في مشهد لفت انتباه المشاهدين، ظهر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال مقابلة تلفزيونية على شبكة “فوكس نيوز” وعلى جبينه علامة “صليب الرماد”، وهو تقليد ديني معروف لدى المسيحيين الغربيين، خاصة في الكنيسة الكاثوليكية.
هذا الصليب يُرسم على الجبين خلال يوم “أربعاء الرماد”، وهو اليوم الأول من الصوم الكبير الذي يستمر حتى عيد الفصح. وخلال هذه الفترة، يلتزم المؤمنون بممارسات دينية عديدة تعكس التوبة والتقشف.
في مشهد لفت انتباه المشاهدين، ظهر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال مقابلة تلفزيونية على شبكة “فوكس نيوز” وعلى جبينه علامة “صليب الرماد”، وهو تقليد ديني معروف لدى المسيحيين الغربيين، خاصة في الكنيسة الكاثوليكية.
هذا الصليب يُرسم على الجبين خلال يوم “أربعاء الرماد”، وهو اليوم الأول من الصوم الكبير الذي يستمر حتى عيد الفصح. وخلال هذه الفترة، يلتزم المؤمنون بممارسات دينية عديدة تعكس التوبة والتقشف.
ما معنى “أربعاء الرماد”؟
يرمز هذا اليوم إلى التوبة والتواضع، حيث يقوم الكهنة بوضع الصليب المصنوع من رماد أغصان النخيل المحروقة – التي استخدمت في الاحتفال بعيد الشعانين السابق – على جباه المصلين.
ويأتي استخدام الرماد كرسالة روحية تذكر الإنسان بفنائه، مقتبسة من الكتاب المقدس:
“أنت من التراب وإلى التراب تعود”.
كما تفرض الكنيسة الكاثوليكية خلال هذا اليوم قواعد صارمة، حيث يُمنع أتباعها من تناول اللحوم، ويلتزم الأشخاص بين 18 و59 عامًا بالصيام، مما يعني أنهم لا يستطيعون تناول سوى وجبة واحدة فقط طوال اليوم.
رمزية الصليب.. والإيمان الحقيقي
على الرغم من أن وضع صليب الرماد هو ممارسة دينية، إلا أن ظهوره على جبين شخصيات سياسية يثير تساؤلات حول مدى التزامهم الحقيقي بمبادئ الإيمان.
وفي هذا السياق، علّق المطران” عطا الله حنا” رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة قائلاً:
“ليس المطلوب منا إدانة أحد، لكن من يريد أن يفتخر بالصليب يجب أن يكون منحازًا للمظلومين، رافضًا للظلم والاستبداد.”
وأضاف:
“المسيحي الحقيقي يجب أن يكون صوتًا للعدالة، لا أن يستخدم رموز الإيمان لتجميل صورته وهو يمارس أو يدعم القمع والاضطهاد.”
كما أكد أن الصليب ليس مجرد علامة توضع على الجبين، بل هو رمز للمحبة والتضحية والرحمة، ومن يرفعه يجب أن يعكس هذه القيم في أفعاله.
مواقف سياسية سابقة
هذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها مسؤول أمريكي بعلامة “أربعاء الرماد”. فقد سبق أن ظهر الرئيس جو بايدن بنفس العلامة خلال لقاء مع الصحفيين في البيت الأبيض بعد مشاركته في قداس ديني.
لكن يبقى السؤال:
هل يعكس هذا مجرد مظهر ديني تقليدي، أم أنه إشارة رمزية لمحاولة استقطاب أصوات الناخبين المتدينين؟
الرماد في النصوص الدينية
في الكتاب المقدس، كان للرماد رمزية عميقة، حيث كان يستخدم علامة على التوبة والندم. فمثلاً:
عندما سمع أهل نينوى نداء النبي يونان، أعلنوا الصوم ولبسوا المسوح وجلسوا على الرماد علامة توبة (يونان 3: 5-6).
النبي إرميا دعا الشعب للتذلل قائلاً: “تنطقي بمسح وتمرغي في الرماد.” (إرميا 6:26).
كذلك، جلس أيوب في وسط الرماد حينما أصيب بالقروح كعلامة على حزنه وتوبته (أيوب 2:8).
بين الإيمان والمظهر.. أين الحقيقة؟
يظل التساؤل قائمًا حول مدى توافق التصرفات مع الرموز الدينية. فهل كل من يحمل الصليب يتبنى حقًا قيمه؟ أم أن بعض السياسيين يستخدمون الدين كأداة سياسية لتعزيز مكانتهم؟
مهما يكن الجواب، فإن جوهر الإيمان لا يُقاس بالرموز، بل بالأفعال التي تعكس القيم الحقيقية للمحبة والعدالة والرحمة.
ماري جندي
1
1