو أن السباق نحو أوتاوا لن يتباطأ قريبًا. فمن المقرر أن يعقد بواليفير تجمعه التالي في مدينة سولت سانت ماري بأونتاريو في 8 أبريل/نيسان، وهو نفس اليوم الذي سيبدأ فيه كارني أولى محطاته في معقل المحافظين، مدينة كالغاري، ألبرتا.
المعركة الانتخابية بدأت فعليًا، والمؤشرات تُظهر أننا على موعد مع موسم سياسي ناري، يحمل الكثير من المفاجآت والتقلبات، وربما إعادة تشكيل شاملة للمشهد الكندي.
ماري جندي
المزيد
1