عندما كانت ماري بيرسيفال فتاة صغيرة في مدرسة كاملوبس الهندية السكنية طُلب منها الابتعاد عن بستان التفاح القريب ، حيث قال بيرسيفال :”إن الطلاب كانوا يهمسون لبعضهم البعض أن الأطفال الذين ماتوا بعد الهروب من المدرسة دفنوا هناك” ، لكنها مع ذلك ، كانت تلعب في البستان مع الآخرين ، وغالبًا ما تأكل التفاح الذي كانوا يقطفونه هناك في الليل
عندما كانت ماري بيرسيفال فتاة صغيرة في مدرسة كاملوبس الهندية السكنية طُلب منها الابتعاد عن بستان التفاح القريب ، حيث قال بيرسيفال :”إن الطلاب كانوا يهمسون لبعضهم البعض أن الأطفال الذين ماتوا بعد الهروب من المدرسة دفنوا هناك” ، لكنها مع ذلك ، كانت تلعب في البستان مع الآخرين ، وغالبًا ما تأكل التفاح الذي كانوا يقطفونه هناك في الليل
وعلي الرغم من أن ماري قد تركت المدرسة منذ ما يقرب من 50 عامًا ، لكنها كانت تزور البستان بشكل دوري ، عندما عادت إلى المنطقة
وفي مايو الماضي ، أُعلن أن الرادار المخترق للأرض حول هذا البستان ساعد في العثور على ما يقرب من 200 موقع دفن غير معروف بالقرب من المدرسة السابقة
كما كشف بيرسيفال إنها تشتبه في أن خالتها ربما دُفنت في هذا الموقع ، حيث قال بيرسيفال: “قالت أختي إنها لا تعرف لأنها كانت أصغر من أن تتذكر ، لكنني أود حقًا أن أعرف من أجل عائلتي ، أود أن أعرف ما إذا كانت واحدة منهم”
وذكر بيرسيفال إنها كانت تبلغ من العمر ست سنوات عندما نُقلت هي وشقيقها من منزلهما في ليلوات فيرست نيشن في جبل كوري ، كولومبيا البريطانية ، على بعد حوالي 165 كيلومترًا شمال فانكوفر ، وتذكرت أنه تم نقلهم على متن شاحنة ماشية قذرة إلى مدرسة ويليامز ليك السكنية ، حيث أمضت عامًا قبل نقلها إلى كاملوبس
وبين سبعينيات وتسعينيات القرن التاسع عشر ، استولت الحكومة الفيدرالية الكندية على أكثر من 150000 من أطفال الأمم الأولى والميتيس والإنويت من عائلاتهم وأجبرتهم على الالتحاق بالمدارس الداخلية المصممة لتجريدهم من لغاتهم وثقافاتهم
كما تعمل مدرسة كاملوبس السكنية من عام 1890 إلى عام 1969 ، عندما تولت الحكومة الإدارة من الكنيسة الكاثوليكية لتشغيلها كمقر إقامة لمدرسة نهارية ، حتى إغلاقها في عام 1978
وأشار بيرسيفال إلي إنه بعد نقلها إلى كاملوبس ، قام الموظفون بجمعها مع أطفال آخرين في منطقة الاستحمام ، ثم جردوهم من ملابسهم وصبوا عليها مسحوقًا أشم رائحة جلدها وحرقها، ويبدو إنه مبيد حشرات كاوية
وأضافت : “حتى يومنا هذا ، ما زلت أستطيع أن أشم رائحة المسحوق الذي صبوه علينا في كل مكان ، لقد كان شعورًا مروعًا وفظيعًا بالنسبة لنا جميعًا أن نستحم بهذا الدش ، مع سكب هذه الأشياء علينا جميعًا” ، كما وجدت لجنة الحقيقة والمصالحة الكندية أدلة على تعرض الأطفال للإيذاء والإهمال بشكل روتيني في المدارس الداخلية
ومنذ أن تركت المدرسة ، أصبحت بيرسيفال أكثر فضولًا بشأن هويتها ومن أين أتت ، حيث أخرت إنها تتذكر معظم أفراد عائلتها ، لكن خالة الأم التي كانت تكبرها بنحو 10 سنوات تعد لغزًا بالنسبة لها ، حيث تعرف بيرسيفال فقط أن الاسم الأول لخالتها ربما كان ماتيلدا
وذكر بيرسيفال إن والدتها – التي توفيت عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها – لم تتحدث أبدًا عن أختها الراحلة ، لكن أخت بيرسيفال نفسها أخبرتها أنها سمعت ذات مرة والدتهما وجدتهما تقول إن ماتيلدا ماتت في كاملوبس
“إذا كانت من جبل كوري فلماذا ماتت في كاملوبس؟” قال بيرسيفال “هل تعتقد أنها كانت في مدرسة داخلية ، وهي الآن واحدة من هؤلاء 215 ؟ ”
أما عن بيرسيفال ، تقاعدت مع زوجها ريج العام الماضي ، وانتقلا إلى فانكوفر من قريته جيتلاكستاميكس في شمال كولومبيا البريطانية لتكون أقرب إلى أطفالها وأحفادها
وتحدثت بيرسيفال عن زيارتها لـ كاملوبس مرتين منذ مايو ، وفي المرة الأخيرة ، سارت بالقرب من البستان ونظرت إليه لفترة طويلة ، وهي تتذكر قائلة :”وقفت هناك وبكيت ، هذا هو المكان الذي دفنوا فيه ، إنه شعور غريب ، إنه شعور محزن أن أذهب إلى هناك ”
وحالياً تقضي بيرسيفال أيامها في غرفة الحرف في شقتها ، تصنع الفنون والحرف اليدوية للسكان الأصليين
يذكر أنه تم إنشاء خط أزمات المدارس الهندية الوطنية لتقديم الدعم للطلاب السابقين والمتضررين ، ويمكن للأشخاص الوصول إلى خدمات الإحالة العاطفية والأزمات عن طريق الاتصال بخط الأزمات الوطنية على مدار 24 ساعة: 4419-925-866-1
المصدر : سي بي سي نيوز
المزيد
1