دخل مسلحو طالبان، العاصمة الأفغانية كابول، دون مقاومة بعد السيطرة على المدن الرئيسية في أفغانستان؛ ما أدى إلى رحيل رئيس أفغانستان وانهيار الحكومة.
جاءت تلك السيطرة السريعة على أفغانستان من قبل الحركة، رغم التمويل الجيد والتجهيز الذي كانت قوات الأمن الأفغانية تحظى به، فقد أنفقت الولايات المتحدة على مدى عقدين نحو 83 مليار دولار لتدريب الجيش والشرطة في أفغانستان؛ لذلك أثار هذا النجاح الكبير للحركة تساؤلات عن مصدر الأموال والأسلحة بحركة طالبان؟
• ما مصدر تمويلها؟
تحصل طالبان على تمويلها من مصادر متنوعة وفقا لما جاء في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، فبعض الأموال تأتي من تجارة الأفيون والمخدرات أو جرائم أخرى مثل التهريب، كما يلجأ المتشددون من أفرادها في بعض الأحيان إلى عمليات الخطف من أجل الحصول على فدية.
وحسب ما أوردت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية، أن أحد مصادر تمويلها أيضًا هو فرض الضرائب حيث تُطبق طالبان، شكلًا من أشكال الضرائب، يُعرف باسم “العُشر”، أجزاء البلاد التي تسيطر عليها، وذكر تقرير للأمم المتحدة في سبتمبر 2012 أن هذه الضريبة كانت عبارة عن ضريبة بنسبة 10% على الحصاد و2.5% على الثروة.
وقال رئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في كابول لـ”رويترز”: “المصدر الرئيسي لدخل طالبان هو تجارة الأفيون الأفغاني”.
وطبقا لموقع “صوت أمريكا”، قال تقرير الأمم المتحدة إن قادة طالبان قد جنوا أيضًا أموالًا إضافية من الموارد الطبيعية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، بما في ذلك ما يصل إلى 464 مليون دولار العام الماضي من عمليات التعدين.

وقال المسؤولون الأمريكيون لسنوات إن طالبان حصلت على الأموال والأسلحة والتدريب من روسيا، ويرجح محللون آخرون أن طالبان تواصل أيضًا الحصول على الأموال من باكستان.
• من يمدها بالأسلحة؟
المليارات التي أُنفقت على الجيش الأفغاني أفادت طالبان في النهاية، فقد استولوا ليس فقط على القوة السياسيةن ولكن أيضًا على القوة النارية التي قدمتها الولايات المتحدة من بنادق وذخيرة ومروحيات.
وقالت صحيفة “الإندبندنت” إنه في أثناء تحرك طالبان عبر البلاد سرقوا بعض الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة إلى الجيش والشرطة، والبعض الآخر من الأسلحة ألقت به قوات الأمن الأفغانية دون مقاومة أو قتال، وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس”.
وأوضح خبير في شؤون أفغانستان بجامعة ستانفورد لصحيفة “واشنطن بوست”: “إن أول الخطوات التي تتخذتها طالبان في الانتقال إلى منطقة جديدة هي الذهاب إلى مقر حكومي واعتقال أو قتل الشخصيات الموجودة وفتح السجون ثم الاستيلاء على الأسلحة”.
كما تمتلك الحركة أيضًا أسلحة ومعدات تبرعت بها مجموعات أو دول متعاطفة بطريقة ما مع قضيتها.

المصدر : الشروق