في تقرير السعادة العالمي لعام 2025، الذي يستند إلى استطلاع رأي عالمي أجرته مؤسسة “جالوب”، لم تتمكن كندا من دخول قائمة الدول العشر الأكثر سعادة، إذ احتلت المرتبة الثامنة عشرة عالميًا. وعلى الرغم من أن كندا حصلت العام الماضي على لقب “أكثر البلدان ودّية في العالم”، فإن ترتيبها في مؤشر السعادة يعكس تراجعًا ملحوظًا مقارنة بسنوات سابقة.
في تقرير السعادة العالمي لعام 2025، الذي يستند إلى استطلاع رأي عالمي أجرته مؤسسة “جالوب”، لم تتمكن كندا من دخول قائمة الدول العشر الأكثر سعادة، إذ احتلت المرتبة الثامنة عشرة عالميًا. وعلى الرغم من أن كندا حصلت العام الماضي على لقب “أكثر البلدان ودّية في العالم”، فإن ترتيبها في مؤشر السعادة يعكس تراجعًا ملحوظًا مقارنة بسنوات سابقة.
فنلندا تواصل الصدارة عالميًا
احتفظت فنلندا بمركزها الأول كـ”أسعد دولة في العالم” للعام الثامن على التوالي، منذ أن تصدرت القائمة لأول مرة في عام 2017. أما الدول الأخرى التي تبوأت المراتب العشر الأولى فهي:
الدنمارك (المركز الثاني)
أيسلندا (المركز الثالث)
السويد (المركز الرابع)
هولندا (المركز الخامس)
كوستاريكا (المركز السادس)
النرويج (المركز السابع)
إسرائيل (المركز الثامن)
لوكسمبورغ (المركز التاسع)
المكسيك (المركز العاشر)
على صعيد أمريكا الشمالية، حلت كندا في المرتبة 18، بينما جاءت الولايات المتحدة في المرتبة 24. أما الدولة التي سجلت أدنى مستوى للسعادة عالميًا فكانت أفغانستان، التي احتلت المرتبة الأخيرة في التصنيف.
تأثير العلاقات الاجتماعية على مستوى السعادة
ركز تقرير السعادة العالمي لعام 2025 على العلاقة بين السعادة ومستوى الدعم الاجتماعي والتفاعل بين الأفراد. فقد وجد الباحثون أن الأفعال البسيطة مثل مشاركة وجبات الطعام مع الآخرين بدلاً من تناولها بمفردهم، أو العيش مع العائلة عوضًا عن العيش وحيدًا، لها تأثير إيجابي ملحوظ على سعادة الأفراد.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن الانقطاع الاجتماعي يمثل ظاهرة متزايدة بين الشباب، إذ أفاد 19% من الشباب حول العالم في عام 2023 بأنهم يفتقرون إلى شخص يمكنهم الاعتماد عليه عند الحاجة.
كما كشف التقرير عن أن المشاركة في الأعمال الخيرية مثل التبرع، والتطوع، ومساعدة الغرباء تساهم في تقليل ما يُعرف بـ”وفيات اليأس” على مستوى العالم.
هل يمكن الوثوق بالمجتمع؟ تجربة تُثبت عكس التوقعات
أحد الجوانب المثيرة في التقرير كان تجربة ميدانية أجراها الباحثون لقياس مدى نزاهة المجتمعات. فقد تم إسقاط محافظ نقود عمدًا في الشوارع لمعرفة ما إذا كان الأشخاص سيعيدونها إلى أصحابها. والنتائج كانت مفاجئة، إذ تبين أن نسبة كبيرة من المحافظ قد أُعيدت بالفعل، وهو ما يدل على أن الناس غالبًا ما يكونون أكثر نزاهة مما يعتقده البعض. وعلّق التقرير على هذه النتيجة قائلاً إن الأفراد يميلون إلى التشاؤم المبالغ فيه عند تقييم مدى لطف مجتمعاتهم.
