شهدت أسواق الأسهم الكندية والأمريكية تراجعًا حادًا يوم الجمعة، حيث استمرت المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التأثير على حركة الأسواق، لتسجل انخفاضات متتالية لليوم الثاني على التوالي. جاء هذا التراجع مع استمرار حالة القلق من تأثيرات الحرب التجارية التي بدأت تشكل تهديدًا حقيقيًا للاقتصاد العالمي.
في بورصة تورنتو، انخفض مؤشر S&P/TSX المركب بنحو 1000 نقطة، ما يعادل تقريبًا أربعة في المائة، في بداية التعاملات الصباحية، بعد أن شهد أيضًا انخفاضًا مماثلًا في اليوم السابق. هذا التراجع في السوق الكندية كان رد فعل مباشر للمخاوف المرتبطة بالرسوم الجمركية الأمريكية التي تفرض ضغطًا متزايدًا على الاقتصاد الكندي.
شهدت أسواق الأسهم الكندية والأمريكية تراجعًا حادًا يوم الجمعة، حيث استمرت المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التأثير على حركة الأسواق، لتسجل انخفاضات متتالية لليوم الثاني على التوالي. جاء هذا التراجع مع استمرار حالة القلق من تأثيرات الحرب التجارية التي بدأت تشكل تهديدًا حقيقيًا للاقتصاد العالمي.
في بورصة تورنتو، انخفض مؤشر S&P/TSX المركب بنحو 1000 نقطة، ما يعادل تقريبًا أربعة في المائة، في بداية التعاملات الصباحية، بعد أن شهد أيضًا انخفاضًا مماثلًا في اليوم السابق. هذا التراجع في السوق الكندية كان رد فعل مباشر للمخاوف المرتبطة بالرسوم الجمركية الأمريكية التي تفرض ضغطًا متزايدًا على الاقتصاد الكندي.
أما في نيويورك، فقد تكبدت أسواق الأسهم الأمريكية خسائر كبيرة أيضًا. تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 1,396.34 نقطة ليصل إلى 39,149.59 نقطة. في حين انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 214.75 نقطة ليصل إلى 5,181.77 نقطة، فيما خسر مؤشر ناسداك 676.32 نقطة ليصل إلى 15,874.29 نقطة. هذه الخسائر في الأسواق المالية الأمريكية كانت دلالة على حالة عدم اليقين التي يعاني منها المستثمرون في ظل تطورات الحرب التجارية.
في ذات السياق، شهد الدولار الكندي انخفاضًا طفيفًا ليصل إلى نحو 70.47 سنتًا أمريكيًا مقارنة بـ 70.98 سنتًا في اليوم السابق. كما تراجعت أسعار السلع الأساسية الأخرى التي يعتمد عليها الاقتصاد العالمي. حيث انخفضت عقود النفط الخام لشهر مايو بمقدار 4.72 دولار أمريكي لتصل إلى 62.23 دولار أمريكي للبرميل، كما تراجعت عقود الغاز الطبيعي لشهر مايو بـ 20 سنتًا لتصل إلى 3.93 دولار أمريكي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. أما الذهب، فقد شهد انخفاضًا ملحوظًا بلغ 60.10 دولار أمريكي ليصل إلى 3061.60 دولار أمريكي للأوقية، في حين انخفض النحاس بنحو 31 سنتًا ليصل إلى 4.52 دولار أمريكي للرطل.
وعلى الرغم من الضغوط التي تعاني منها الأسواق المالية في أمريكا الشمالية، إلا أن الأسواق الأوروبية لم تكن أفضل حالًا، حيث سجلت بعض من أكبر خسائرها خلال اليوم، بتراجع وصل إلى حوالي 5% في معظم مؤشرات الأسواق الأوروبية. كما شهدت أسعار النفط تراجعًا حادًا ليصل إلى أدنى مستوى له منذ عام 2021، في مؤشر على تأثيرات الحرب التجارية على النمو الاقتصادي العالمي. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت أسعار بعض المعادن الأساسية مثل النحاس، التي تلعب دورًا رئيسيًا في الاقتصاد العالمي، مما يزيد من المخاوف بشأن تراجع النشاط الاقتصادي بشكل عام.
