ساد الغضب والذهول أوساط أنصار حزب المحافظين ليلة الإنتخابات الفيدرالية الكندية، بعد أن حقق الليبراليون بقيادة مارك كارني فوزًا غير متوقع، رغم تراجعهم في إستطلاعات الرأي خلال الفترة السابقة.
ساد الغضب والذهول أوساط أنصار حزب المحافظين ليلة الإنتخابات الفيدرالية الكندية، بعد أن حقق الليبراليون بقيادة مارك كارني فوزًا غير متوقع، رغم تراجعهم في إستطلاعات الرأي خلال الفترة السابقة.
وكانت الحملات الإنتخابية للمحافظين، بقيادة بيير بويلييفر ، قد شهدت زخمًا جماهيريًا لافتًا، ما عزز لدى العديد من المؤيدين القناعة بأن النصر محسوم، وأن استطلاعات الرأي السابقة كانت مضللة.
قبل أشهر فقط، بدا أن المحافظين في طريقهم للفوز بسهولة، في ظل تراجع شعبية الليبراليين بعد استقالة رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو. لكن النتائج النهائية أظهرت تقدم الليبراليين في 168 دائرة انتخابية، مقابل 144 للمحافظين، وهو ما وضعهم على بُعد أربع مقاعد فقط من تحقيق الأغلبية.
وفي مفاجأة صادمة، خسر بويلييفر نفسه مقعده في دائرة كارلتون أمام المرشح الليبرالي بروس فانجوي، الذي حصل على 50.6% من الأصوات.
وعزت تحليلات سياسية هذا التحول إلى عدة عوامل، منها تصاعد المخاوف من التهديدات التي يشكلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الإقتصاد الكندي، وكذلك أخطاء استراتيجية في حملة المحافظين.
الخبير الاستراتيجي المحافظ كوري تينيكي، انتقد الحزب علنًا، مشيرًا إلى أن أكبر خطأ ارتكبه المحافظون كان حملتهم الإعلامية المكثفة ضد ترودو، ما أدى إلى خروجه المبكر من الساحة السياسية وترك بويلييفر دون خصم مباشر يسهل مقارنته به.
وأضاف تينيكي: “لو كان بويلييفر ينافس ترودو نفسه، لربما فاز المحافظون بالأغلبية. لقد تخلينا عن خصمنا الأضعف مبكرًا جدًا”.
كما أشار محللون إلى أن رفض بويلييفر في البداية إدانة سياسات ترامب الإقتصادية، خصوصًا مع بداية الحرب التجارية، قد أضعف موقفه أمام الناخبين المعتدلين.
في المقابل، تمكن مارك كارني، القادم من خلفية مصرفية ولم يسبق له أن شغل منصبًا منتخبًا، من إنعاش الحزب الليبرالي وقيادته نحو انتصار تاريخي. وقال سكوت ريد، مستشار سياسي ليبرالي، إن “كارني أعاد الحياة إلى حزب بدا وكأنه دُفن تحت التراب بعد استقالة ترودو”.
يُذكر أن زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاجميت سينغ أعلن استقالته بعد خسارته مقعده في برنابي سنترال، في وقت بدا فيه أن بعض ناخبي حزبه قد تحولوا لصالح الليبراليين لقطع الطريق على المحافظين.
ورغم خيبة الأمل، يرى البعض أن المحافظين وسّعوا قاعدتهم الإنتخابية بشكل غير مسبوق، إلا أن استراتيجيات الحملة قد تكون أضرت بفرصهم في الفوز النهائي .
المصدر : أوكسيجن كندا نيوز
المحرر : ياسر سعيد
المزيد
1