تراجع مستمر لكندا في تصنيف السعادة منذ 2013
مقارنةً بتقرير السعادة العالمي لعام 2013، شهدت بعض الدول الصناعية الكبرى تراجعًا ملحوظًا في تصنيفاتها. على سبيل المثال:
سويسرا، التي احتلت المرتبة الثالثة في 2013، تراجعت إلى المرتبة 13 في 2025.
كندا، التي كانت سادس أسعد دولة في 2013، تراجعت إلى المركز 18.
أستراليا، التي جاءت في المرتبة العاشرة عام 2013، استقرت في المرتبة 11 هذا العام.
ومن اللافت أن هذه هي المرة الأولى التي لا تحتل فيها أي من القوى الصناعية الكبرى مرتبة ضمن العشرين الأوائل في مؤشر السعادة العالمي.
توغو.. قصة صعود في مؤشر السعادة
على الجانب الآخر، هناك دول شهدت تحسنًا كبيرًا في ترتيبها على مؤشر السعادة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك توغو، التي كانت في عام 2013 الدولة الأقل سعادة في العالم، لكنها نجحت في تحسين تصنيفها، حيث تقدمت 20 مركزًا بفضل ارتفاع مستوى تقييم الحياة بين مواطنيها.
هل تراجع مستوى رضا الكنديين عن حياتهم؟
أشارت دراسة أجرتها هيئة الإحصاء الكندية في سبتمبر 2024، تحت عنوان “رؤى حول المجتمع الكندي”، إلى انخفاض واضح في مستوى رضا الكنديين عن حياتهم، وهو ما يعكس تأثرهم بالتحديات الاقتصادية، لا سيما ارتفاع تكلفة المعيشة منذ عام 2021.
وفقًا للدراسة، ففي صيف 2021، أفاد أكثر من نصف الكنديين (54%) بأنهم يشعرون برضا عالٍ عن حياتهم. ولكن هذه النسبة تراجعت إلى 50.6% في صيف 2023، واستمرت في الانخفاض لتصل إلى 48.6% بحلول شتاء 2024. وعلّقت هيئة الإحصاء الكندية على هذه النتائج قائلة:
“يمكن اعتبار مستوى الرضا عن الحياة بمثابة مؤشر عام على رفاهية الكنديين.”
كيف يتم قياس السعادة في هذا التقرير؟
يعتمد تصنيف الدول في تقرير السعادة العالمي على درجة تقييم السكان لحياتهم بشكل عام. ويرتكز هذا التقييم على عدة عوامل رئيسية، تشمل:
وجود شخص يُعتمد عليه عند الحاجة
متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي
متوسط العمر المتوقع الصحي
حرية اتخاذ القرارات الحياتية
مستوى الكرم
معدل الفساد في المجتمع
ووفقًا للتقرير، فإن المجتمعات التي تتميز بمستوى عالٍ من الكرم والدعم الاجتماعي، تشهد تحسنًا في سعادة أفرادها، خاصة بين الفئات الأقل حظًا.
تأثير جائحة كوفيد-19 على الأعمال الخيرية
أحد الجوانب الإيجابية التي أشار إليها التقرير هو أن أعمال الخير والتطوع زادت بشكل ملحوظ خلال جائحة كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم. فقد دفعت الأزمة الصحية العالمية الكثيرين إلى تقديم المزيد من الدعم والمساعدة للآخرين.
وعلى الرغم من انخفاض هذه الأنشطة الخيرية بين عامي 2023 و2024، إلا أن حجم التبرعات والأعمال التطوعية لا يزال أعلى بنحو 10% مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة.
منهجية التقرير وعدد المشاركين
يشارك في استطلاع “جالوب” العالمي الذي يعتمد عليه تقرير السعادة العالمي أكثر من 100,000 شخص سنويًا، حيث يتم جمع حوالي 1,000 رد من كل دولة. وقد نُشر تقرير السعادة العالمي لعام 2025 في 20 مارس، واستند التصنيف إلى متوسط البيانات التي جُمعت خلال الفترة من 2022 إلى 2024.
ماري جندي
المزيد
1