لقد حان ذلك الوقت من العام مجددًا! في نهاية هذا الأسبوع، سنقوم بتحريك عقارب الساعة إلى الأمام مع بدء العمل بالتوقيت الصيفي. صحيح أننا سنخسر ساعة من النوم، لكن الجانب الإيجابي هو أن النهار سيصبح أطول، مما يمنحنا مزيدًا من ضوء الشمس في المساء—علامة واضحة على اقتراب الربيع!
لقد حان ذلك الوقت من العام مجددًا! في نهاية هذا الأسبوع، سنقوم بتحريك عقارب الساعة إلى الأمام مع بدء العمل بالتوقيت الصيفي. صحيح أننا سنخسر ساعة من النوم، لكن الجانب الإيجابي هو أن النهار سيصبح أطول، مما يمنحنا مزيدًا من ضوء الشمس في المساء—علامة واضحة على اقتراب الربيع!
متى يحدث التغيير؟
في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، عند تمام الساعة الثانية صباحًا بالتوقيت الشرقي، ستتحرك الساعات إلى الأمام بمقدار ساعة واحدة. لذا، لا تنسَ ضبط ساعتك مسبقًا لتجنب أي ارتباك في جدول يومك!
مشاعر متباينة حول تغيير التوقيت
يختلف الناس في آرائهم تجاه هذا التغيير، فبينما يراه البعض خطوة إيجابية تجلب مزيدًا من الضوء والانتعاش، يشعر آخرون بأنه أمر مرهق وغير ضروري.
تقول سوزان أجنيلو، وهي من سكان مونتريال، بحماس:
“أنا متحمسة جدًا لهذا التغيير! أشعر بأنني أقل اكتئابًا عندما يكون هناك المزيد من ضوء النهار.”
لكن على الجانب الآخر، لم يكن نيكو بون، وهو أيضًا من مونتريال، سعيدًا جدًا بالفكرة، حيث قال بأسف:
“يا للأسف، لقد خسرت ساعة كاملة من النوم قبل يوم واحد من عيد ميلادي!”
لماذا نغير الساعة؟ وما الذي يجري في كندا؟
في كندا، يتم اعتماد التوقيت الصيفي سنويًا، حيث تتحرك الساعات إلى الأمام في الأحد الثاني من شهر مارس، ثم تعود إلى الوراء في الأحد الأول من شهر نوفمبر.
لكن على الرغم من أن هذه العادة أصبحت جزءًا من حياة الكنديين، فإنها لا تحظى بقبول الجميع. فقد اتخذت مقاطعة أونتاريو خطوة جريئة في عام 2020 عندما أقرّت مشروع قانون لإلغاء تغيير التوقيت والإبقاء على التوقيت الصيفي بشكل دائم. لكن هناك شرط أساسي لبدء تنفيذ هذا القرار: يجب أن تتخذ كلٌّ من كيبيك وولاية نيويورك قرارات مماثلة لضمان التنسيق بين المناطق المتجاورة.
في أكتوبر 2024، قررت حكومة كيبيك فتح باب التشاور العام حتى الأول من ديسمبر، ودعت السكان إلى مشاركة آرائهم حول إمكانية إلغاء تغيير التوقيت الموسمي. ورغم أن الحكومة لم تحدد ما إذا كانت ستفضل التوقيت الصيفي الدائم أو البقاء على التوقيت القياسي، فإنها قد تطرح مشروع قانون بهذا الخصوص قريبًا.
هل يؤثر تغيير التوقيت على صحتنا؟
يرى الخبراء أن تغيير الساعة ليس مجرد تعديل روتيني، بل إنه يؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان.
يشرح روجر جودبوت، أستاذ الطب النفسي بجامعة مونتريال، قائلًا:
“نومنا ورفاهيتنا مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بساعتنا البيولوجية، والتي يتم ضبطها صباحًا عند التعرض للضوء. أي تغيير في وقت التعرض للضوء يؤثر على إفراز الهرمونات، وعلى صحة القلب والأوعية الدموية، وحتى على المزاج، خاصة في فصل الخريف، حيث يكون البعض أكثر عرضة للشعور بالاكتئاب.”
ويضيف جودبوت أن الأسباب الأصلية لاعتماد التوقيت الصيفي قبل أكثر من 100 عام لم تعد قائمة اليوم:
“كان الهدف من تغيير التوقيت في الأصل يتعلق بتوفير الطاقة وإدارة الموارد، لا سيما خلال فترات الحرب. لكن في وقتنا الحالي، لم يعد لهذا التغيير جدوى حقيقية. لقد تطور علم النوم كثيرًا خلال العقود الماضية، والآن نحن نعلم أن هذا التغيير ليس مفيدًا للصحة.”
هل هناك مناطق في كندا لا تتبع التوقيت الصيفي؟
رغم أن معظم أنحاء كندا تعتمد التوقيت الصيفي، فإن هناك بعض الاستثناءات. فمقاطعة ساسكاتشوان، وبعض أجزاء كولومبيا البريطانية، تعمل وفق التوقيت القياسي طوال العام. أما يوكون، فقد قررت في عام 2020 جعل التوقيت الصيفي دائمًا وعدم تغييره مجددًا.
أما في ألبرتا، فقد جرى استفتاء عام 2021 حول إلغاء تغيير التوقيت، لكن النتيجة كانت متقاربة، حيث صوّت ما يزيد قليلًا عن نصف السكان لصالح استمرار العمل بالنظام الحالي.
آراء الناس حول تغيير التوقيت
أما على المستوى الشعبي، فإن الآراء حول تغيير الساعة ما تزال متباينة.
ريتا كامل، وهي من سكان مونتريال، تجد في الأمر مزايا قائلة:
“أحب التوقيت الصيفي في الربيع لأنه يمنحنا ساعة إضافية من الشمس، وأستمتع به في الشتاء لأنه يعطينا ساعة إضافية من النوم!”
أما تريستان ماركيجياني، من تورنتو، فكان صريحًا في رفضه للفكرة:
“لقد حان الوقت للتخلي عن هذا الأمر، نحن لم نعد نعيش في زمن الحرب!”
من جهتها، عبّرت كريستينا سورينتينو عن انزعاجها قائلة:
“إنه أمر مزعج حقًا، لأنه يخلّ بعادات النوم.”
أما تشارلز فاكارو فقد كان أكثر حزمًا، قائلاً:
“يجب أن نتوقف عن استخدامه نهائيًا، إنه محبط للغاية.”
لكن فرانكا فاريلا لديها وجهة نظر مختلفة، حيث ترى أن الاحتفاظ بالتوقيت الصيفي أمر إيجابي للصحة النفسية:
“أعتقد أنه من المهم جدًا رؤية ضوء الشمس في الصباح والحصول على ساعات أطول من النهار. هذا ضروري للرفاهية العقلية لكثير من الناس.”
إلى أين تتجه الأمور؟
بين المؤيدين والمعارضين، وبين القوانين والاستفتاءات، يبدو أن مستقبل التوقيت الصيفي في كندا لا يزال غير محسوم. فبينما تخطو بعض المقاطعات نحو إلغائه، لا يزال البعض الآخر مترددًا في اتخاذ القرار النهائي.
فهل سيأتي يوم تختفي فيه الحاجة إلى تحريك الساعات مرتين في السنة؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة!
ماري جندي
المزيد
1