بعد انطلاق الحملة الانتخابية.. كيف طوّر بيير بواليفير سياسات المحافظين دون أن يتخلى عن المبادئ؟
منذ تولّيه زعامة حزب المحافظين في عام 2022، رسّخ بيير بواليفير صورته كمدافع شرس عن “المنطق السليم”، وركّز على القضايا التي تمسّ حياة الكنديين اليومية: من تكلفة المعيشة إلى السكن، ومن الجرائم المتكررة إلى الدعم الاقتصادي. ومع دخول كندا معركة انتخابية جديدة، أظهر بواليفير قدرة سياسية ملفتة على إعادة تموضع بعض سياساته، دون التخلي عن القيم الأساسية للمحافظين—وهو ما يعكس نضجًا سياسيًا واضحًا واستعدادًا لتحمّل مسؤولية الحكم.
بعد انطلاق الحملة الانتخابية.. كيف طوّر بيير بواليفير سياسات المحافظين دون أن يتخلى عن المبادئ؟
منذ تولّيه زعامة حزب المحافظين في عام 2022، رسّخ بيير بواليفير صورته كمدافع شرس عن “المنطق السليم”، وركّز على القضايا التي تمسّ حياة الكنديين اليومية: من تكلفة المعيشة إلى السكن، ومن الجرائم المتكررة إلى الدعم الاقتصادي. ومع دخول كندا معركة انتخابية جديدة، أظهر بواليفير قدرة سياسية ملفتة على إعادة تموضع بعض سياساته، دون التخلي عن القيم الأساسية للمحافظين—وهو ما يعكس نضجًا سياسيًا واضحًا واستعدادًا لتحمّل مسؤولية الحكم.
الطاقة والمناخ: من معارضة ضريبة الكربون إلى رؤية صناعية مدروسة
لطالما عارض بواليفير ضريبة الكربون، معتبرًا إياها عبئًا على العائلات الكندية في ظل أزمة غلاء المعيشة. وبعد إلغاء الضريبة على المستهلكين من قبل الحكومة الجديدة بقيادة مارك كارني، ذهب بواليفير خطوة أبعد بإعلان نيّته إلغاء الضريبة على الصناعات أيضًا، مع مكافآت للمؤسسات المنتجة منخفضة الانبعاثات.
وفي خطوة تعكس دعمه للصناعة الوطنية، تعهّد بواليفير بإلغاء قوانين بيروقراطية تعرقل المشاريع الكبرى في الطاقة والتعدين، وبتسريع مشاريع كانت مجمّدة لعقود.
البرامج الاجتماعية: الواقعية بدل الشعارات
رغم انتقاداته السابقة لبرامج الليبراليين في رعاية الأطفال والأدوية، تعهّد بواليفير خلال الحملة الانتخابية بحماية هذه البرامج الاجتماعية، بما يضمن عدم فقدان أي كندي لتغطية حالية. الرسالة كانت واضحة: الأولوية للكفاءة والنتائج وليس الشعارات البيروقراطية.
كما قدّم خطة اقتصادية متماسكة تشمل تخفيضات ضريبية مدروسة، وحوافز للاستثمار المحلي، وربط الإنفاق الحكومي بالادخار وفق قاعدة “دولار مقابل دولار”.
السكن: سياسات جريئة لمعالجة أزمة حقيقية
أزمة السكن في كندا وصلت إلى مستويات حرجة. وهنا، كان بواليفير سبّاقًا في طرح خطة إسكانية قوية تشمل تحرير الأراضي الفيدرالية للبناء، ومحاسبة البلديات المتقاعسة، وإلغاء ضرائب تزيد من كلفة المنازل الجديدة.
ورغم إعلان الليبراليين عن إعفاءات ضريبية محدودة، بواليفير رفع السقف ليشمل منازل تصل إلى 1.3 مليون دولار، مع توجيه تمويل حكومي مباشر نحو حلول إسكانية عملية.
الهجرة: التوازن بين الكفاءة والواقعية
طرح بواليفير رؤية للهجرة تقوم على “المنطق والقدرة الاستيعابية”، بالربط بين أعداد الوافدين وتوفر السكن والرعاية الصحية والوظائف. موقفه يعكس وعيًا بأن الهجرة الناجحة تحتاج إلى تخطيط حقيقي وليس أرقامًا انتخابية. كما جدّد تعهّده بتسهيل اعتماد الكفاءات الأجنبية عبر معيار “الختم الأزرق”، دعمًا لسوق العمل الكندي.
الأمن العام: حزم ضد الجريمة واحترام لكرامة الضحايا
لم يتزحزح بواليفير عن موقفه الحازم من الجريمة. من رفضه للكفالات المتساهلة إلى قانون “ثلاث ضربات وتخرج”، قدّم بواليفير خطة متكاملة لاستعادة الشعور بالأمان في شوارع كندا. وكان أيضًا من أوائل من عارضوا سياسات “الإمداد الآمن” التي شجعت على تعاطي المخدرات، ودعا بدلًا من ذلك إلى العلاج الحقيقي لا الاستسلام للإدمان.
السياسة الخارجية: مواقف مبدئية لحماية الكنديين
بواليفير كان واضحًا: لا مكان للتمويل الخارجي غير الضروري في ظل معاناة الكنديين محليًا. ومن خلال موقفه الثابت في دعم إسرائيل ورفض تمويل منظمات مثيرة للجدل كالأونروا، أكّد التزامه بسياسة خارجية مبنية على المبادئ لا المجاملات. كما وعد بزيادة الإنفاق العسكري وضمان أمن كندا القومي.
أظهر بيير بواليفير، منذ بداية الحملة، قدرته على الجمع بين الثبات في المبادئ والتكيّف الذكي مع الواقع السياسي والاقتصادي. بينما اكتفى الليبراليون بتكرار السياسات القديمة بشعارات جديدة، قدّم المحافظون رؤية تنفيذية، واقعية، ومرتكزة على ما يحتاجه الكنديون فعليًا.
الحملة الحالية تُبرز قائدًا مستعدًا للحكم، لا مجرد معارضة.
ماري جندي
1