كشف تقرير أولي صادر عن مجلس سلامة النقل في كندا تفاصيل جديدة بشأن حادث تحطم طائرة تابعة لشركة دلتا للطيران في مطار تورنتو بيرسون الدولي الشهر الماضي، مشيرًا إلى أن نظام التحذير على متن الطائرة رصد معدل هبوط مرتفع قبل أقل من ثلاث ثوانٍ فقط من وصولها إلى المدرج.

وجاء التقرير، الذي صدر يوم الخميس، كجزء من التحقيقات الجارية في الحادث الذي وقع في 17 فبراير وأسفر عن إصابة 21 شخصًا تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.

لحظات ما قبل التحطم
وفقًا لما ورد في التقرير، فإن الطائرة كانت تقترب من المدرج بسرعة 136 عقدة (حوالي 250 كيلومترًا في الساعة) عندما انطلق التحذير من نظام السلامة، وذلك قبل 2.6 ثانية فقط من ملامسة الأرض.

أما قبل ذلك بثوانٍ قليلة، عند الساعة 14:12:40، عندما كانت الطائرة تحلق على ارتفاع 50 قدمًا فوق سطح المدرج، بلغت سرعتها الجوية 145 عقدة، في حين كانت سرعتها الأرضية 112 عقدة. وفي تلك اللحظة، سجل معدل هبوطها 1114 قدمًا في الدقيقة، وهو معدل يُعتبر مرتفعًا بشكل ملحوظ.

وبعد ثانية واحدة فقط، وقبل 2.6 ثانية من الهبوط الفعلي، انطلق تحذير إضافي من نظام الأمان المحسن (EGPWS)، معلنًا وجود معدل هبوط خطير. عند هذه النقطة، كانت سرعة الطائرة 136 عقدة، وسرعتها الأرضية 111 عقدة، في حين ظل معدل هبوطها يقارب 1100 قدم في الدقيقة. كما زادت زاوية ميلان الطائرة نحو اليمين بمقدار 4.7 درجة، بينما بقي دفع المحرك عند مستوى 43% من قوة الدفع N1.

لحظة الاصطدام والتبعات
الطائرة، التي كانت قادمة من مينيابوليس وعلى متنها 76 راكبًا وأربعة من أفراد الطاقم، حاولت تنفيذ الهبوط بعد الساعة الثانية ظهرًا بقليل. ولكن عند ملامسة المدرج، تعرضت الطائرة لأضرار جسيمة؛ فقد انفصل جناحها وذيلها، وانقلبت وانزلقت على المدرج، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها.

وأضاف التقرير أن انفجارًا وقع خارج الطائرة، تحديدًا في منطقة جذر الجناح الأيسر، بعد أن تم إجلاء جميع الركاب وأفراد الطاقم. حتى اللحظة، لم يتمكن المحققون من تحديد السبب الدقيق لهذا الانفجار.

كما كشف التقرير أن عجلات الهبوط انطوت إلى الداخل أثناء الاصطدام، مما أدى إلى انفصال الجناح عن جسم الطائرة، ونتج عن ذلك تسرب كميات كبيرة من وقود الطائرات، والذي اشتعل بعد ذلك. ولا يزال المحققون يعملون على تحليل أسطح الكسر لتحديد التسلسل الدقيق للأحداث التي أدت إلى هذا السيناريو الكارثي.

التحديثات والتحقيقات الجارية
إلى جانب التقرير الأولي، نشر مكتب سلامة النقل مقطع فيديو يوضح التقدم المحرز في التحقيق، إضافة إلى الحقائق التي تم جمعها حتى الآن.

وعلى الرغم من خطورة الحادث، أكد التقرير أن جميع المصابين خرجوا من المستشفى بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة.

ردود الفعل الرسمية
في بيان مشترك، أكدت شركتا إنديفور إير ودلتا للطيران التزامهما التام بالتعاون مع السلطات الكندية في التحقيقات الجارية، مشيرتين إلى أن سلامة الركاب والموظفين تظل أولوية قصوى.

وجاء في البيان:
“بالنسبة لجميع العاملين في شركتي إنديفور إير ودلتا، لا شيء يسبق سلامة عملائنا وموظفينا. ولذلك، نواصل تعاوننا الكامل كمشاركين في التحقيق الذي تقوده هيئة سلامة النقل الكندية. احترامًا لنزاهة التحقيق الذي لا يزال جاريًا، ستمتنع شركتا إنديفور إير ودلتا عن تقديم أي تعليقات إضافية في هذه المرحلة.”

من جهتها، شددت هيئة سلامة النقل الكندية على أن التقرير الصادر يوم الخميس يهدف فقط إلى تقديم معلومات أولية، وليس إلى استخلاص أي استنتاجات نهائية حول أسباب الحادث.

وأوضحت الهيئة في تصريح لموقع سيتي نيوز:
“في هذه المرحلة من التحقيق، من المبكر جدًا التوصل إلى استنتاجات بشأن الأسباب الدقيقة لهذا الحادث بناءً على المعلومات المتاحة حاليًا.”

ما التالي؟
مع استمرار التحقيق، يعمل المحققون على تحليل بيانات الرحلة، وفحص حطام الطائرة، وإجراء اختبارات إضافية لفهم العوامل التي أدت إلى وقوع هذا الحادث المروع. وسيتم نشر تقرير نهائي في وقت لاحق، بعد استكمال جميع التحليلات الفنية والميدانية.

ماري جندي