منذ أن تولى جاجميت سينغ زعامة الحزب الديمقراطي الجديد (NDP)، بدأ يظهر بصورة متناقضة لزعيم سياسي يُفترض أن يمثل الطبقات العاملة والمحرومة. في البداية، كان يبدو أنه سيحدث تغييرًا في الساحة السياسية الكندية، مدافعًا عن حقوق العمال والطبقات الضعيفة، ولكنه سرعان ما كشف عن نفسه كشخصية تُمارس السياسة بأسلوب غامض، يتسم بالكثير من التناقضات والمصالح الذاتية. ما كان يُعتبر دعمًا للمواطنين العاديين، تحول بمرور الوقت إلى مجرد لعبة سياسية قائمة على تحقيق أهداف شخصية وأجندات مخفية.
منذ أن تولى جاجميت سينغ زعامة الحزب الديمقراطي الجديد (NDP)، بدأ يظهر بصورة متناقضة لزعيم سياسي يُفترض أن يمثل الطبقات العاملة والمحرومة. في البداية، كان يبدو أنه سيحدث تغييرًا في الساحة السياسية الكندية، مدافعًا عن حقوق العمال والطبقات الضعيفة، ولكنه سرعان ما كشف عن نفسه كشخصية تُمارس السياسة بأسلوب غامض، يتسم بالكثير من التناقضات والمصالح الذاتية. ما كان يُعتبر دعمًا للمواطنين العاديين، تحول بمرور الوقت إلى مجرد لعبة سياسية قائمة على تحقيق أهداف شخصية وأجندات مخفية.
واحدة من أبرز انتقادات سينغ هي دعمه المستمر لحكومة جاستن ترودو الليبرالية، رغم أن تلك الحكومة تبنت سياسات اقتصادية تُعتبر غير عادلة أو غير ملائمة للكنديين العاديين. فبدلاً من أن يكون في صف الطبقات الشعبية، وجد نفسه في تحالف مع الليبراليين، الذين في نظر كثيرين يُمثلون مصالح النخبة، مما جعله عرضة لاتهامات بالخيانة السياسية. هذا التحالف الغريب بين الحزب الديمقراطي الجديد والليبراليين كان بمثابة صفعة لآمال الناخبين الذين كانوا يتوقعون منه أن يكون أكثر جرأة في مواجهة القضايا الحاسمة، مثل توفير فرص عمل حقيقية أو تحسين الخدمات الصحية.
أكثر ما يُثار حول سينغ هو تلاعبه السياساتي المتواصل بوعوده الانتخابية. ففي فترات معينة، كان يُعلن عن مواقف قوية ضد الحكومة، فقط ليظهر بعدها وقد تراجع أو تنازل عن مواقفه من أجل ضمان استمراريته في السلطة. هذا التناقض المستمر دفع العديد من الكنديين إلى فقدان الثقة في نواياه وأهدافه. كيف يمكن للناس أن يثقوا في شخص يبدو أنه يضع مصلحته الشخصية قبل مصلحة الشعب؟ هل يهمه فعلاً تحسين وضع الطبقات العاملة، أم أن تلك مجرد شعارات يستخدمها للوصول إلى ما يريد؟
ثم هناك السؤال المحير: ما إذا كان كل هذا السلوك السياسي يعود إلى طموح شخصي لتحقيق مصالحه المالية. عندما نعلم أن دعم سينغ المستمر للحكومة الليبرالية قد يضمن له معاشًا تقاعديًا سخيًا، يصبح من الصعب تجاهل هذه الحقيقة. هل يدير سينغ هذه اللعبة السياسية فقط لضمان مستقبله المالي؟ هل تهمه فعلاً قضية العمال والكنديين العاديين، أم أن كل هذا مجرد وسيلة لتحقيق مصلحة شخصية على حساب الآخرين؟
هذه الأسئلة وغيرها تجعل سينغ شخصية مكروهة بالنسبة للكثيرين. فهو زعيم يُفترض أن يمثل الأمل والتغيير، لكن أفعاله وتصريحاته أظهرت أنه مستعد لتقديم الكثير من التنازلات من أجل الحفاظ على منصبه وضمان مستقبله المالي. في النهاية، لا يقتصر فشل سينغ على سياساته الفاشلة فقط، بل أيضًا على الخيانة التي يشعر بها الكثير من مؤيديه الذين كانوا يتوقعون منه أكثر من مجرد التلاعب بالمصالح الشخصية على حسابهم.
ماري جندي
1