في الآونة الأخيرة، شهدنا انتشاراً متسارعاً لأنفلونزا الطيور عبر العديد من أنواع الحيوانات مثل الدواجن، والظربان، والأبقار، والثعالب، وحتى الدببة القطبية. هذا التفشي الواسع أثار العديد من التساؤلات حول مدى الخطر الذي تشكله هذه الفيروسات على البشر، خصوصاً في ظل وجود مراهق كندي في حالة حرجة بعد إصابته بالعدوى. ومع ذلك، يظل الارتفاع الأخير في حالات الإصابة بالخنازير هو مصدر القلق الأكبر بين الخبراء، لأنه يمثل خطوة جديدة قد تزيد من خطر التحول الفيروسي، مما يهدد صحة الإنسان بشكل أكبر.
في الآونة الأخيرة، شهدنا انتشاراً متسارعاً لأنفلونزا الطيور عبر العديد من أنواع الحيوانات مثل الدواجن، والظربان، والأبقار، والثعالب، وحتى الدببة القطبية. هذا التفشي الواسع أثار العديد من التساؤلات حول مدى الخطر الذي تشكله هذه الفيروسات على البشر، خصوصاً في ظل وجود مراهق كندي في حالة حرجة بعد إصابته بالعدوى. ومع ذلك، يظل الارتفاع الأخير في حالات الإصابة بالخنازير هو مصدر القلق الأكبر بين الخبراء، لأنه يمثل خطوة جديدة قد تزيد من خطر التحول الفيروسي، مما يهدد صحة الإنسان بشكل أكبر.
في الشهر الماضي، أعلن مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة عن اكتشاف أول حالة إصابة في خنزير بفيروس إنفلونزا الطيور من النوع A(H5N1) في ولاية أوريغون، وهو ما يعد حدثاً غير مسبوق في البلاد. وبعد عدة أيام، أكدت السلطات الصحية إصابة خنزير آخر في نفس المزرعة. هذا الاكتشاف أثار قلقاً كبيراً بين الخبراء حول إمكانية تحور الفيروس ليصبح أكثر تهديداً للبشر.
وتقول كيري بومان، أستاذة الأخلاقيات الحيوية والصحة العالمية في جامعة تورنتو: “مع كل نوع من الأنواع الذي ينتقل إليه الفيروس، يرتفع مستوى الخطر. لكن الخنازير تشكل تهديداً خاصاً بسبب قدرتها على الجمع بين الفيروسات التي تصيب الطيور والبشر، وهو ما قد يؤدي إلى ظهور فيروس جديد أكثر قابلية للإصابة بالبشر.”
لماذا تشكل الخنازير تهديدًا خاصًا؟
الخنازير تعتبر بيئة مثالية لتحول الفيروسات. عندما تصاب الخنازير بكل من فيروس إنفلونزا الطيور وفيروس الإنفلونزا البشري في الوقت نفسه، قد تتبادل الفيروسات جيناتها لتكوين سلالات جديدة. هذه العملية، المعروفة بـ”التبادل الجيني” أو “الاختلاط الجيني”، هي التي قد تؤدي إلى ظهور سلالات جديدة من الفيروسات التي يمكن أن تصيب البشر بسهولة أكبر.
بومان تشير إلى أن هذا التحول الفيروسي قد يؤدي إلى نشوء فيروس جديد بخصائص فريدة، ما يزيد من مخاطر إصابة البشر، كما حدث في عام 2009 عندما تسبب فيروس إنفلونزا H1N1 في جائحة عالمية.
التفشي في مزارع الخنازير التجارية
لكن الأمر لا يتوقف عند مجرد وجود الفيروس في الخنازير، بل يمتد القلق إلى احتمال انتقاله إلى المزارع التجارية. حيث يكون الوضع أكثر خطورة بسبب كثافة الحيوانات في تلك المزارع، مما يسهل انتشار المرض بسرعة. نقل الخنازير من مزرعة إلى أخرى وتداولها في الأسواق قد يزيد من فرص انتشار الفيروس على نطاق واسع.
عالم الفيروسات ليفون أبراهاميان، أستاذ في جامعة مونتريال، أكد على أن “الفيروس في خنزير مزرعة غير تجارية لا يمثل تهديدًا كبيرًا في الوقت الحالي”، ولكنه شدد على أن “أي اكتشاف في مزارع تجارية سيكون حدثًا مقلقًا للغاية، وسيستلزم تدابير عاجلة للسيطرة على التفشي.”
القلق من إمكانية انتقال الفيروس للبشر
عادةً ما تكون العدوى البشرية بإنفلونزا الطيور نادرة، حيث تحدث عادة بعد ملامسة مباشرة للطيور المصابة أو الحيوانات الأخرى. ومع ذلك، هناك قلق من أن هذه الديناميكية قد تتغير في حال وجد الفيروس مضيفًا مناسبًا في الخنازير، ما قد يسهل تحوره إلى شكل قابل للانتقال بين البشر.
هل نحن مستعدون لمواجهة هذه المخاطر؟
في كندا، يشعر العديد من الخبراء بالقلق من أن المراقبة والاختبار الخاص بأنفلونزا الطيور غير كافية. وتضيف بومان: “إن إنفلونزا الطيور لا تختفي، وستستمر في الانتشار بين الأنواع المختلفة. في كندا، هناك العديد من الحيوانات البرية والمزارع المحلية التي تعرضت للإصابة، ومع انتقال الفيروس إلى أنواع جديدة، يزداد الخطر.”
من جانبها، أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أنها تقوم باختبار مياه الصرف الصحي للكشف عن آثار الفيروس، ولكن لا يتم إجراء فحوصات محددة لفيروس H5N1 بسبب صعوبة التمييز بين المصادر البرية والبشرية أو الحيوانية في هذه العينات.
التحديات المتعلقة باللقاحات
من أبرز القضايا التي تثير القلق أيضًا هو غياب اللقاح الشامل ضد فيروس H5N1 في كندا، على الرغم من توفر بعض اللقاحات في دول أخرى. وقد حذرت أنجيلا راسموسن، عالمة الفيروسات في جامعة ساسكاتشوان، من أن كندا قد تحتاج إلى تخزين لقاحات خاصة بـH5N1 استعدادًا لأي تفشي محتمل، بدلاً من الاعتماد على التوريد الطارئ من الشركات المصنعة، وهو ما قد يستغرق وقتًا طويلاً.
في النهاية، يشير الخبراء إلى أن وجود استراتيجيات أفضل للاختبار، والمراقبة، والإبلاغ عن الحالات، بالإضافة إلى الاستعداد المبكر في تخزين اللقاحات، يعد أمرًا حيويًا للحد من مخاطر انتشار الفيروس والتحول إلى وباء عالمي.
ماري جندي
المزيد
1