في تطور مفاجئ على الساحة السياسية الكندية، دعا النائب الليبرالي جورج تشاهال، الذي يمثل مدينة كالجاري، زملاءه في الكتلة البرلمانية إلى السعي لتسريع عملية اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي بدلاً من رئيس الوزراء الحالي، جاستن ترودو. ووجه تشاهال انتقادات لاذعة، واصفًا التأخير في استقالة ترودو بأنه نتيجة “مؤامرة” تسعى لحماية مصالح ضيقة على حساب مصلحة الحزب.
في تطور مفاجئ على الساحة السياسية الكندية، دعا النائب الليبرالي جورج تشاهال، الذي يمثل مدينة كالجاري، زملاءه في الكتلة البرلمانية إلى السعي لتسريع عملية اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي بدلاً من رئيس الوزراء الحالي، جاستن ترودو. ووجه تشاهال انتقادات لاذعة، واصفًا التأخير في استقالة ترودو بأنه نتيجة “مؤامرة” تسعى لحماية مصالح ضيقة على حساب مصلحة الحزب.
رسائل علنية تدعو للتغيير
في السابع والعشرين من ديسمبر، قام تشاهال بخطوة غير مسبوقة عندما نشر رسالتين رسميتين على وسائل التواصل الاجتماعي. الأولى وجهها إلى الكتلة الليبرالية، بينما كانت الثانية موجهة إلى رئيس الحزب الليبرالي الكندي، ساشيت ميهرا. حملت الرسالتان نبرة حاسمة تدعو الحزب للتحرك الفوري، مؤكدًا أن “الوقت لم يعد في صالحنا”، مشيرًا إلى أن الحزب فقد “ترف الانتظار أو اتخاذ قرارات مترددة”.
وفي خطابه إلى الكتلة، أعرب تشاهال عن خيبة أمله من عدم استجابة الحزب للإشارات الواضحة التي بعث بها الكنديون، خاصة بعد خسارة الليبراليين لثلاثة انتخابات فرعية هذا العام. وأوضح أن هذا الفشل يعكس الحاجة الملحة إلى تجديد القيادة لتجنب خسائر أكبر مستقبلاً.
ضغوط داخلية من النواب
لفت تشاهال الانتباه إلى أن الدعوات للتغيير داخل الحزب ليست جديدة، حيث عبّر العديد من الشخصيات البارزة عن الحاجة لاستقالة ترودو، مثل السيناتور بيرسي داون والنائب كين ماكدونالد. كما كشف أن أكثر من عشرين نائبًا ليبراليًا في الكتلة طالبوا بشكل مباشر باستقالة رئيس الوزراء.
وأضاف: “أي قائد عقلاني كان سيستقيل فورًا في مثل هذه الظروف. التمسك بالمنصب ضد إرادة الكتلة وأصوات الشعب يعكس سوء تقدير للوضع السياسي الراهن.”
انتقادات للاستراتيجيات الحالية
في رسالته، اتهم تشاهال مجموعة صغيرة من المستشارين المحيطين بترودو باتباع “استراتيجية متهورة” تهدف إلى تحقيق مكاسب ضيقة المدى على حساب مستقبل الحزب. وقال: “من الواضح أن مصلحة الحزب الليبرالي لم تعد في أولويات هذه المجموعة.”
واقترح تشاهال الإسراع في بدء سباق القيادة لاختيار خليفة لترودو، معتبرًا أن هذا السباق فرصة لإعادة الطاقة إلى الحزب وتقديم رؤية جديدة للكنديين. وأشار أيضًا إلى أن اختيار الزعيم الجديد لا يجب أن يتم في اجتماعات سرية، بل عبر عملية شفافة تشارك فيها الكتلة بأكملها.
دعوة لتغيير القيادة بآلية واضحة
وجه تشاهال في رسالته الثانية انتقادات للمجلس التنفيذي للحزب الليبرالي، مشددًا على أهمية وضع خطة واضحة لتغيير القيادة، سواء قرر ترودو الاستقالة أم لا. وقال: “في ظل الظروف السياسية الحالية – حكومة أقلية ومعارضة قوية من جميع الأحزاب الأخرى – فإن عدم التخطيط للمرحلة القادمة يعد إهمالًا سياسيًا فادحًا.”
وأكد أن القواعد الداخلية للحزب يجب أن تتغير إذا كانت الظروف السياسية تستدعي ذلك، محذرًا من أن عدم الاستعداد للسباق القيادي سيضع الحزب في موقف ضعف.
ختام صريح ومباشر
اختتم تشاهال رسالته برسالة شخصية إلى ترودو: “سيدي رئيس الوزراء، أشكرك على سنوات خدمتك. لكن للأسف، حان الوقت للمضي قدمًا. الحفاظ على كرامتك يتطلب منك اتخاذ خطوة جريئة بتقديم استقالتك الآن.”
الخلفية السياسية للأزمة
جاءت هذه التطورات بعد استقالة نائبة رئيس الوزراء ووزيرة المالية كريستيا فريلاند في 16 ديسمبر، وهو ما اعتبره الكثيرون إشارة إلى تصدعات داخلية في الحزب. تزامن ذلك مع انخفاض شعبية الليبراليين في استطلاعات الرأي وتزايد الدعوات لتغيير القيادة.
تشكل هذه الأزمة لحظة فارقة للحزب الليبرالي، حيث إن طريقة التعامل معها ستحدد مستقبله في الانتخابات القادمة.
ماري جندي
المزيد
1