تتوالى المخاوف في صفوف مزارعي جنوب ألبرتا مع اقتراب عام 2025، حيث تتعدد التحديات التي تواجههم، من التقلبات المناخية غير المتوقعة إلى السياسات الاقتصادية المجهولة. وبينما لا يزال مستقبل هطول الأمطار في المنطقة يشبه رمي العملة بحسب الخبراء، يجد المزارعون أنفسهم في مواجهة قلق يتجاوز حدود الطقس ليشمل تحديات جديدة تتعلق بالرسوم الجمركية والتغيرات في السياسات الحكومية.
تتوالى المخاوف في صفوف مزارعي جنوب ألبرتا مع اقتراب عام 2025، حيث تتعدد التحديات التي تواجههم، من التقلبات المناخية غير المتوقعة إلى السياسات الاقتصادية المجهولة. وبينما لا يزال مستقبل هطول الأمطار في المنطقة يشبه رمي العملة بحسب الخبراء، يجد المزارعون أنفسهم في مواجهة قلق يتجاوز حدود الطقس ليشمل تحديات جديدة تتعلق بالرسوم الجمركية والتغيرات في السياسات الحكومية.
توقعات هطول الأمطار: قلق وسط التنبؤات المتقلبة
تصف البيئة الكندية توقعات هطول الأمطار في جنوب ألبرتا بأنها غير مؤكدة، إذ يتعذر التنبؤ بكمية الأمطار التي قد تسقط في المنطقة خلال الأشهر المقبلة. في هذا السياق، يوضح ديفيد لي، مدير خدمة معلومات المناخ الزراعي الوطنية، أن “المناطق في أقصى جنوب غرب ألبرتا ما زالت تعاني من الجفاف”، ما يثير القلق بشأن الوضع الزراعي للعام المقبل. وبينما كان الشتاء حتى الآن يشهد تساقطًا متقطعًا للثلوج، إلا أن المزارعين لم يحصلوا على الرطوبة الكافية التي كانوا يتمنونها، مما يجعل من الصعب ضمان مستويات رطوبة جيدة في الأرض هذا العام.
التقلبات المناخية: جفاف استثنائي في الشهور الأخيرة
فيما يخص الوضع المناخي، يقول برايان بروكتور، خبير الأرصاد الجوية في وزارة البيئة الكندية، إن “شهري أكتوبر ونوفمبر كانا جافين بشكل استثنائي، وحتى شهر ديسمبر كان أقل من المعدل الطبيعي بقليل”. ورغم أن تساقط الأمطار في سبتمبر كان جيدًا حيث سجلت مدينة ليثبريدج حوالي 50 ملم من الأمطار، إلا أن بقية الأشهر لم تقدم ما يكفي من الرطوبة، مما يزيد من قلق المزارعين مع انتقالهم إلى عام 2025.
التفاؤل الحذر: مزارعو ألبرتا يترقبون المستقبل
رغم هذه التحديات المناخية، يبدي بعض المزارعين تفاؤلاً حذرًا بشأن المستقبل. يقول ديف بيشوب، مدير المنطقة الأولى في “ألبرتا جراينز”: “أنا متفائل بشأن الطقس، وأعتقد أننا سنكون بخير. ولكن بالطبع، يمكن أن يتغير الطقس في لمح البصر، لذا يبدو الأمر جيدًا الآن”. وفي نفس الوقت، يرى كين كولز، المدير التنفيذي لشركة “Farming Smarter”، أن مزارعي الأراضي الجافة ما زالوا يشعرون ببعض الأمل، مشيرًا إلى أن “رطوبة الخريف كانت لائقة، ولا يزال هناك الكثير من الوقت للحصول على المزيد”.
التهديدات الاقتصادية: الرسوم الجمركية والتحديات الحكومية
لكن هذا التفاؤل لا يعني أن المزارعين خالين من القلق. فعلى الرغم من أن التحديات المناخية تشغل جزءًا كبيرًا من تفكيرهم، إلا أن هناك مخاوف جديدة تتعلق بالسياسات الاقتصادية، خصوصًا في ظل التهديدات المتعلقة بالرسوم الجمركية التي قد تفرضها إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب. في هذا السياق، يقول بيشوب: “أنا قلق بشأن الرسوم الجمركية، لأننا لا نعرف ما الذي سيفعله الرئيس ترامب عندما يصبح رئيسًا. هل ستؤثر هذه الرسوم على الزراعة؟ وهل سنكون مضطرين للرد؟”.
وتضيف المخاوف الاقتصادية داخل كندا مزيدًا من التعقيد، حيث يشير كين كولز إلى أن “القلق أصبح الآن يتعلق بالسياسات أكثر من الطقس”. ويستمر قائلاً: “لقد اعتدنا أن نشعر بالقلق أكثر بشأن الطقس، ولكن الآن نجد أنفسنا نشعر بالقلق من القرارات الحكومية، من ضريبة الكربون إلى الرسوم الجمركية الأمريكية المحتملة”.
انعكاسات القرارات السياسية على القطاع الزراعي
تشكل هذه القرارات السياسية تحديًا كبيرًا للمزارعين في ألبرتا، حيث يعتقد بيشوب أن “الرسوم الجمركية تؤذي الجميع. لا أحد يفوز عندما تفرض التعريفات الجمركية. لن تفوز الولايات المتحدة؛ ولن نفوز نحن”. وهذه المشكلة تتجاوز حدود المزارعين لتؤثر على الجميع في الممر الزراعي الغذائي، وهو قطاع حيوي يشكل أساسًا للاقتصاد في المنطقة.
وفي الختام ..بينما يبقى الأمل معقودًا على تحسن الظروف المناخية وتراجع الجفاف، فإن التهديدات السياسية تمثل تحديًا جديدًا قد يغير مجريات الأمور في القطاع الزراعي في جنوب ألبرتا. ويستمر المزارعون في متابعة تطورات الطقس والاقتصاد عن كثب، متسلحين بأمل حذر في مواجهة عام 2025.
ماري جندي
المزيد
1