تشهد صناعة النقل بالشاحنات في كندا اضطرابات غير مسبوقة بعد فرض رسوم جمركية مشددة، مما أجبر العديد من شركات الشحن على وقف عملياتها، والتفكير في تسريح العمال، والبحث عن طرق بديلة للحفاظ على استمرار أعمالها.
تشهد صناعة النقل بالشاحنات في كندا اضطرابات غير مسبوقة بعد فرض رسوم جمركية مشددة، مما أجبر العديد من شركات الشحن على وقف عملياتها، والتفكير في تسريح العمال، والبحث عن طرق بديلة للحفاظ على استمرار أعمالها.
سباق اللحظات الأخيرة قبل فرض التعريفات الجمركية
قبل دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ، شهدت الأسواق سباقًا محمومًا لتسليم البضائع في محاولة لتجاوز الموعد النهائي الذي فرضته الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب. وقد فرضت الولايات المتحدة رسومًا بنسبة 25% على الواردات الكندية، مما دفع الحكومة الكندية إلى الرد برسوم انتقامية، زادت من تعقيد المشهد التجاري عبر الحدود.
خلال الشهرين الماضيين، أدت هذه التغييرات إلى ارتفاع حاد في وتيرة الشحنات، حيث حاولت الشركات شحن أكبر قدر ممكن من البضائع قبل أن تدخل التعريفات الجديدة حيز التنفيذ يوم الثلاثاء. لكن بمجرد بدء سريان الرسوم، شهدت الصناعة تباطؤًا مفاجئًا أدى إلى توقف العديد من العمليات التجارية.
تأثير مباشر على شركات النقل
يقول تريفور بينت، الرئيس التنفيذي لمجموعة إيسونز للنقل، إن شركته تعرضت لضربة قوية بسبب هذه الإجراءات، حيث شهدت انخفاضًا ملحوظًا في عدد الشحنات. وأوضح أن التأثير طال مجموعة واسعة من المنتجات، بدءًا من المأكولات البحرية وصولًا إلى البطاطس، مع تعليق العديد من الطلبات بسبب التكاليف الإضافية التي فرضتها التعريفات الجمركية.
وأضاف بينت أن شركته، التي يقع مقرها في نوفا سكوشيا وتعتمد بنسبة 20% من مبيعاتها على التعامل مع الموزعين وتجار التجزئة في الولايات المتحدة، قد تجد نفسها مضطرة إلى تسريح بعض الموظفين إذا استمر الركود في النشاط التجاري.
تداعيات واسعة على قطاع النقل بالشاحنات
الأزمة لم تقتصر على إيسونز للنقل فقط، بل امتدت لتشمل شركات أخرى عديدة في قطاع النقل بالشاحنات. وفقًا لـرابطة النقل بالشاحنات الكندية، فقد قام العديد من العملاء بإلغاء طلباتهم بسبب التكاليف المتزايدة، مما أثر بشكل مباشر على أساطيل الشحن وأدى إلى فقدان وظائف في القطاع. وأفادت العديد من الشركات التي شملها الاستطلاع في أونتاريو بأنها إما قامت بالفعل بتسريح بعض الموظفين أو أنها على وشك اتخاذ هذه الخطوة.
حجم التجارة المتأثرة
تشير بيانات هيئة الإحصاء الكندية إلى أن النقل البري يلعب دورًا حيويًا في التجارة بين كندا والولايات المتحدة، حيث شكّلت الشحنات البرية 52% من إجمالي قيمة واردات كندا في عام 2023، بينما بلغت نسبة الصادرات التي تتم عبر الطرق البرية 40%. وهذا يعني أن أي اضطراب في هذا القطاع ستكون له تداعيات اقتصادية كبيرة على التجارة الثنائية بين البلدين.
ماذا بعد؟
مع استمرار التأثيرات السلبية للرسوم الجمركية، يواجه قطاع النقل تحديات كبيرة تتطلب حلولًا مبتكرة للتكيف مع الوضع الجديد. تبحث الشركات عن بدائل، سواء من خلال تعديل استراتيجيات النقل، أو التفاوض على عقود جديدة، أو حتى استكشاف أسواق بديلة خارج الولايات المتحدة. لكن في الوقت الحالي، يبدو أن مستقبل الصناعة محفوف بالمخاطر، حيث تنتظر الشركات أي تطورات سياسية أو اقتصادية قد تخفف من حدة الأزمة.
ماري جندي
المزيد
1