ورغم أن الصين كانت قد أعلنت عن إجراءاتها الانتقامية ردًا على الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة، إلا أن الأسواق العالمية لم تتأخر في الاستجابة بشكل سلبي. حيث أعلنت وزارة التجارة الصينية أنها ستفرض رسومًا جمركية بنسبة 34% على جميع المنتجات الأمريكية اعتبارًا من 10 أبريل، في خطوة تعد بمثابة رد فعل مباشر على الرسوم الأمريكية التي بلغت 34% على الواردات الصينية. ومن الملاحظ أن الولايات المتحدة والصين هما أكبر اقتصادين في العالم، وبالتالي فإن أي نزاع بينهما يترك آثارًا سلبية بعيدة المدى على الأسواق العالمية.
وفي مواجهة هذا التصعيد، انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رد الصين، واصفًا إياه بأنه نتيجة “الذعر” من قبل الصين، حيث كتب عبر منصته “تروث سوشيال” أن “الصين لعبت الأمر بشكل خاطئ”. في وول ستريت، كانت أسهم الشركات التي تعتمد بشكل كبير على السوق الصينية من بين الأكثر تأثرًا. فقد انخفض سهم دوبونت بنسبة 16.8% بعد أن أعلنت الصين أنها ستبدأ تحقيقًا لمكافحة الاحتكار ضد فرع الشركة في الصين. كما تراجعت أسهم شركات مثل جنرال إلكتريك، التي تعتمد على السوق الصينية بشكل كبير، حيث سجلت انخفاضًا بنسبة 13.3%، بينما تعرضت شركة يونايتد إيرلاينز لخسارة قدرها 12.6% بسبب تأثيرات الحرب التجارية على رحلاتها العابرة للمحيط الهادئ.
ومع ذلك، استردت الأسواق بعض خسائرها بشكل مؤقت بعد صدور تقرير الوظائف الأمريكية الذي أشار إلى أن التوظيف في الولايات المتحدة تسارع بشكل أكبر مما كان متوقعًا، ما جعل المستثمرين يعتقدون أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يتمتع ببعض القوة في مواجهة الرياح المعاكسة من الحرب التجارية. ومع ذلك، فإن هذه الأرقام كانت مجرد نظرة إلى الماضي، ولا يزال القلق الأكبر يتعلق بالمستقبل وما يحمله من تحديات اقتصادية.
وفي هذا السياق، أشار ريك رايدر، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بلاك روك، إلى أن “العالم قد تغير، وكذلك الظروف الاقتصادية”. وبينما يتساءل الجميع حول ما إذا كانت الحرب التجارية ستؤدي إلى ركود عالمي، فإن الأسواق قد تشهد مزيدًا من التراجع في حال استمرت هذه الحرب لفترة طويلة. بالفعل، تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 16% مقارنة بأعلى مستوى له في فبراير، وهو ما يعكس حالة القلق السائدة بين المستثمرين.
وفي الختام، يبقى سؤال رئيسي في أذهان الجميع: إلى متى ستستمر الرسوم الجمركية الأمريكية، وما مدى تأثير الإجراءات الانتقامية من الدول الأخرى؟ بعض المستثمرين في وول ستريت يعولون على أن ترامب سيخفض الرسوم الجمركية بعد تحقيق بعض المكاسب من الدول الأخرى في المفاوضات. ومع ذلك، فإن هناك شريحة كبيرة من المستثمرين الذين يرون أن الركود العالمي أصبح أمرًا لا مفر منه في حال استمرت الحرب التجارية بهذا الشكل.
ماري جندي
المزيد
1