مونتريال – شهدت العديد من المدن الكندية يوم الأحد تجمعات ومسيرات حاشدة، وذلك في إطار إحياء الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا، وسط تزايد المخاوف من إمكانية تراجع الدعم الأمريكي لكييف، وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل النزاع الذي دخل عامه الرابع.
شملت هذه الفعاليات مواقع متعددة، من قاعات البلديات والمتاحف إلى المراكز المجتمعية، حيث اجتمع المواطنون الأوكرانيون والكنديون على حد سواء لإظهار تضامنهم مع أوكرانيا والمطالبة بمواصلة الدعم الدولي لها. وتأتي هذه المسيرات ضمن يوم عالمي للعمل، يعكس استمرار الاهتمام العالمي بالأزمة الأوكرانية وتداعياتها.
مونتريال – شهدت العديد من المدن الكندية يوم الأحد تجمعات ومسيرات حاشدة، وذلك في إطار إحياء الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا، وسط تزايد المخاوف من إمكانية تراجع الدعم الأمريكي لكييف، وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل النزاع الذي دخل عامه الرابع.
شملت هذه الفعاليات مواقع متعددة، من قاعات البلديات والمتاحف إلى المراكز المجتمعية، حيث اجتمع المواطنون الأوكرانيون والكنديون على حد سواء لإظهار تضامنهم مع أوكرانيا والمطالبة بمواصلة الدعم الدولي لها. وتأتي هذه المسيرات ضمن يوم عالمي للعمل، يعكس استمرار الاهتمام العالمي بالأزمة الأوكرانية وتداعياتها.
ترودو إلى كييف.. ومخاوف من تغير السياسات الدولية
يتوجه رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إلى العاصمة الأوكرانية كييف يوم الإثنين، حيث من المقرر أن يكون ضمن 13 زعيمًا عالميًا يشاركون في قمة مخصصة لمناقشة قضايا السلام والأمن في أوكرانيا. وقد أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي عقده في كييف مساء الأحد أنه سيجتمع شخصيًا مع ترودو لمناقشة التطورات الأخيرة. ومع ذلك، لم يصدر مكتب رئيس الوزراء الكندي أي تعليق رسمي على تفاصيل الزيارة.
وتأتي هذه القمة في وقت حساس، حيث بدأت الولايات المتحدة وروسيا محادثات لمحاولة التوصل إلى اتفاق سلام – لكن دون إشراك أوكرانيا في هذه المفاوضات، وهو ما يثير استياءً واسعًا بين الأوكرانيين وحلفائهم.
وفي الأيام الأخيرة، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات مثيرة للجدل، حيث ألقى باللوم على أوكرانيا في بدء الحرب، كما ألمح إلى إمكانية مطالبة أوكرانيا بتقديم تنازلات اقتصادية، مثل السماح للولايات المتحدة بالحصول على معادنها الحيوية، كجزء من أي اتفاق سلام مستقبلي.
هذه المواقف الأمريكية المتغيرة أثارت قلقًا كبيرًا بين المشاركين في المسيرات، خصوصًا في مونتريال، حيث قال مايكل شويك، رئيس المجلس الإقليمي في كيبيك للكونغرس الأوكراني الكندي:
“أوكرانيا كانت تعيش في سلام، ثم تعرضت للغزو. أوكرانيا هي الضحية هنا. محاولة تصوير الأمر على أن الضحية هي الجاني، أو أن الجاني هو الضحية، أمر لا معنى له على الإطلاق”.
حرب مستمرة وتداعيات إنسانية قاسية
في 24 فبراير 2022، أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا، مما أدى إلى تصعيد كبير في الصراع الذي بدأ فعليًا منذ عام 2014. ويعد هذا الغزو أكبر وأخطر نزاع تشهده القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تسبب في سقوط مئات الآلاف من الضحايا العسكريين، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المدنيين الأوكرانيين الذين دفعوا ثمن الحرب بحياتهم.
