رصد تقرير مطول لـ”سكاي نيوز” فرص مصر للاستفادة من الأزمة الأوكرانية الروسية عن طريق تصدير الغاز للقارة العجوز.
أوكسيچن كندا نيوز
رصد تقرير مطول لـ”سكاي نيوز” فرص مصر للاستفادة من الأزمة الأوكرانية الروسية عن طريق تصدير الغاز للقارة العجوز.
وتستورد أوروبا كميات هائلة من الغاز الطبيعي، تتجاوز 560 مليار متر مكعب سنوياً، ثلثها تقريبا يأتي من روسيا.
وبرز اسم مصر، طبقا لتصريحات خبراء في مجال الطاقة، ضمن الحلول والبدائل الأوروبية المناسبة لتنويع بدائل إمدادات الغاز الروسي حال نقص الإمدادات أو توقفها، في ظل الارتفاع المستمر لأسعار الغاز الطبيعي عالميا.
دور حيوي
أستاذ الاقتصاد في جامعة باريس، دانيال ملحم، يقول إن مصر تمتلك الإمكانات اللازمة لتصبح أحد البدائل بالنسبة للطاقة في أوروبا، بسبب الأزمة الأوكرانية في ضوء الدور الهام والحيوي الذي تلعبه بـ”منتدى غاز شرق المتوسط”.
ووقع ممثلو 6 دول تطل على البحر الأبيض المتوسط، في سبتمبر 2020، في القاهرة على ميثاق تحويل منتدى غاز شرق المتوسط إلى منظمة إقليمية.
وصدر إعلان مشترك عن وزراء دول المنظمة جاء فيه: “سيعمل منتدى غاز شرق المتوسط كمنصة تجمع منتجي الغاز ومستهلكيه ودول المرور، لوضع رؤية مشتركة وإقامة حوار منهجي منظم حول سياسات الغاز الطبيعي”.
مصر على الخريطة الأوروبية
ويرى أستاذ الاقتصاد في جامعة باريس، أنه على المدى المتوسط يمكن لمصر أن تلعب دورا هاما لا تستطيع دولة أخرى في المنطقة القيام به، بأن تحجز موقعها على طاولة خريطة الطاقة الأوروبية فيما يتعلق بإمدادات الطاقة، لليونان ومنها لأوروبا.
لكن على المدى القصير، يقول ملحم إن إتاحة الغاز بالكميات المطلوبة وتطويره حتى يصبح سائل وبناء المحطات والشبكات الكهربائية لايطاليا واليونان ستستغرق وقتا.
ويوضح الخبير الاقتصادي “ليست لدى القاهرة حاليا إمكانيات لتكون بديل الغاز الروسي؛ لأن أوروبا تحتاج عمليا إلى ما يتخطى 200 تريليون وحدة حرارية، كاستهلاك سنوي، وبالتالي لا تستطيع مصر تأمين هذه الكمية الكبيرة.
ويستطرد دانيال ملحم أن “مصر تتطلع لأبعد من تصدير الغاز المسال لأوروبا إلى إنتاج الكهرباء وتصديره بالشكل الذي سيسهم بشكل كبير في حل الأزمة، وتنويع مصادر إمدادات الطاقة للقارة العجوز”.
ويواصل “من الناحية العملية، فإن السياسة الأوروبية أدخلت في برامجها الغاز والطاقة النووية كطاقة نظيفة، وهذا يسمح لأوروبا أن تعتمد بـ 2040 حتي 2050 على هذه الطاقة، ولذلك فمصر لديها مساحه هامة لتكون ضمن الشركاء الأساسيين لتصدير الطاقة بشقيها الغاز والكهرباء إلى أوروبا”.
زيادة الانتاجية
المهندس تامر أبو بكر، رئيس غرفة البترول والتعدين باتحاد الصناعات المصرية، يؤكد في حديث خاص لـ”سكاي نيوز عربية” أن مصر تقوم حاليا بتصدير الغاز لأوروبا في حدود الطاقة القصوى الحالية لوحدات الإسالة بأدكو ودمياط، وحتى لا يكون على حساب الاستهلاك المحلي، واستخدامات الدولة.
وبحسب ما ذكرته مؤسسة ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس في تقرير لها، وصلت أول شحنة من الغاز الطبيعي لأوروبا من مصنع دمياط لإسالة الغاز إلى محطة زيبروج البلجيكية في 21 مارس الماضي، بعد توقف 8 سنوات بسبب مشكلات حول تشغيل المصنع .
وأبرز “أبو بكر” أنه بالإمكان وجود تنسيق وتعاون مع الدول الكبرى المنتجة للغاز فى المنطقة لزيادة انتاج الغاز، وإعادة تسييله وتصديره لأوروبا ضمن بدائل الغاز الروسي لأوروبا، لاسيما مع وجود وحدتي إسالة للغاز فى دمياط وإدكو.
مركز إقليمي للطاقة
وإزاء هذا الطرح، يضيف: “مصر مستعدة لاستقبال أي غاز يأتي من الخارج، سواء من قطر أو غيرها لإعادة تصديره من جديد في شكل غاز مسال، في ظل الطموح المصري للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة بمنطقة شرق البحر المتوسط”
وفي هذا الصدد، يتطلع الأوروبيون لـ”منتدى غاز شرق المتوسط” الذي تلعب فيه القاهرة دوراً محورياً، خصوصا مع تبنّيها مشاريع ضخمة بإسالة وتصدير مخزونها الهائل من الغاز المكتشف حديثا.
وبموازاة عملية نقل الغاز المصري لأوروبا بعد إسالته، يلمح رئيس غرفة البترول والتعدين باتحاد الصناعات، إلى أن هناك اتجاها لبناء خطوط أنابيب الغاز مع اليونان وقبرص، وهو ما يسمح بتعظيم الاستفادة من الغاز المصري.
وقالت وزارة الطاقة اليونانية نوفمبر الماضي: “إن اليونان ومصر، اتفقتا على توسيع نطاق تعاونهما في إمدادات الغاز الطبيعي المسال ودراسة إمكانية بناء خط لأنابيب الغاز بين البلدين تحت سطح البحر”.
كما وقعت مصر وقبرص اتفاقاً في مايو 2018 لمد خط أنابيب من حقل “أفروديت” القبرصي، الذي تقدر احتياطاته بين 3.6 تريليون و6 تريليونات قدم مكعبة تقريباً؛ بغرض تسييلها في مصر وإعادة تصديرها إلى أوروبا.
ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من إنشاء الخط خلال العام المالي 2024 – 2025، وهو الوقت الذي تم وضعه للانتهاء من خطة تطوير وتنمية إنتاج حقل “أفروديت” القبرصي، وفقا ليورجوس لاكوتريبيس، وزير الطاقة القبرصي.
هناء فهمي
المزيد
1