في ظل ردود الفعل الخافتة من أوتاوا تجاه تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاقتصادية وحديثه عن جعل كندا ولاية أمريكية، أرسلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك رسالة دعم قوية إلى الكنديين، مؤكدة على وحدة بلادهم.
في ظل ردود الفعل الخافتة من أوتاوا تجاه تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاقتصادية وحديثه عن جعل كندا ولاية أمريكية، أرسلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك رسالة دعم قوية إلى الكنديين، مؤكدة على وحدة بلادهم.
وقالت بيربوك يوم الجمعة:
“إلى أصدقائنا الكنديين: بلدكم متحد. وحدة كندا مصدر إلهام لنا.”
وأضافت:
“نحن الأوروبيون، الألمان، والكنديون لسنا مجرد شركاء، بل أصدقاء مقربون. والأصدقاء يساندون بعضهم دائمًا.”
جاءت تصريحاتها في ختام اجتماعات وزراء خارجية مجموعة السبع في منطقة شارلفوا بمقاطعة كيبيك، حيث أكدت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي أن بعض زملائها في مجموعة السبع لم يدركوا مدى جدية الكنديين في التعامل مع تهديدات واشنطن.
وقالت جولي:
“اعتقد العديد من زملائي أن هذه القضية مجرد مزحة، لكنني أخبرتهم أن الكنديين يأخذون الأمر بجدية، وليس شيئًا يستحق السخرية.”
وأضافت أن الولايات المتحدة تحاول استنزاف الاستثمارات من كندا وتسهيل السيطرة على اقتصادها.
ألمانيا: وحدة أراضي كندا “غير قابلة للانتهاك”
أكدت بيربوك أن ألمانيا تعتبر الحدود السيادية للدول غير قابلة للانتهاك، مشددة على أن هذا المبدأ ينطبق على كندا، أوكرانيا، وجرينلاند كما ينطبق على أي دولة أخرى.
وأضافت:
“إذا نظرنا إلى البيان الختامي الذي يؤكد على وحدة أراضي الدول، فإن هذا ينطبق على كل دولة في العالم – وخاصة أعضاء حلف شمال الأطلسي مثل كندا وألمانيا.”
رسالة دعم عبر الألوان
في خطوة رمزية، استخدمت بيربوك ورئيسة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاجا كالاس ملابسهما لإرسال رسالة دعم إلى كندا.
نشرت بيربوك صورة على منصة X وهي ترتدي اللون الأبيض إلى جانب كالاس التي ارتدت الأحمر، في إشارة إلى ألوان العلم الكندي، وعلقت عليها بعبارة “نحن ندعمك” مرفقة بعلم كندا.
وقالت بيربوك للصحفيين:
“الدبلوماسية لها ألوان مختلفة. في هذه الأوقات المستقطبة ووسط تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، لا يتعلق الأمر بالكلمات فقط، بل بالعواطف والمشاعر – وفي بعض الأحيان، قد تقول الألوان أكثر من الكلمات.”
ردود فعل دولية متباينة
في المقابل، لم يبدِ وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني اهتمامًا كبيرًا بالتهديدات الأمريكية، قائلًا:
“بالنسبة لي، هذه ليست وظيفتي. كندا ستبقى كندا. الرسالة الأهم اليوم هي الوحدة نفسها.”
أما وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، فقد أعرب عن خيبة أمله تجاه الرسوم الجمركية الأمريكية، مشيرًا إلى الشراكة القوية بين المملكة المتحدة وكندا، وأضاف:
“هذا ليس الوقت المناسب لإثارة الانقسام غير الضروري.”
مارك كارني: “نحن أسياد في منزلنا”
من جهته، قلل رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني من أهمية الدعم الدولي، مؤكدًا أن كندا ليست بحاجة إلى تأكيدات خارجية بشأن وحدتها واستقلالها.
وقال كارني في قاعة ريدو:
“نحن أسياد في منزلنا، نحنُ المتحكمون. من الجميل أن يُشيد الآخرون بنا، لكننا لا نسعى إلى ذلك، ولا نحتاج إليه.”
كما رفض بشدة فكرة تحويل كندا إلى ولاية أمريكية، قائلًا:
“هذا جنون، وجهة نظره جنونية. نحن بلد مختلف تمامًا، جوهريًا.”
وأضاف أن كندا هي العميل الرئيسي للعديد من الصناعات الأمريكية، مشيرًا إلى أن العلاقة بين البلدين يجب أن تقوم على الاحترام والتعاون التجاري العادل.
المصدر: أوكسيجن كندا نيوز
المحرر: رامي بطرس
المزيد
1