في خطوة غير معتادة ولكنها تعكس عمق القلق من الأوضاع الجيوسياسية المتوترة، قررت منطقتان مدرسيتان في كندا تعليق أو إلغاء عدد من الرحلات المقررة إلى الولايات المتحدة، وسط ما وصفه المسؤولون بـ”عدم اليقين السياسي” و”المخاوف من التعقيدات على الحدود”. هذا القرار المفاجئ أثار مشاعر الإحباط بين الطلاب وخيبة الأمل لدى أولياء الأمور، في حين أصر المسؤولون على أن سلامة الطلاب هي الأولوية القصوى.
في خطوة غير معتادة ولكنها تعكس عمق القلق من الأوضاع الجيوسياسية المتوترة، قررت منطقتان مدرسيتان في كندا تعليق أو إلغاء عدد من الرحلات المقررة إلى الولايات المتحدة، وسط ما وصفه المسؤولون بـ”عدم اليقين السياسي” و”المخاوف من التعقيدات على الحدود”. هذا القرار المفاجئ أثار مشاعر الإحباط بين الطلاب وخيبة الأمل لدى أولياء الأمور، في حين أصر المسؤولون على أن سلامة الطلاب هي الأولوية القصوى.
منع الرحلات في “ساري” بسبب التنوع وقلق من الحواجز الحدودية
في مقاطعة كولومبيا البريطانية، أقدمت منطقة “ساري” التعليمية، وهي الأكبر في المقاطعة، على إيقاف كافة الرحلات الدراسية المتجهة نحو الولايات المتحدة، وذلك كإجراء وقائي لتجنب ما وصفه المشرف التربوي مارك بيرماين بـ”التجارب السلبية المحتملة على الحدود”.
وقال بيرماين إن منطقة ساري تضم مجتمعًا مدرسيًا متنوعًا للغاية، يضم طلابًا من خلفيات متعددة، من بينهم من لا يحملون الجنسية الكندية. وأوضح أن بعض هؤلاء الطلاب موجودون في البلاد لأن آباءهم من العمال الأجانب المؤقتين، وهو ما يزيد من حساسية أوضاعهم القانونية عند التنقل الدولي.
وأضاف بيرماين:
“هدفنا الأساسي هو ضمان أن يظل طلابنا وموظفونا في أمان كامل، ولا نريد أن نجد أنفسنا في موقف يواجه فيه أحدهم إشكالاً على الحدود قد يترك أثرًا سلبيًا دائمًا على تجربته التعليمية.”
يُذكر أن منطقة ساري تنظم سنويًا ما بين 40 إلى 60 رحلة ميدانية دولية، ما يقارب نصفها تكون إلى الولايات المتحدة، وتشمل هذه الرحلات مسابقات رياضية وفعاليات موسيقية ومهرجانات للرقص.
بديلًا عن الرحلات الأميركية، دعا بيرماين المعلمين إلى التركيز على استكشاف “روعة كندا”، مقترحًا تنظيم أنشطة ميدانية داخل كولومبيا البريطانية نفسها، والتي وصفها بـ”الجميلة والمليئة بالفرص التربوية الغنية”. وأعرب عن أمله في أن تستقر الأوضاع مستقبلاً، ما يسمح بعودة هذه البرامج إلى طبيعتها.
نيو برونزويك تلغي رحلة أوركسترا مدرسة ثانوية
من جهة أخرى، أصدرت “المنطقة المدرسية الفرانكوفونية الجنوبية” في مدينة دييب بمقاطعة نيو برونزويك، قرارًا مفاجئًا بإلغاء رحلة طال انتظارها لأوركسترا ثانوية “لوديسي” (L’Odyssée)، كانت مقررة هذا الشهر إلى الولايات المتحدة. المشرفة على المنطقة، مونيك بودرو، وصفت القرار بأنه “صعب ولكن ضروري”، مشيرة إلى الأوضاع السياسية والاجتماعية المعقدة التي تمر بها الولايات المتحدة.
وقالت بودرو في بيان رسمي:
“جاء هذا القرار بعد مناقشات مع وزارة التعليم وتنمية الطفولة المبكرة، وفي ظل توقعات من الوزارة بإصدار توجيهات تتعلق بالحد من السفر غير الضروري إلى الولايات المتحدة.”
لكن الموقف أثار بعض التساؤلات، خاصة بعد أن أكدت رئيسة وزراء نيو برونزويك، سوزان هولت، للصحفيين أنه لم تصدر توجيهات رسمية من حكومة المقاطعة للمناطق التعليمية بشأن إلغاء السفر. وقالت إن مثل هذه القرارات تظل ضمن صلاحيات إدارات المدارس والمناطق التعليمية نفسها، بناءً على تقديراتها للوضع.
الخيارات البديلة.. وتفهم الطلاب
للأسف، أوضحت بودرو أنه لم يعد بالإمكان إعادة جدولة الرحلة، بسبب تعذر توفر الخدمات الأساسية مثل النقل والإقامة والأنشطة التي كانت مقررة. ورغم خيبة الأمل التي انتابت الطلاب والأهالي والمعلمين، شددت بودرو على أنهم ما زالوا يعتقدون أن القرار هو الأنسب في هذه المرحلة.
وأكدت أن فريق المدرسة بدأ بالفعل في البحث عن بدائل محلية ذات طابع مشابه من حيث الفائدة والمعنى، من أجل توفير تجربة ثقافية وتعليمية مثمرة للطلاب داخل كندا، قبل نهاية العام الدراسي.
تحذيرات رسمية من الحكومة الفيدرالية
القلق الكندي لم يأتِ من فراغ. فقد قامت وزارة الشؤون العالمية الكندية مؤخرًا بتحديث تحذيراتها بشأن السفر إلى الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن المسافرين قد يواجهون عمليات تفتيش دقيقة على يد مسؤولي حرس الحدود الأميركي، مع وجود احتمالية أن يتم احتجازهم أو منعهم من دخول البلاد.
وحذرت الوزارة من أن من يتم منعهم من الدخول قد يُحتجزون لحين ترحيلهم، خاصة إذا لم يستوفوا متطلبات الدخول والخروج وفقًا للقوانين الأميركية.
ماري جندي
المزيد
1