رغم التحديات الاقتصادية العالمية والتوترات التجارية بين كندا والولايات المتحدة، تبدو صناعة السياحة في أونتاريو ماضية في تحقيق انتعاش ملحوظ، حيث سجل العديد من مشغلي القطاع ارتفاعًا في الطلب على الإيجارات والفنادق.
في البداية، كان هناك قلق واسع بين العاملين في القطاع السياحي من تأثير أي تبعات سلبية للحرب التجارية، لكن المؤشرات على أرض الواقع كانت إيجابية على نحو مفاجئ. فقد وجد العديد من المشغلين أن هناك زيادة ملحوظة في أعداد السياح الكنديين الذين يفضلون قضاء عطلاتهم داخل البلاد بدلًا من السفر إلى الخارج.
رغم التحديات الاقتصادية العالمية والتوترات التجارية بين كندا والولايات المتحدة، تبدو صناعة السياحة في أونتاريو ماضية في تحقيق انتعاش ملحوظ، حيث سجل العديد من مشغلي القطاع ارتفاعًا في الطلب على الإيجارات والفنادق.
في البداية، كان هناك قلق واسع بين العاملين في القطاع السياحي من تأثير أي تبعات سلبية للحرب التجارية، لكن المؤشرات على أرض الواقع كانت إيجابية على نحو مفاجئ. فقد وجد العديد من المشغلين أن هناك زيادة ملحوظة في أعداد السياح الكنديين الذين يفضلون قضاء عطلاتهم داخل البلاد بدلًا من السفر إلى الخارج.
ارتفاع الحجوزات يعكس ثقة متزايدة في القطاع
في مقاطعة الأمير إدوارد، تحولت مخاوف راشيل وسكوت كليمنت، اللذين يمتلكان شركة لتنظيم الجولات السياحية وإدارة الإيجارات قصيرة الأجل، إلى ارتياح كبير مع تدفق الحجوزات بشكل يفوق التوقعات.
يقول سكوت كليمنت: “كنا قلقين من تراجع الحجوزات بسبب الظروف الاقتصادية، لكننا سرعان ما أدركنا أن إقبال الكنديين على السياحة الداخلية قد يكون في صالحنا”.
وتؤكد البيانات أن منتجعهم، الذي يديرون فيه أكثر من 100 كوخ سياحي بالقرب من متنزه ساندبانكس الإقليمي، شهد زيادة في الحجوزات بنسبة 87% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مما منحهم ثقة أكبر في مستقبل الموسم السياحي.
وتضيف راشيل كليمنت: “حياتنا تعتمد بالكامل على السياحة. مررنا بفترات صعبة خلال الجائحة، وكنا نخشى أن نجد أنفسنا أمام أزمة جديدة، لكن هذه الأرقام أعادت إلينا الأمل”.
فنادق ومناطق سياحية تتجهز لصيف مزدحم
ولا يقتصر التفاؤل على مشغلي الأكواخ السياحية، إذ تتوقع الفنادق في المنطقة أيضًا موسمًا قويًا.
يقول سول كورنجولد، المدير العام لفندق “رويال” في بيكتون، إن الحجوزات ارتفعت بنسبة تتراوح بين 25% و30% مقارنة بالعام الماضي. أما أبريل براون، مالكة فندق June Motel البوتيكي، فتشير إلى أن فنادقها الثلاثة في بيكتون وسوبل بيتش وبيفر فالي تشهد طلبًا متزايدًا، حيث ارتفعت الحجوزات بنسبة 10% مقارنة بالعام السابق.
وتضيف براون: “الزوار يحجزون مبكرًا هذا العام، وهو مؤشر إيجابي على أن الناس مستعدون للسفر والإنفاق”.
ويبدو أن معظم السياح في مقاطعة الأمير إدوارد يأتون من المدن الكبرى مثل تورنتو وأوتاوا وكيبيك. فبحسب براون، يشكل سكان تورنتو ومونتريال حوالي 90% من نزلاء فنادقها، بينما يذكر كورنجولد أن 70% من زبائنه يأتون من منطقة تورنتو الكبرى، مع نسبة صغيرة من الزوار القادمين من الولايات المتحدة.