ومنذ اندلاع الحرب، فرّ آلاف الأوكرانيين إلى كندا بحثًا عن الأمان. ومن بين هؤلاء أرتيم باتيكا، الذي لجأ إلى كندا في مارس 2023 هربًا من الصراع، ويقول إنه لم يكن يتوقع أن تستمر الحرب لهذا الوقت الطويل. وأضاف خلال مشاركته في مسيرة مونتريال:
“لم أتوقع أبدًا أن تدوم الحرب لهذه الفترة الطويلة، كنت أعتقد أنها ستنتهي بسرعة”.
أما فيرا سيليتسكا، التي وصلت إلى كندا قبل عشر سنوات برفقة ابنتها، فقد حملت لافتة تدعو للسلام والعدالة، وتحدثت عن إحساسها بالإحباط من استمرار الحرب. وقالت:
“عندما جئنا إلى هنا، كانت ابنتي في السادسة من عمرها، والآن أصبحت في السادسة عشرة. لم أكن أتخيل أبدًا أن يسمح المجتمع الدولي باستمرار هذه الحرب لفترة طويلة”.
مطالب باستمرار الدعم الكندي لأوكرانيا
في ظل هذه التطورات، شدد يوجين كزوليج، القنصل الفخري لأوكرانيا في مونتريال، على ضرورة استمرار كندا في تقديم الدعم العسكري والاقتصادي والإنساني لأوكرانيا.
وأضاف:
“كندا لديها القدرة على التأثير دبلوماسيًا على الولايات المتحدة، لحثها على اتخاذ موقف حاسم لصالح الضحية وليس المعتدي”.
هاليفاكس.. شهادات مؤلمة ومطالب بالتحرك الدولي
في مدينة هاليفاكس، تجمع مئات الأشخاص في وسط المدينة، وتحديدًا في ساحة العرض، لإحياء الذكرى الثالثة للغزو الروسي، وتكريم الضحايا الذين سقطوا في الحرب.
وكانت فيكتوريا أوليكسينكو، إحدى المتحدثات خلال الحدث، قد عاشت تحت الاحتلال الروسي في مدينة إربين في فبراير ومارس 2022، وقد روت بمرارة تفاصيل تجربتها المرعبة، متحدثة باللغة الأوكرانية مع ترجمة إنجليزية.
وقالت:
“استمر القصف ليلًا ونهارًا. كان الأمر مرعبًا. كان مجرد الخروج إلى الشارع لجلب الماء أو طهي الطعام بمثابة مغامرة محفوفة بالمخاطر. الجو كان باردًا، كنا جميعًا نضعف ونمرض، لكن الخراب كان هو الأمر الأصعب”.
وبعد كلماتها المؤثرة، وقف الحضور دقيقة صمت تكريمًا لأرواح الضحايا الذين لقوا حتفهم بسبب الحرب.
أما مارينا هوروبيتس، من فرع نوفا سكوشا في الكونغرس الأوكراني الكندي، فقد عبرت عن استيائها من أن العالم بدأ ينظر إلى ضحايا الحرب كأرقام مجردة، قائلة:
“يموت الأوكرانيون كل ليلة. لكن للأسف، بالنسبة للعالم، أصبح الأمر مجرد إحصائيات. يجب ألا ننسى أن كل رقم يمثل شخصًا حقيقيًا – أبًا، أخًا، أو ابنًا لشخص ما”.
فعاليات أخرى في مختلف أنحاء كندا
ومن المتوقع أن تستمر هذه الفعاليات في الأيام المقبلة في عدة مدن كندية أخرى، من بينها أوتاوا، تورنتو، وينيبيغ، كالغاري، وفانكوفر، حيث من المقرر تنظيم تجمعات ومسيرات مماثلة تؤكد استمرار التضامن الكندي مع أوكرانيا، وسط تطورات دولية متسارعة قد تغير مجرى الصراع.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، تظل مسألة الدعم الدولي لأوكرانيا محور نقاش عالمي، خاصة مع تغير المواقف الأمريكية، ما قد يعيد تشكيل مسار الحرب ويؤثر على مستقبل الملايين. وبينما تستمر الحرب في أوكرانيا بحصد المزيد من الأرواح، تبقى كندا واحدة من الدول التي تسعى للحفاظ على دعمها المستمر لكييف، وسط ضغوط سياسية ودبلوماسية متزايدة.
ماري جندي
المزيد
1