في تطور مقلق يكشف عن مدى تطور أساليب الاحتيال المالي، خسر سكان منطقة هالتون في أونتاريو أكثر من 522 ألف دولار منذ بداية عام 2025، جراء خداعهم من قبل محتالين محترفين ينتحلون صفة موظفي البنوك أو المحققين الماليين. هذه الموجة من الاحتيالات التي باتت تستهدف بشكل مكثف المجتمعات المحلية مثل برلنغتون، وأوكفيل، وميلتون، وهالتون هيلز، دفعت بشرطة هالتون إلى إطلاق تحذيرات متكررة ودعوات لليقظة والانتباه.

أسلوب احتيالي متقن ومقنع
بحسب تقارير الشرطة، فإن السيناريو الذي يتبعه هؤلاء المحتالون يبدو محكمًا ومبنيًا على تلاعب نفسي عميق بالضحايا. تبدأ القصة بمكالمة هاتفية، حيث يتظاهر المحتال بأنه موظف في أحد البنوك المعروفة، وغالبًا ما يستخدم ما يُعرف بـ “تطبيقات انتحال الهوية الهاتفية” التي تُظهر الرقم المتصل وكأنه تابع رسميًا للبنك، ما يجعل الأمر يبدو واقعيًا تمامًا.

ثم يُبلغ المتصل ضحيته بوجود نشاط مشبوه في حسابه البنكي، ويطلب منه “التعاون” في التحقيق الجاري لكشف الاحتيال. وبينما يشعر الضحية بالقلق والرغبة في حماية أمواله، يُطلب منه اتخاذ خطوات محددة، من بينها قطع بطاقته البنكية إلى نصفين وإبلاغه بأن البنك سيبعث مندوبًا إلى منزله لاستلامها، على أن تُصدر له بطاقة بديلة في اليوم التالي.

ومع تصاعد التوتر، يصل شخص بالفعل إلى باب المنزل لجمع البطاقة المقطوعة – وهو في الحقيقة شريك في عملية الاحتيال – ليجد نفسه وقد حصل فعليًا على ما يحتاجه للوصول إلى الحساب وسحب الأموال.

الشرطة توضح: هذه ليست ممارسات مصرفية صحيحة
أكدت شرطة هالتون في بيانها أن هذه الأساليب لا تمت بأي صلة للإجراءات البنكية الصحيحة، مشيرةً إلى أن البنوك لا تطلب أبدًا من العملاء المساهمة في تحقيقات مالية أو أن يسلموا بطاقاتهم البنكية أو بياناتهم الحساسة لأشخاص يأتون إلى أبواب منازلهم. كما لا تُطلب من العملاء أبدًا كلمات مرورهم، أو رموز الأمان لمرة واحدة التي تُرسل إلى أجهزتهم.

وأضافت الشرطة:

“كما هو الحال في كثير من عمليات الاحتيال، فإن أي عرض يبدو جيدًا أو رسميًا بدرجة يصعب تصديقها، فغالبًا ما يكون خدعة. الشك في مثل هذه الحالات هو أول خطوة للحماية.”

كيف تحمي نفسك من هذه الحيل؟ إليك نصائح الشرطة
لحماية نفسك وعائلتك من الوقوع في هذا النوع من الاحتيال المعقد، قدمت شرطة هالتون مجموعة من النصائح والإرشادات الهامة:

كن حذرًا من خداع المكالمات الهاتفية: المحتالون يستخدمون تقنيات متقدمة لإخفاء أرقامهم الحقيقية وجعلها تبدو كأنها صادرة من جهات رسمية. لذلك، لا تثق أبدًا في الرقم الظاهر على شاشة هاتفك.

تحقق من هوية المتصل قبل الاستجابة: إذا تلقيت مكالمة يدّعي فيها المتصل أنه من البنك، أبلغه أنك ستقوم بالاتصال به لاحقًا، ثم أغلق الخط. استخدم رقم الهاتف الموجود على ظهر بطاقتك البنكية، ويفضل أن تستخدم هاتفًا مختلفًا أو تنتظر 10 دقائق قبل إعادة الاتصال، للتأكد من قطع الاتصال الأول تمامًا.

لا تنقر على الروابط المشبوهة: الرسائل النصية أو رسائل البريد الإلكتروني التي تحتوي على روابط قد تكون فخاخًا لسرقة بياناتك من خلال مواقع تصيد إلكتروني أو برمجيات ضارة.

حافظ على سرية رموز الأمان: لا تُشارك رموز المصادقة التي تصلك على هاتفك أو بريدك الإلكتروني تحت أي ظرف، فهذه الرموز قد تمنح المحتالين القدرة الكاملة على الدخول إلى حساباتك.

احذر من استخدام أرقام البطاقات العامة: قد يحاول المحتالون طمأنتك عبر ذكر الأرقام الستة الأولى من بطاقتك البنكية (المعروفة برقم تعريف البنك)، وهي معلومات يمكن الحصول عليها بسهولة، لذا لا تنخدع بذلك.

كن واعيًا لعمليات الاختراق السابقة: إذا سبق أن تم تسريب بياناتك الشخصية في حادثة اختراق إلكتروني، فقد يُستخدم ذلك ضدك لاحقًا في عمليات احتيال أكثر إقناعًا.

لا تسمح لأي جهة بالتحكم عن بُعد بجهازك: لا توجد جهة رسمية – سواء كانت مصرفية أو أمنية – تطلب منك السماح بالوصول إلى جهازك عن بُعد، لذا تجاهل أي طلبات من هذا النوع فورًا.

لا تُحوّل أموالك إلى حسابات مجهولة أو خارجية: المؤسسات المالية الحقيقية لا تطلب منك تحويل أموالك لأغراض “الأمان” أو “التحقيقات”. هذه الحيلة شائعة في العديد من عمليات الاحتيال.

لا تسلم بطاقتك البنكية لأي شخص: سواء ادعى أنه من البنك أو من الشرطة، لا توجد جهة مخولة بالحضور إلى منزلك لاستلام بطاقتك المصرفية. حافظ عليها معك دائمًا.

في حال وقوعك ضحية.. اتخذ هذه الخطوات فورًا
إذا شعرت بأنك وقعت في فخ احتيالي، فلا تتردد في اتخاذ الخطوات التالية على الفور:

اتصل بشرطة هالتون على الخط غير الطارئ: 905-825-4777

أو تواصل مع وحدة الجرائم المالية مباشرة عبر الرقم: 905-465-8741

كما يمكنك الإبلاغ عن الحادث لدى مركز مكافحة الاحتيال الكندي: 1-888-495-8501

تزايد هذه الحالات في منطقة هالتون يضع المجتمع أمام تحدٍّ حقيقي يتطلب يقظة جماعية، وتثقيفًا مستمرًا، خصوصًا لكبار السن أو من لا يمتلكون دراية كافية بالتكنولوجيا وأساليب الاحتيال الجديدة. فالمحتالون لا يطرقون أبوابنا فقط بل يدخلونها بأدب، متنكرين في صورة من نثق بهم.

ماري جندي