من بين جميع العوامل التي قد تُعيق إنتخاب مارك كارني رئيسًا لوزراء كندا يوم الاثنين القادم ، يبرز سجله كأبرز داعم عالمي لجهود الشركات لتحقيق “صافي إنبعاثات صفرية” بحلول عام 2050 كأخطر هذه العوامل.
من بين جميع العوامل التي قد تُعيق إنتخاب مارك كارني رئيسًا لوزراء كندا يوم الاثنين القادم ، يبرز سجله كأبرز داعم عالمي لجهود الشركات لتحقيق “صافي إنبعاثات صفرية” بحلول عام 2050 كأخطر هذه العوامل.
كارني، الذي يشغل منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة للعمل المناخي والتمويل، والرئيس المشارك لتحالف غلاسكو المالي من أجل صافي انبعاثات صفرية، ملتزم بلا هوادة بالانتقال إلى هذا الهدف. غير أن انتخابه يعني تحميل الإقتصاد الكندي أعباء ثقيلة يصعب تحملها.
يؤمن كارني بأن ضرائب الكربون في كندا منخفضة، رغم أن معظم دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة، لا تفرض ضريبة كربون وطنية أصلًا. وهذا يضع قطاعات حيوية كالصناعة والطاقة في كندا في موقع تنافسي ضعيف.
صحيح أن كارني ألغى ضريبة الكربون على المستهلكين التي فرضها جاستن ترودو، إلا أنه تعهد بـ”تحسين وتشديد” ضريبة الكربون الصناعية، مما يعني عمليًا زيادتها وجعلها أقل شفافية. ورغم مزاعمه أن كبار الملوثين وحدهم سيتحملون العبء، فإن النتيجة الحتمية ستكون تحميل التكاليف للمستهلكين عبر ارتفاع الأسعار وزيادة الضرائب.
ليس ذلك فحسب، بل يخطط كارني لفرض تعريفة كربونية جديدة على السلع المستوردة من الدول التي يعتبرها غير ملتزمة بالمعايير المناخية. وهذا يعني ارتفاعًا إضافيًا في الأسعار في وقت تعاني فيه الأسر الكندية أصلًا من أزمة في القدرة على تحمّل التكاليف.
في ظل حكم الليبراليين بقيادة ترودو خلال العقد الماضي، عانت كندا من أسوأ نمو اقتصادي منذ الكساد الكبير. ورغم ضخ أكثر من 200 مليار دولار في ما سُمي بخطة المناخ، فشلت الحكومة في الاقتراب من تحقيق هدف خفض الانبعاثات بنسبة 40% بحلول 2030 — إذ لم يتم تحقيق سوى انخفاض بنسبة 8.5% منذ عام 2005.
لتحقيق أهدافه المناخية، سيتعين على كارني فرض ضرائب كربون أعلى بكثير مما هو معمول به اليوم، الأمر الذي سيقود حتمًا إلى تباطؤ اقتصادي أو حتى ركود، كما أظهرت التجارب السابقة خلال أزمات 2008 وجائحة 2020.
والأخطر من ذلك أن معاناة الإقتصاد الكندي لن يكون لها أثر يُذكر على ظاهرة تغير المناخ العالمية، نظرًا لأن إنبعاثات كندا لا تمثل سوى 1.5% من الإجمالي العالمي.
بدلًا من تبني سياسات إقتصادية انتحارية، يمكن لكندا أن تؤثر بشكل فعّال في تقليل الانبعاثات العالمية عبر تصدير مواردها الهائلة من الغاز الطبيعي، الذي يُعد بديلاً أنظف للفحم.
في النهاية، إنتخاب كارني وحزبه الليبرالي سيكشف الكنديون لاحقًا أنه كان صفقة خاسرة — حيث ستظهر التكاليف الإقتصادية الباهظة لسياساته البيئية المثالية التي تفتقر إلى الواقعية .
المصدر : أوكسيجن كندا نيوز
المحرر : ياسر سعيد
المزيد
1