في تطورٍ يعكس حالة من الفوضى داخل الحزب الليبرالي الكندي، واجه مارك كارني، زعيم الحزب، ضغوطًا متزايدة بعد استقالة بول تشيانغ، مرشح الحزب في منطقة ماركام-يونيونفيل. وتكشف هذه الاستقالة عن فشل واضح في القيادة والرقابة داخل الحزب، حيث غرق كارني في أزمة تزداد تعقيدًا بسبب تصريحات تشيانغ المثيرة للجدل حول المكافأة الصينية التي كانت قد وضعتها سلطات هونغ كونغ على منافسه من حزب المحافظين، جو تاي.
في تطورٍ يعكس حالة من الفوضى داخل الحزب الليبرالي الكندي، واجه مارك كارني، زعيم الحزب، ضغوطًا متزايدة بعد استقالة بول تشيانغ، مرشح الحزب في منطقة ماركام-يونيونفيل. وتكشف هذه الاستقالة عن فشل واضح في القيادة والرقابة داخل الحزب، حيث غرق كارني في أزمة تزداد تعقيدًا بسبب تصريحات تشيانغ المثيرة للجدل حول المكافأة الصينية التي كانت قد وضعتها سلطات هونغ كونغ على منافسه من حزب المحافظين، جو تاي.
تصريحات تشيانغ، التي اقترح فيها أن يتم تسليم تاي إلى القنصلية الصينية في تورنتو للحصول على المكافأة، كانت بمثابة ضربة مدوية للحزب الليبرالي. ورغم أن كارني حاول في البداية الدفاع عن تشيانغ ورفض دعوات استبعاده من الترشيح، إلا أن الأمور سرعان ما خرجت عن السيطرة، مما أجبر تشيانغ في النهاية على تقديم استقالته في 31 مارس/آذار. هذا التردد في اتخاذ قرار حاسم يكشف عن ضعف القيادة داخل الحزب الليبرالي.
في تصريحاته الأخيرة، قال كارني خلال فعالية في وينيبيغ: “قدّم السيد تشيانغ استقالته الليلة الماضية، وقد قبلتها”. ولكن الكلمات التي أعقبت استقالته لم تكن أكثر من محاولة لتغطية فشل الحزب في معالجة الموقف من البداية. بدلاً من التحرك بحسم ضد تشيانغ في الوقت المناسب، اختار كارني التحلي بالصمت، مما عزز الشكوك حول قدرته على إدارة الحزب بشكل فعال.
المسألة تتعدى مجرد تصريحات فردية؛ فهي تسلط الضوء على أزمة أوسع في الحزب الليبرالي، حيث تم الكشف عن ضعف واضح في إدارة الأزمة وتفشي حالة من الفوضى. فبدلاً من اتخاذ موقف حازم ضد التصريحات المثيرة للجدل من البداية، تردد الحزب في اتخاذ أي إجراء جاد حتى وقع المأزق. استقالة تشيانغ، التي كانت نتيجة لضغوط متزايدة، تُظهر فشلًا في إرساء معايير واضحة في الحزب بشأن كيفية التعامل مع التصريحات التي تضر بالنزاهة السياسية وتعرض الأمن الشخصي للمواطنين للخطر.
إلى جانب ذلك، يأتي تداعيات هذه القضية في وقت حساس للغاية، حيث تعيش كندا في ظل مخاوف متزايدة بشأن التدخل الأجنبي في الانتخابات المقبلة. تصريحات تشيانغ وإشارته إلى مكافأة صينية قد تبدو مجرد حادثة منفردة، لكنها تمثل جزءًا من صورة أوسع تتعلق بتأثيرات الصين على الشؤون الكندية، وهو ما يعكس أيضًا الفشل في التصدي لأي تدخل خارجي قد يزعزع استقرار الانتخابات.
بينما تسارع السلطات الكندية للتحقيق في تصريحات تشيانغ، لا يبدو أن الحزب الليبرالي قد استوعب الدرس بشكل كامل. وحتى مع استقالة تشيانغ، لا تزال هناك تساؤلات حول كيف سمح الحزب لمثل هذه التصريحات بتغذيتها في أروقة السياسة الكندية.
في النهاية، يبدو أن كارني وحزبه لم ينجحوا في الحفاظ على صورة الحزب الليبرالي كقوة سياسية قوية ونزيهة. فبدلاً من أن يظهروا قوة القيادة وحزم المواقف، أصبحوا في موقع دفاعي أمام الانتقادات المتزايدة، مما يثير شكوكًا حول قدرتهم على خوض الانتخابات المقبلة بنجاح.
ماري جندي
1