إقبال متزايد على شلالات نياجرا بفضل الأميركيين
أما في منطقة نياجرا، التي تعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية في أونتاريو، فإن الآمال معقودة على استمرار تدفق السياح الأميركيين، خاصة في ظل سعر الصرف المواتي للدولار الأميركي.
تقول جانيس تومسون، الرئيسة التنفيذية لسياحة شلالات نياجرا: “لاحظنا ارتفاعًا في عدد الزوار الكنديين الذين يعيدون اكتشاف مناطقهم، لكننا نرى أيضًا اهتمامًا متزايدًا من قبل السياح الأميركيين الذين يريدون الاستفادة من فرق العملة”.
ويُقدّر أن شلالات نياجرا تستقبل حوالي 12 مليون زائر سنويًا من مختلف أنحاء العالم، بينما تشتهر المنطقة المحيطة بها بمصانع النبيذ والمطاعم الفاخرة، مما يجعلها وجهة مفضلة للعديد من المسافرين، خصوصًا القادمين من الولايات المتحدة، الذين يشكلون نحو 40% من إجمالي الزوار.
هل يبقى التفاؤل قائمًا وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي؟
رغم هذه الأرقام المشجعة، يحذر بعض الخبراء من أن هذا الازدهار ليس مضمونًا على المدى الطويل، خاصة مع استمرار المخاوف بشأن حدوث ركود اقتصادي محتمل.
يقول أندرو سيجوارت، رئيس مجلس إدارة رابطة صناعة السياحة في أونتاريو: “لا يمكننا التنبؤ بالمستقبل بشكل دقيق، ولكن هناك قلق حقيقي من أن أي ركود اقتصادي قد يؤثر سلبًا على القطاع”.
ويشير إلى أن العديد من مشغلي السياحة لا يزالون يراقبون الأوضاع السياسية والاقتصادية عن كثب قبل أن يقرروا توظيف المزيد من العاملين أو توسيع استثماراتهم التسويقية.
كما أن التأثيرات المحتملة للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وخاصة تلك التي تستهدف صناعة السيارات، قد تؤثر على مستويات الدخل في أونتاريو، مما قد يقلل من قدرة بعض العائلات على إنفاق المال على العطلات المحلية.
هل يبقى الكنديون في الداخل؟ أم يتوجهون للخارج؟
رغم أن انخفاض عدد الكنديين الذين يسافرون إلى الولايات المتحدة قد عزز السياحة المحلية خلال الجائحة، إلا أن بعض المشغلين يتخوفون من أن السياح بات لديهم خيارات واسعة، مثل السفر إلى مقاطعات كندية أخرى أو حتى إلى الخارج، مما قد يؤثر على النمو المستقبلي للقطاع.
يقول سيجوارت إن استطلاعًا أجرته شركة Destination Ontario كشف أن 75% من الأميركيين الذين شملهم الاستطلاع لا يأخذون التوترات بين البلدين في الاعتبار عند التخطيط لرحلاتهم إلى كندا، لكن هذا لا يعني أن القطاع يمكنه التهاون.
ويضيف: “أونتاريو بحاجة إلى أن تبقى وجهة مرحبة بالزوار من جميع أنحاء العالم، بصرف النظر عن أي قضايا سياسية. الضيافة هي العامل الأساسي لجذب السياح والحفاظ عليهم”.
صناعة السياحة تقف على مفترق طرق
في حين أن الأرقام الحالية تشير إلى موسم صيفي واعد لصناعة السياحة في أونتاريو، إلا أن هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر على هذا الانتعاش، بدءًا من الأوضاع الاقتصادية وحتى السياسة العالمية. ومع ذلك، فإن تفاؤل المشغلين وارتفاع الحجوزات يعطيان بصيص أمل بأن المقاطعة قد تكون على أعتاب صيف مزدحم ومزدهر، شريطة أن تظل أبوابها مفتوحة وأذرعها مرحبة بجميع الزوار.
ماري جندي
المزيد
1