أدت التطورات الأخيرة في المشهد السياسي الكندي إلى تسليط الضوء على شخصية مارك كارني، الذي أدى مؤخرًا اليمين الدستورية كرئيس وزراء جديد لكندا. ومع تحسن أرقام الليبراليين في استطلاعات الرأي ووصولهم إلى منافسة متقاربة مع المحافظين، يبدو أن الدعوة إلى انتخابات مبكرة قد تكون وشيكة.
أدت التطورات الأخيرة في المشهد السياسي الكندي إلى تسليط الضوء على شخصية مارك كارني، الذي أدى مؤخرًا اليمين الدستورية كرئيس وزراء جديد لكندا. ومع تحسن أرقام الليبراليين في استطلاعات الرأي ووصولهم إلى منافسة متقاربة مع المحافظين، يبدو أن الدعوة إلى انتخابات مبكرة قد تكون وشيكة.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: من هو مارك كارني؟ وما موقفه من القضايا التي تهم الآباء، خاصةً فيما يتعلق بحقوقهم في تربية أطفالهم، وقضية الهوية الجندرية، والإجراءات الطبية المرتبطة بها؟
مارك كارني وسجله السياسي الغامض
على عكس العديد من السياسيين المخضرمين، لم يسبق لمارك كارني أن شغل منصبًا منتخبًا، مما يعني أنه لا يمتلك سجلًا برلمانيًا يمكن الرجوع إليه لمعرفة موقفه من القضايا الحساسة. على سبيل المثال، لا يوجد له تصويت واضح بشأن مشاريع القوانين المثيرة للجدل مثل:
مشروع قانون C-4 و C-6: المتعلقان بحظر ما يُعرف بـ”العلاج التحويلي” للأشخاص الذين يسعون لتغيير ميولهم الجنسية أو هويتهم الجندرية.
مشروع قانون C-16: الذي أثار جدلًا واسعًا حول حرية التعبير والهوية الجندرية، وكان أحد الأسباب التي دفعت الأكاديمي الشهير جوردان بيترسون إلى دائرة الضوء.
غياب هذا السجل يجعل من الصعب معرفة توجهات كارني بشأن القضايا الاجتماعية الشائكة، ولكن ظهرت مؤخراً معلومات قد تعطي لمحة عن موقفه المحتمل.
ابنة كارني وتجربة “تافيستوك” المثيرة للجدل
وفقًا لمصادر موثوقة، فإن ابنة مارك كارني، ساشا كارني (التي وُلدت باسم صوفيا كارني)، والتي تُعرّف حاليًا بأنها “غير ثنائية” (Non-binary)، كانت قد خضعت للعلاج في عيادة تافيستوك الشهيرة في المملكة المتحدة أثناء طفولتها، عندما كانت عائلتها تعيش هناك.
اليوم، تبلغ ساشا 24 عامًا، وتصف نفسها بأنها “ناشطة في قضايا العبور الجنسي”. وقد تحدثت علنًا عن تجربتها في عيادة تافيستوك، حيث أشارت إلى معاناتها مع هويتها الجندرية أثناء الطفولة، كما تطرقت إلى أصدقاء لها تلقوا علاجات هرمونية أو خضعوا لإجراءات جراحية هناك. ساشا تستخدم ضمائر “هم/هم” (They/Them) وتعرّف نفسها كشخص متحول جنسيًا.
“تافيستوك” .. العيادة التي أثارت الجدل عالميًا
ليس من الغريب أن يكون لهذه المعلومات تأثير على الجدل السياسي الدائر في كندا، خاصة وأن عيادة تافيستوك كانت واحدة من أكثر المراكز الطبية إثارة للجدل في العالم فيما يخص “العلاج التأكيدي للجندر”.
على مدار سنوات، واجهت العيادة انتقادات لاذعة بسبب سياساتها العلاجية، والتي تضمنت:
السماح لفتيات في عمر 16 عامًا بالخضوع لجراحة استئصال الثدي، ليكتشف بعضهن لاحقًا أنهن لا يرغبن في التحول الجنسي.
إجراء عمليات وإعطاء علاجات هرمونية لأطفال عانوا من صدمات نفسية أو تاريخ من الاعتداءات الجنسية دون مراعاة الخلفيات النفسية لهم.
عدم طلب رأي طبي ثانٍ قبل تقديم علاجات التحول الجندري للأطفال الذين يزعمون أنهم متحولون جنسيًا.
نتيجة لهذه الفضائح، قررت الحكومة البريطانية في مارس 2024 إغلاق العيادة نهائيًا، بعد تحقيقات أكدت أن الكثير من الممارسات التي تمت داخلها كانت غير علمية، وغير آمنة للأطفال.
هل يتبنى مارك كارني سياسات ليبرالية متشددة بشأن الجندر؟
مع حقيقة أن ابنته كانت إحدى المرضى في عيادة تافيستوك، يثار التساؤل حول موقف مارك كارني نفسه من قضية الهوية الجندرية. هل يتبنى النهج الليبرالي المتشدد في هذا الملف؟
تاريخيًا، عرف الحزب الليبرالي الكندي بقيادة سياسات قوية في دعم الأيديولوجيا الجندرية، وغالبًا ما كان يرفض أي نقاش حول حق الآباء في التدخل في قرارات أطفالهم حول الهوية الجندرية.
هذا يجعل القضية ذات أهمية قصوى للكنديين الذين يؤمنون بأن الآباء يجب أن يكون لهم دور رئيسي في القرارات الطبية والجندرية التي تخص أطفالهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بعلاجات هرمونية أو جراحية قد تكون غير قابلة للتراجع.
ما القادم؟
في ظل تصاعد الجدل حول سياسات الهوية الجندرية في كندا، يترقب الجميع ما إذا كان مارك كارني سيتخذ موقفًا واضحًا بشأن هذه القضية، أم أنه سيتجنب الخوض في هذا الملف الشائك.
سنواصل متابعة أي مستجدات حول موقفه من حقوق الوالدين في تربية أطفالهم بعيدًا عن الضغوط السياسية، وسنوافيكم بأي معلومات جديدة حال توفرها.
المصدر: Parents as First Educators
المزيد
1