في أعقاب إحتفالات أحد الشعانين في 13 أبريل/نيسان، ذبح متطرفون من الفولاني ما لا يقل عن 54 مسيحيًا في قرية زيكي قرب جوس بولاية بلاتو. ووصف القادة المحليون الهجوم بأنه “عمل إبادة جماعية مستهدف ضد المجتمع المسيحي”.
في أعقاب إحتفالات أحد الشعانين في 13 أبريل/نيسان، ذبح متطرفون من الفولاني ما لا يقل عن 54 مسيحيًا في قرية زيكي قرب جوس بولاية بلاتو. ووصف القادة المحليون الهجوم بأنه “عمل إبادة جماعية مستهدف ضد المجتمع المسيحي”.
وقال شهود عيان إن الهجوم استمر لأكثر من ساعة، مخلفًا 103 منازل مدمرة ونزوحًا كاملًا للقرية. وتصاعدت مشاعر الإحباط لدى السكان الذين أفادوا بتأخر الرد العسكري واتهموا قوات الأمن بالتحيز، حيث نزعت سلاح الشباب المسيحيين المحليين دون مهاجمي الفولاني.
أقام القس حزقيا موكان مراسم الدفن الجماعي لـ 51 مسيحيًا في 14 أبريل/نيسان. وعزّى موكان، وهو أيضًا رئيس الجمعية المسيحية النيجيرية، السكان المحليين بقراءة من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 4:13، داعيًا الجميع إلى تذكر رجائهم في المسيح أثناء حزنهم على الموتى. ودُفن الضحايا الثلاثة الآخرون المعروفون في جنازات مسيحية منفصلة. فقد القس إيشاكو ماثيو كوري، وهو قس معمداني محلي، 10 من أعضاء جماعته، ووصف رؤيته للمهاجمين، بعضهم يتحدث الإنجليزية والفولانية، مستخدمين عبارات مثل “اقتلوا” و”هيا بنا”. ووصف القس، الذي نجا بأعجوبة مع عائلته، العنف بأنه “إبادة جماعية” وتساءل عن فشل الحكومة في نزع سلاح ميليشيات الفولاني بينما يظل السكان المحليون عُزّلًا. وأدانت منظمة العفو الدولية المذبحة التي أسفرت عن ذبح كبار السن والأطفال في منازلهم. وذكرت منظمة العفو الدولية أنه “يجب التحقيق في الثغرات الأمنية التي لا تُغتفر”، مضيفةً أن مجرد بيانات الإدانة لا تكفي دون تحقيق العدالة والمساءلة.
في الفترة من ديسمبر 2023 إلى فبراير 2024، قُتل أكثر من 1300 شخص في ولاية بلاتو وحدها، من بينهم أكثر من 500 امرأة و260 طفلاً. ونزح ما يقرب من 30 ألف شخص. أدى تكرار الهجمات ونمطها إلى تزايد المخاوف من حملة مُدبّرة لتهجير المجتمعات المسيحية قسرًا والاستيلاء على أراضي أجدادهم.
وصف إيلي باكو، عضو مجلس نواب الولاية الذي يمثل المنطقة المتضررة، الهجوم بأنه “شرير” وناشد المجتمع الدولي التدخل العاجل. وحذّر قائلاً: “في يوم من الأيام، لن يبقى لدينا أي شخص في دائرتنا الإنتخابية”، منتقدًا نزع السلاح الانتقائي للقرويين الضعفاء.
وأدان حاكم ولاية بلاتو، كالب ماناسيه موتفوانغ، الهجمات ووصفها بأنها “أعمال إرهابية منسقة” تهدف إلى التطهير العرقي. وفي بثّ رسمي في 14 أبريل/نيسان، صرّح قائلاً: “ما نشهده ليس مجرد إشتباكات بين الرعاة والمزارعين، بل حملة إبادة جماعية مُدبّرة”.
وتعهد بتقديم الدعم الكامل للضحايا، معلنًا عن توفير العلاج الطبي المجاني للجرحى، ونشر المزيد من القوات، وتوفير إمدادات الإغاثة الطارئة. كما التقى الحاكم بكبار مسؤولي الأمن الفيدراليين، بمن فيهم رئيس نيجيريا ورئيس أركان الدفاع، للمطالبة بالتدخل العاجل. رغم هذه الإجراءات، لا تزال الثقة في قدرة نيجيريا على حماية مجتمعاتها المسيحية تتراجع. وبينما تراقب المنظمات الدولية الوضع، تتزايد الدعوات العاجلة للعدالة والحماية والمساعدات الإنسانية.
المصدر : أوكسيجن كندا نيوز
المحرر : ياسر سعيد
المزيد
1