في رحلة طويلة مليئة بالتحديات والآلام، تبين لي أنه من الممكن أن نشهد تحولًا حقيقيًا في حياة أطفالنا، رغم كل الصعوبات التي قد نواجهها كآباء وأمهات. لقد عاشت ابنتي فترةً صعبة من حياتها حيث كانت تؤمن بأنها “فتى متحول جنسيًا”، وكان هذا الاعتقاد يسيطر على هويتها بشكل كبير لعدة سنوات. وأنا، كأم، كنت أتابعها من بعيد، قلقة وخائفة، في صراع داخلي بين الرغبة في دعمها ومساندتها وبين رفضي لهذه الهوية التي كانت تختارها لنفسها.
طوال تلك السنوات، شعرت وكأنني أحاول سحبها من حفرة عميقة، حيث كانت هي في نفس الوقت تصرخ متألمة وتحاول الهروب، بينما تتمسك بي كطوق نجاة. كانت كلماتها ملؤها الألم والتشويش، لا تعرف أين تذهب ولا من يساندها. وفي تلك اللحظات، كنت أعيش حالة من الحيرة المستمرة، لكن في أعماقي كان هناك أمل خفي بأننا سنخرج من هذا الظلام معًا.
في رحلة طويلة مليئة بالتحديات والآلام، تبين لي أنه من الممكن أن نشهد تحولًا حقيقيًا في حياة أطفالنا، رغم كل الصعوبات التي قد نواجهها كآباء وأمهات. لقد عاشت ابنتي فترةً صعبة من حياتها حيث كانت تؤمن بأنها “فتى متحول جنسيًا”، وكان هذا الاعتقاد يسيطر على هويتها بشكل كبير لعدة سنوات. وأنا، كأم، كنت أتابعها من بعيد، قلقة وخائفة، في صراع داخلي بين الرغبة في دعمها ومساندتها وبين رفضي لهذه الهوية التي كانت تختارها لنفسها.
طوال تلك السنوات، شعرت وكأنني أحاول سحبها من حفرة عميقة، حيث كانت هي في نفس الوقت تصرخ متألمة وتحاول الهروب، بينما تتمسك بي كطوق نجاة. كانت كلماتها ملؤها الألم والتشويش، لا تعرف أين تذهب ولا من يساندها. وفي تلك اللحظات، كنت أعيش حالة من الحيرة المستمرة، لكن في أعماقي كان هناك أمل خفي بأننا سنخرج من هذا الظلام معًا.
ومع مرور الوقت، بدأت ابنتي تتغير. في سن الثامنة عشرة، خرجت من هذه الفترة المظلمة، ولكنها لم تكن في نفس المكان الذي تركناه فيه. لقد فقدت سنوات من طفولتها، وكانت تحاول تعويض ما فاتها في صيف واحد. وكان التحدي الأكبر هو كيف أساعدها في استعادة تلك السنوات الضائعة، وكيف أكون الدعم الذي تحتاجه في هذه اللحظة الحرجة من حياتها.
ما جعلنا نصل إلى هذه النقطة هو أنني، ورغم كل شيء، كنت أرفض أن أتركها وحيدة في هذا الطريق. كنت أعمل على أن أفهمها وأكون لها الأم الحانية التي تبقى ثابتة رغم العواصف. رغم أنها كانت ترفضني في بعض الأحيان، كانت تعرف في أعماقها أنني لن أقبل أبدًا بما كانت تختار لنفسها من هوية. ربما كان لذلك تأثيره في تراجعها عن هذه الهوية في نهاية المطاف، وربما كان لحظات القوة والصبر التي أظهرتها في مواقفنا الصعبة دور في مساعدتها على التحول.
لقد توقفت ابنتي عن تعاطي المخدرات بعد فترة صعبة، وعادت إلى الحياة، ولكن ذلك الفيروس الذي أصاب عقلها لم يختفِ تمامًا. هي الآن تتعافى تدريجيًا، لكني لا أستطيع أن أقول إننا قد تجاوزنا كل شيء بعد. رغم الراحة التي أشعر بها لأنها توقفت عن تدمير نفسها، إلا أنني لا أزال أشعر بالقلق والخوف على مستقبلها. في كل ليلة، أفكر هل كان بإمكاني أن أساعدها بشكل أسرع؟ هل كان عليّ أن أكون أكثر حسمًا في توجيهها بعيدًا عن تلك الإيديولوجية التي كانت تؤثر عليها؟
لم أتمكن من فهم سبب تراجعها عن هذه الهوية التي تبنتها لفترة طويلة، ربما لأنني لا أملك الإجابة الأكيدة. إذا كنت من المؤمنين، قد تقول إن صلواتي المتواصلة قد استُجيبت أخيرًا. أما إذا كنت تتبنى منظورًا تطوريًا، فقد تفسر هذا على أنه استجابة لغرائز البقاء.
وما تعلمته من هذه التجربة هو أن الشفاء ليس خطًا مستقيمًا، بل هو رحلة طويلة مليئة بالصعود والهبوط. من خلال الحب والصبر والدعم المستمر، يمكننا أن نساعد أطفالنا في مواجهة تحدياتهم الشخصية. وأريد أن أقول لأي أم أو أب يواجه نفس ما مررنا به: لا تيأسوا. لا تدعوا الخوف أو القلق يسيطر عليكم. ابحثوا عن القوة في حبكم لهم، وكونوا دائمًا إلى جانبهم في كل خطوة. قد تكون الرحلة صعبة، وقد تواجهون لحظات من الضعف والشك، لكن تذكروا أن القوة الحقيقية تأتي من الاستمرار في السعي نحو الشفاء.
أنا ممتنة اليوم لأنني شاهدت ابنتي تتجاوز تلك المرحلة الصعبة وتبدأ في بناء حياة جديدة، حتى وإن كانت العملية لا تزال في مراحلها الأولى. إذا كنت أمًا أو أبًا تمرون بتجربة مشابهة، أقول لكم: لا تستسلموا. مع الحب، الصبر، والدعم العميق، يمكن أن يجد أطفالكم طريقهم إلى النور، وأن يعثروا على أنفسهم في النهاية.
الشفاء هو عملية معقدة، ولكنها ممكنة. استمروا في الإيمان، وكونوا ثابتين، لأنكم قد تكونون السبب في عودة الأمل لأطفالكم.
المصدر .. pittparents
ماري جندي
1