في ردٍ قوي على التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن فكرة اندماج كندا مع الولايات المتحدة، عاد رئيس الوزراء الكندي السابق، ستيفن هاربر، إلى الماضي ليؤكد مرة أخرى التزامه الكامل بسيادة بلاده. فقد قام هاربر بنشر مقطع فيديو يعود إلى الحملة الانتخابية التي قادها قبل 13 عامًا، حيث أوضح فيه موقفه الثابت عن هوية كندا المستقلة.
أرفق هاربر هذا الفيديو بتعليق له على مواقع التواصل الاجتماعي في 8 يناير، قائلاً: “لقد كان ذلك صحيحًا عندما قلته، وهو صحيح اليوم.” وبذلك، ردّ بطريقة غير مباشرة على تصريحات ترامب التي أُطلقت في اليوم السابق، حينما ذكر الرئيس الأمريكي القادم أنه يفكر في استخدام “القوة الاقتصادية” لإقناع كندا بأن تصبح “الولاية رقم 51” في أمريكا.
في ردٍ قوي على التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن فكرة اندماج كندا مع الولايات المتحدة، عاد رئيس الوزراء الكندي السابق، ستيفن هاربر، إلى الماضي ليؤكد مرة أخرى التزامه الكامل بسيادة بلاده. فقد قام هاربر بنشر مقطع فيديو يعود إلى الحملة الانتخابية التي قادها قبل 13 عامًا، حيث أوضح فيه موقفه الثابت عن هوية كندا المستقلة.
أرفق هاربر هذا الفيديو بتعليق له على مواقع التواصل الاجتماعي في 8 يناير، قائلاً: “لقد كان ذلك صحيحًا عندما قلته، وهو صحيح اليوم.” وبذلك، ردّ بطريقة غير مباشرة على تصريحات ترامب التي أُطلقت في اليوم السابق، حينما ذكر الرئيس الأمريكي القادم أنه يفكر في استخدام “القوة الاقتصادية” لإقناع كندا بأن تصبح “الولاية رقم 51” في أمريكا.
في الفيديو الذي نشره، كان هاربر يعبر عن إيمانه الراسخ بأن كندا “كانت وستظل دائمًا بلدنا.” وأضاف قائلاً: “نريد أن تكون كندا الشمال الحقيقي، التي تتمتع بأقصى قدر من القوة والحرية في كل ما هو مهم. نحن نطمح لأن نكون الأفضل في العالم، ولذلك نسعى جاهدين لتحقيق ذلك.” هذا الفيديو يعكس رؤية هاربر للمستقبل الكندي، حيث أكد أن الهدف الأسمى هو أن تكون كندا قوة عالمية حقيقية تعكس شخصية شعبها: شرفاء، مخلصين، ومؤمنين بقيم الصداقة والالتزامات الدولية.
يأتي هذا التصعيد في الخطاب الأمريكي بعد سلسلة من التهديدات التي أطلقها ترامب بشأن كندا. فقد بدأ ترامب منذ انتخابه في نوفمبر 2024، بتوجيه انتقادات لاذعة لكندا، حيث هدد بفرض رسوم جمركية على السلع الكندية إذا لم تقم أوتاوا باتخاذ خطوات أكثر صرامة بشأن قضايا مثل الهجرة غير الشرعية وأمن الحدود. في وقت لاحق، وفي زيارة لفلوريدا في 29 نوفمبر، مازح ترامب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قائلاً إن كندا يجب أن تصبح “الولاية رقم 51” في الولايات المتحدة، مع إشارة إلى ترودو “كحاكم” لهذه الولاية الجديدة.
هذه التصريحات الساخرية من ترامب لم تتوقف عند هذا الحد، بل استمر في مهاجمة كندا مع بداية يناير 2025، حينما علق على استقالة ترودو عبر منصته الخاصة، “Truth Social”، قائلاً: “الكثير من الناس في كندا يحبون أن يكونوا الولاية رقم 51. لم يعد بإمكان الولايات المتحدة تحمل العجز التجاري الهائل والإعانات التي تحتاجها كندا للبقاء واقفة على قدميها. كان جاستن ترودو على علم بذلك، فاستقال.”
كما نشر ترامب خريطة على وسائل التواصل الاجتماعي تصور كندا والولايات المتحدة مع العلم الأمريكي فوق كليهما، مؤكدًا أن التخلص من الحدود بين البلدين سيكون “أفضل للأمن القومي”، في إشارة إلى الحماية التي تقدمها الولايات المتحدة لكندا.
في ظل هذه التصريحات المثيرة، خرج العديد من السياسيين الكنديين للرد على هذه الافتراضات. فقد نشر رئيس الوزراء الحالي جاستن ترودو على منصة “X” ردًا قاطعًا، حيث قال: “ليس هناك أي احتمال في الجحيم أن تصبح كندا جزءًا من الولايات المتحدة.” وأضاف أن العلاقات بين البلدين تقوم على الشراكة الاقتصادية والأمنية، وأن كندا والولايات المتحدة هما “أكبر شريك تجاري وأمني لبعضهما البعض.”
ومن جانبه، أكد زعيم حزب المحافظين الكندي، بيير بواليفير، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن “كندا لن تكون الولاية رقم 51 أبدًا. نحن بلد عظيم ومستقل”، مشددًا على المساعدات التي قدمتها كندا للولايات المتحدة على مر السنين، من بينها دعمها الكبير بعد هجمات 11 سبتمبر، وكذلك إمدادات الطاقة بأسعار تنافسية.
كما أضاف رئيس وزراء أونتاريو، دوج فورد، خلال مؤتمر صحفي في 8 يناير، أن كندا والولايات المتحدة تعملان بشكل أفضل عندما يُنظر إليهما كشريكين متساويين، مشيرًا إلى أن كندا تمتلك الموارد الطبيعية والطاقة التي يحتاجها الجار الأمريكي. وأضاف فورد قائلًا: “لا يمكنكم القيام بذلك بمفردكم”، في إشارة إلى التصور الأمريكي بأن الولايات المتحدة يمكنها الاكتفاء بذاتها.
وفي نهاية المطاف، أكد فورد أن العديد من أعضاء الكونغرس والشيوخ في الولايات المتحدة لا يتفقون مع تصريحات ترامب، وأن “بلادنا ليست للبيع، ولن تكون للبيع أبدًا.”
إجمالًا، فإن التصريحات المستمرة من ترامب لم تجد دعمًا كبيرًا في كندا، حيث يظهر القادة الكنديون تمسكًا قويًا بسيادتهم الوطنية، في حين يتواصل التعاون بين البلدين في مجالات متعددة، مؤكدين أن كندا ليست مستعدة للتخلي عن استقلالها بأي شكل من الأشكال.
ماري جندي
1