كشف وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن الجدل المتكرر حول تحول كندا إلى “الولاية رقم 51” بدأ خلال اجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، حيث أشار الأخير إلى أن كندا “قد تتوقف عن الوجود” إذا فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية مرتفعة على سلعها.
كشف وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن الجدل المتكرر حول تحول كندا إلى “الولاية رقم 51” بدأ خلال اجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، حيث أشار الأخير إلى أن كندا “قد تتوقف عن الوجود” إذا فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية مرتفعة على سلعها.
وفي مذكراته عن الاجتماع، قال ترودو إنه بعد تعليقه حول إمكانية “تبادل فيرمونت أو كاليفورنيا مقابل أجزاء معينة” من كندا، توقفت المحادثة بسرعة.
وخلال مقابلة مع الصحافية الأمريكية كاثرين هيريدج، والتي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في 21 فبراير، أوضح روبيو أن الاجتماع الأول بين ترامب وترودو في “مار إيه لاغو” بتاريخ 29 نوفمبر 2024، شهد تحذير ترودو من أن كندا لن تستطيع البقاء إذا فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 25%.
وبحسب روبيو، فإن ترامب رد حينها قائلاً: “إذا لم تتمكن كندا من البقاء دون الغش في التجارة، فيجب أن تصبح ولاية”، مشيرًا إلى أن هذا التعليق كان بداية الحديث عن اندماج كندا مع الولايات المتحدة.
وأضاف روبيو أن الولايات المتحدة ترفض استمرار “الاختلالات التجارية”، سواء مع كندا أو أي دولة أخرى، مشددًا على ضرورة تحقيق “المعاملة بالمثل” في العلاقات التجارية.
وتابع روبيو حديثه عن السياسة التجارية الأمريكية، موضحًا أن بلاده ستتبع مبدأ “ما تتقاضاه منا، نتقاضاه منك”، مستشهدًا بعدم السماح للبنوك الأمريكية بنفس الامتيازات التي تحظى بها البنوك الكندية في كندا.
وكان ترامب قد هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات الكندية و10% على واردات الطاقة، وكان من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 4 فبراير، إلا أن اتفاقًا في اللحظة الأخيرة بينه وبين ترودو أوقف تنفيذ الرسوم حتى 4 مارس.
وضمن الاتفاق، وافق ترودو على اتخاذ تدابير أمنية إضافية على الحدود لمكافحة تهريب الفنتانيل والهجرة غير الشرعية، بما في ذلك تعيين “قيصر الفنتانيل” وإدراج الكارتلات المكسيكية ضمن المنظمات الإرهابية.
وأكد ترامب أن الرسوم الجمركية أُوقفت مؤقتًا بينما تعمل الولايات المتحدة وكندا على “اتفاق اقتصادي نهائي”، مشيرًا إلى أن بلاده “تدعم” كندا بمبالغ تتراوح بين 100 و250 مليار دولار.
وبحسب مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي، سجلت الولايات المتحدة عجزًا تجاريًا بقيمة 67.9 مليار دولار مع كندا في عام 2023، لكن مسؤولين كنديين أشاروا إلى أن هذا العجز يعود إلى شراء الولايات المتحدة النفط الكندي بخصم كبير، مما يعني أن الميزان التجاري الفعلي يميل لصالح واشنطن.
وفي روايته لاجتماع “مار إيه لاغو”، قال ترامب إن ترودو تساءل عن مصير كندا في حال أوقفت الولايات المتحدة دعمها، فأجابه: “ستتحلل كندا ولن تكون قادرة على العمل”.
وأضاف ترامب، خلال مؤتمر صحفي في 7 يناير، أنه سأل ترودو لماذا تستمر الولايات المتحدة في دعم كندا، فرد الأخير: “لا أعرف حقًا”. وعقّب ترامب قائلاً: “نحن نفعل ذلك بدافع العادة، لكن لا يمكننا الاستمرار إلى الأبد”.
وفي الوقت الذي لم يعلق فيه مكتب رئيس الوزراء الكندي على تصريحات ترامب، كشف ترودو في مقابلة مع قناة MSNBC في 9 يناير أنه عندما اقترح ترامب أن تصبح كندا ولاية أمريكية، مازح بالقول إنه يمكن استبدال ولايات مثل فيرمونت أو كاليفورنيا بأجزاء من كندا، لكن ترامب لم يجد الأمر مضحكًا وانتقل إلى موضوع آخر.
أما وزير المالية الكندي، دومينيك لوبلانك، الذي كان حاضرًا الاجتماع، فقد وصف تصريحات ترامب في البداية بأنها “مزحة خفيفة”، لكنه أشار في 8 يناير إلى أن ترامب واصل الحديث عن استخدام “القوة الاقتصادية” لدمج كندا مع الولايات المتحدة، مما جعله يدرك أن الأمر تجاوز مجرد نكتة.
وفي سياق متصل، أعلنت إدارة ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم لجميع الدول، في تكرار لإجراءات مماثلة اتخذها ترامب خلال ولايته الأولى عام 2018.
المصدر: أوكسيجن كندا نيوز
المحرر: داليا يوسف
المزيد
1