تحدثت رئيسة أركان الدفاع الكندية، الجنرال جيني كارينيان، عن التحديات المتعددة التي تواجهها كندا على الصعيدين الأمني والعسكري، وكيف أن هذه التهديدات العالمية المستمرة تجعلها مستيقظة طوال الليل. في حديثها إلى مرسيدس ستيفنسون في منتدى هاليفاكس للأمن الدولي، الذي تم بثه يوم الأحد عبر برنامج The West Block، أوضحت الجنرال كارينيان أن الأولوية القصوى بالنسبة لها هي تعزيز حجم القوات المسلحة الكندية، وذلك في إطار مواجهة التهديدات العسكرية المتزايدة.
تحدثت رئيسة أركان الدفاع الكندية، الجنرال جيني كارينيان، عن التحديات المتعددة التي تواجهها كندا على الصعيدين الأمني والعسكري، وكيف أن هذه التهديدات العالمية المستمرة تجعلها مستيقظة طوال الليل. في حديثها إلى مرسيدس ستيفنسون في منتدى هاليفاكس للأمن الدولي، الذي تم بثه يوم الأحد عبر برنامج The West Block، أوضحت الجنرال كارينيان أن الأولوية القصوى بالنسبة لها هي تعزيز حجم القوات المسلحة الكندية، وذلك في إطار مواجهة التهديدات العسكرية المتزايدة.
وقالت كارينيان إن القيادة الكندية تسعى جاهدة لتجاوز الهدف الذي تم تحديده في مجال التجنيد، والذي يتطلب زيادة 10% من العدد المستهدف للجيش الكندي بحلول نهاية العام. وأضافت أن القوات الكندية ستستمر في العمل على زيادة الأعداد بشكل أكبر إذا تم الوصول إلى هذا الهدف قبل الموعد المحدد. الهدف العام هو استعادة “القوة الكاملة” للقوات المسلحة الكندية في غضون خمس سنوات، وهو ما يمثل أولوية حاسمة في خططها المستقبلية.
وفي سياق حديثها عن هذه الجهود، أكدت الجنرال كارينيان أنه إذا تم الوصول إلى الهدف المحدد قبل الوقت، فلن يتم التوقف عنده. بل سيسعى الجيش لتجاوز هذا الهدف، مما يعكس رغبتهم في تعزيز قدراتهم العسكرية. وذكرت أن هناك خطوات تم اتخاذها بالفعل لتبسيط عملية التجنيد، ولكن لا يزال هناك حاجة لبذل جهود إضافية لضمان تدريب المجندين الجدد بسرعة وكفاءة، حتى يتمكنوا من الانضمام إلى الخدمة في أقرب وقت ممكن.
نقص في الأفراد وجاهزية القوات الكندية
أشارت وزارة الدفاع الوطني الكندية إلى أن القوات المسلحة تعاني من نقص يصل إلى نحو 16,500 فرد من العدد المستهدف لها، وفقًا للسياسة الدفاعية المعدلة. هذا النقص يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها كندا في مجال تعزيز قوة دفاعها. وعلى الرغم من أن الحكومة الكندية قد أبدت استعدادها لزيادة إنفاقها الدفاعي، فإن هناك العديد من المخاوف بشأن جاهزية القوات وقدرتها على الوفاء بالالتزامات العسكرية على المدى البعيد.
كما تطرقت الجنرال كارينيان إلى النقاط المثيرة للقلق بشأن جاهزية كندا العسكرية، والتي أثارت انتقادات من حلفاء الناتو، خاصة الولايات المتحدة، حيث تواصل كندا عدم الوفاء بمعيار الناتو الذي يتطلب إنفاق ما لا يقل عن 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع. ورغم أن أوتاوا قد أكدت خططها للوصول إلى هذا الهدف بحلول عام 2032، إلا أن هناك شكوكًا قائمة حول ما إذا كانت هذه الخطط ستنفذ بنجاح في الوقت المحدد.
الأمن في القطب الشمالي
بعيدًا عن الأعداد والميزانيات، أكدت كارينيان أيضًا على أهمية تعزيز الأمن والدفاع في القطب الشمالي، وهو أمر يعتبر من أولويات الدفاع الكندية في الوقت الحالي. في هذا السياق، نوهت إلى التهديدات المستمرة التي تواجهها كندا في المنطقة، خاصة مع تصاعد النشاط العسكري الروسي والصيني. وقالت إن البلدين أصبحا يعززان تعاونهما العسكري في القطب الشمالي من خلال تدريبات مشتركة ودوريات بحرية وجوية، وهو ما يثير قلق كندا من انتهاك سيادتها في هذه المنطقة الاستراتيجية.
وأضافت الجنرال كارينيان أن هناك حاجة ملحة للاستثمار في تحديث وتوسيع قدرات الكشف في القطب الشمالي، مشيرة إلى أن السفن البحثية الروسية والصينية التي تبحر بشكل مستمر في المنطقة تجمع معلومات استخباراتية هامة، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني. وفي الوقت الذي تعهدت فيه الحكومة الكندية بإنفاق مليارات الدولارات على أنظمة الرادار فوق الأفق في الشمال، قالت كارينيان إن عمليات الشراء يجب أن تتم بشكل أسرع من أجل تركيب هذه الأنظمة وتوفير الحماية اللازمة في أقرب وقت.
الضغوط الأمريكية والتزامات كندا تجاه الناتو
في الوقت الذي يتوقع فيه أن يمارس الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ضغوطًا على حلفاء الناتو لزيادة إنفاقهم الدفاعي، أكدت كارينيان أن كندا تركز بشكل أساسي على الحفاظ على سيادتها وحماية مصالحها الوطنية، بما في ذلك تعزيز التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة. وأوضحت أن هذه هي الأولوية الأساسية التي تركز عليها كندا في إطار سعيها لتعزيز الأمن والدفاع في أمريكا الشمالية.
وقالت الجنرال كارينيان إن كندا ستستمر في تعزيز مشاركتها في حلف الناتو، وعلى وجه الخصوص في دعم استقرار أوكرانيا. وأكدت أن أي تسوية محتملة للنزاع في أوكرانيا، بما في ذلك أي اتفاق تفاوضي قد يسمح لروسيا بالاحتفاظ ببعض الأراضي التي احتلتها منذ غزوها في عام 2022، لن يغير من موقف كندا تجاه تعزيز وجودها العسكري في لاتفيا. هناك خطط واضحة لتعزيز هذا اللواء العسكري الكندي ليعمل بكامل طاقته بحلول عام 2026، وهو يشكل جزءًا مهمًا من خط الدفاع الشرقي لحلف الناتو في أوروبا.
وأشارت إلى أن كندا ستراقب الوضع في أوكرانيا عن كثب وستستمر في تعديل استراتيجياتها العسكرية بناءً على المتغيرات المستقبلية في هذا الصدد. وأضافت أن هذه الجهود تعد جزءًا من التزام كندا بمساعدة حلفائها في حلف الناتو في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
في الختام، يمكن القول إن الجنرال جيني كارينيان، برغم التحديات الكثيرة التي تواجهها القوات المسلحة الكندية، تركز بشكل رئيسي على تحقيق أهداف تعزيز القوة العسكرية والتأكد من جاهزية كندا للتعامل مع التهديدات الأمنية التي تتزايد بشكل مستمر على الساحة الدولية.
ماري جندي
المزيد
1