في تطور جديد يعكس التحديات المتزايدة على الحدود الكندية الأمريكية، أعلنت الشرطة الملكية الكندية عن اعتقال ثلاثة أشخاص بعد عبورهم بطريقة غير قانونية إلى الأراضي الكندية عبر منطقة مونتيريجي في مقاطعة كيبيك، وذلك في وقت متأخر من مساء الأربعاء. بينما لا تزال عمليات البحث جارية عن ثلاثة آخرين يُعتقد أنهم عبروا معهم، من بينهم امرأة وطفلان صغيران.
ووفقًا للتفاصيل التي أوردتها الشرطة، فقد تم رصد الأشخاص الثلاثة – رجلان وامرأة – عند منطقة نهر تروت، حيث دخلوا كندا بطريقة غير مشروعة. وقد جرى توقيفهم لاحقًا بالقرب من بلدة جودمانشيستر الواقعة على بُعد نحو 20 كيلومترًا شمال الحدود الأمريكية، مقابل ولاية نيويورك. وبمجرد توقيفهم، تم تسليمهم إلى وكالة خدمات الحدود الكندية (CBSA) التي تتولى الآن احتجازهم والتحقيق في وضعهم القانوني.
في تطور جديد يعكس التحديات المتزايدة على الحدود الكندية الأمريكية، أعلنت الشرطة الملكية الكندية عن اعتقال ثلاثة أشخاص بعد عبورهم بطريقة غير قانونية إلى الأراضي الكندية عبر منطقة مونتيريجي في مقاطعة كيبيك، وذلك في وقت متأخر من مساء الأربعاء. بينما لا تزال عمليات البحث جارية عن ثلاثة آخرين يُعتقد أنهم عبروا معهم، من بينهم امرأة وطفلان صغيران.
ووفقًا للتفاصيل التي أوردتها الشرطة، فقد تم رصد الأشخاص الثلاثة – رجلان وامرأة – عند منطقة نهر تروت، حيث دخلوا كندا بطريقة غير مشروعة. وقد جرى توقيفهم لاحقًا بالقرب من بلدة جودمانشيستر الواقعة على بُعد نحو 20 كيلومترًا شمال الحدود الأمريكية، مقابل ولاية نيويورك. وبمجرد توقيفهم، تم تسليمهم إلى وكالة خدمات الحدود الكندية (CBSA) التي تتولى الآن احتجازهم والتحقيق في وضعهم القانوني.
لكن القصة لم تنتهِ عند هذا الحد. فقد أوضحت العريف مارتينا بيلاروفا، المتحدثة باسم الشرطة الملكية الكندية، أن المعلومات المتوفرة لدى الشرطة تشير إلى وجود ثلاثة أشخاص آخرين كانوا ضمن المجموعة، لم يُعثر عليهم بعد، ويجري حالياً البحث عنهم بنشاط. وتشير البيانات إلى أنهم امرأة وطفلان، ما يجعل القضية أكثر حساسية، لا سيما في ظل المخاوف من تعرضهم للخطر في بيئة طبيعية وعرة خلال الأجواء الباردة.
وقد سخرت السلطات الكندية كل الإمكانيات اللازمة في هذا الصدد، حيث تم الاستعانة بمروحيات واستقدام فرق مدربة من وحدات الكلاب البوليسية، بالإضافة إلى طلب الدعم من شرطة كيبيك للمساعدة في عمليات التمشيط والبحث المكثفة التي لا تزال مستمرة حتى اليوم الخميس.
ارتفاع لافت في أعداد طالبي اللجوء بكيبيك
وتأتي هذه الحادثة في وقت حساس يشهد فيه معبر كيبيك الحدودي ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد الأشخاص القادمين من الولايات المتحدة بحثًا عن ملاذ آمن في كندا. وتُعزى هذه الزيادة، بحسب مراقبين، إلى السياسات الأخيرة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تسعى إلى إنهاء برامج الحماية المؤقتة التي كانت تمنح الإقامة القانونية لمئات الآلاف من المهاجرين القادمين من دول تعاني من أوضاع إنسانية صعبة، مثل فنزويلا وهايتي والكاميرون وأفغانستان.
برنامج الحماية المؤقتة الذي تُشرف عليه وزارة الأمن الداخلي الأمريكية كان يوفّر لهؤلاء الأشخاص الحماية من الترحيل، طالما كانت أوضاع بلدانهم الأصلية غير آمنة للعودة، سواء بسبب نزاعات مسلحة، كوارث طبيعية، أو ظروف استثنائية أخرى. إلا أن قرارات الإدارة الأمريكية الأخيرة أثارت موجة من القلق بين المستفيدين من هذا البرنامج، مما دفع العديد منهم للبحث عن بدائل آمنة، وكان أبرزها التوجه نحو الحدود الكندية.
أرقام صادمة ومؤشرات مقلقة
ووفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن وكالة خدمات الحدود الكندية، فقد استقبل معبر “سان برنارد دي لاكول” الحدودي في كيبيك 1356 طالب لجوء خلال شهر مارس فقط، بزيادة قدرها أكثر من 500 شخص مقارنة بشهر مارس من العام الماضي. أما في شهر أبريل الجاري، وحتى تاريخ 13 منه فقط، فقد وصل عدد طالبي اللجوء إلى 1411، وهو رقم يتجاوز أربعة أضعاف العدد المُسجل في نفس الفترة من العام الماضي، والذي لم يتجاوز 319 شخصًا.
ورغم هذا التزايد الكبير في كيبيك، تشير الأرقام الوطنية إلى انخفاض عام في عدد طلبات اللجوء بنسبة 53% في باقي أنحاء كندا، ما يسلّط الضوء على خصوصية الوضع في المقاطعة الحدودية.
ضغط متزايد على مراكز الدعم
هذا التدفق المفاجئ لطالبي اللجوء بدأ يلقي بظلاله على المنظمات المحلية التي تقدم الدعم الإنساني، حيث أفاد مركز “Entre mamans et papas” العائلي في حي هوشيلاجا ميزونوف بمونتريال، أن الطلب على المساعدات الأساسية قد ارتفع بشكل لافت في الآونة الأخيرة. وشملت تلك المساعدات الطعام، مستلزمات الأطفال، والاحتياجات المعيشية اليومية.
كما أشار فرانز أندريه، المتحدث باسم “لجنة العمل للأشخاص غير الحاصلين على وضع قانوني”، إلى أن ما نشهده اليوم هو نتيجة مباشرة للقلق الواسع من السياسات الأمريكية، قائلاً في مقابلة مع قناة CTV: “الناس يفرون ببساطة لأن الإدارة الأمريكية بدأت بالفعل في ترحيل أشخاص كان من المفترض أن يستمروا في الاستفادة من برامج الحماية لشهور قادمة”.
وحادثة العبور الأخيرة في كيبيك ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة من التطورات المتسارعة التي تشهدها الحدود الكندية الأمريكية، في ظل تغيرات سياسية حادة في واشنطن تدفع الكثيرين لاتخاذ قرارات مصيرية بحثًا عن الأمان. وبينما تستمر الشرطة في البحث عن المرأة والطفلين وسط ظروف ميدانية معقدة، تواصل منظمات المجتمع المدني دق ناقوس الخطر بشأن القدرة على استيعاب هذا العدد المتزايد من اللاجئين.
كل الأنظار الآن تتجه نحو سياسات الهجرة في البلدين، في انتظار ما إذا كانت كندا ستعيد النظر في مقاربتها المستقبلية وسط هذا التحول الإنساني المتسارع.
ماري جندي
1