أكد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني يوم الخميس أن كندا بحاجة إلى “إعادة تصور اقتصادها بشكل جذري” في مواجهة الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن “العلاقة القديمة” بين البلدين قد انتهت.
أكد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني يوم الخميس أن كندا بحاجة إلى “إعادة تصور اقتصادها بشكل جذري” في مواجهة الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن “العلاقة القديمة” بين البلدين قد انتهت.
وتعهد كارني باتخاذ إجراءات انتقامية، وخفض الحواجز التجارية الداخلية، وتحويل الاقتصاد الكندي بعيدًا عن الاعتماد على الولايات المتحدة، بعد إعلان ترامب عن رسوم جمركية جديدة على السيارات ستدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل.
تصعيد غير مسبوق في العلاقات التجارية
في تصريحاته للصحفيين عقب اجتماع اللجنة الوزارية للعلاقات الكندية الأمريكية في أوتاوا، قال كارني:
“على مدى الأسابيع والأشهر والسنوات المقبلة، يتعين علينا إعادة تصور اقتصادنا بشكل جذري. انتهت العلاقة القديمة التي كانت تربطنا بالولايات المتحدة، والتي كانت تعتمد على تعميق التكامل بين اقتصاداتنا والتعاون الأمني والعسكري الوثيق”.
ولم يكشف كارني عن تفاصيل محددة بشأن الإجراءات الانتقامية التي ستتخذها الحكومة الفيدرالية ردًا على تصعيد ترامب، لكنه أوضح أنه سيتم الإعلان عن إجراءات جديدة في 2 أبريل/نيسان، بالتزامن مع دخول الرسوم الجمركية الجديدة على السيارات حيز التنفيذ، إضافة إلى رسوم “متبادلة” أخرى على الشركاء التجاريين الأجانب.
اتصال مرتقب مع ترامب
ورغم التصعيد، كشف كارني أنه لم يتحدث إلى ترامب بعد منذ توليه منصب رئيس الوزراء، لكنه يخطط للقيام بذلك خلال الأيام المقبلة. وأوضح أن ترامب تواصل معه مساء الأربعاء لتحديد موعد للمكالمة.
وقال كارني:
“أُقدّر فرصة مناقشة كيفية حماية عمالنا وبناء اقتصاداتنا. سأوضح للرئيس أن هذه المصالح تُخدم على أفضل وجه بالتعاون والاحترام المتبادل، بما في ذلك احترام سيادتنا”.
إجراءات داخلية لمواجهة الأزمة
أوقف كارني حملته الانتخابية الفيدرالية بصفته زعيم الحزب الليبرالي يوم الخميس ليرأس اجتماع اللجنة الوزارية، حيث تم بحث الرد الكندي على التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب.
وفي سياق متصل، أكد كارني أن حكومته ستزيل جميع القيود الفيدرالية على التجارة الداخلية بحلول الأول من يوليو/تموز، كما ستتخذ خطوات لتعزيز الاستثمار المحلي لمواجهة تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية.
وشدد كارني على موقفه الحازم، قائلاً:
“أرفض أي محاولة لإضعاف كندا، أو استنزافها، أو تحطيمها لتملكها أمريكا. هذا لن يحدث أبدًا”.
“إن ردنا على هذه الرسوم الجمركية الأخيرة هو القتال والحماية والبناء”.
التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة
وقّع ترامب، الأربعاء، أمرًا تنفيذيًا يفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على جميع السيارات والشاحنات الخفيفة المصنعة في الخارج، إضافةً إلى الرسوم المفروضة سابقًا.
وبحسب القرار، لن تنطبق الرسوم الجديدة على الأجزاء المصنوعة في الولايات المتحدة داخل المركبات المصنعة في الخارج.
وتضاف هذه الرسوم إلى 25% ضريبة على جميع السلع الكندية، إلى جانب رسوم إضافية على الصلب والألمنيوم بنسبة 25%، وضريبة 10% على واردات الطاقة الكندية.
في ظل هذا التصعيد، يبدو أن العلاقات التجارية بين أوتاوا وواشنطن تمر بمنعطف حاسم، حيث تسعى كندا إلى إعادة تشكيل اقتصادها وتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة، بينما يواصل ترامب فرض مزيد من القيود التجارية. يبقى أن نرى كيف ستتطور هذه المواجهة خلال الأسابيع المقبلة، وما إذا كانت الإجراءات الكندية ستؤدي إلى تهدئة التوتر أو تصعيد جديد في العلاقات بين البلدين.
المصدر: أوكسيجن كندا نيوز
المحرر: داليا يوسف
المزيد
1