مع دخول الحملة الانتخابية الفيدرالية الكندية أسبوعها الأخير، واحتدام السباق نحو صناديق الاقتراع، برز زعيم حزب المحافظين الكندي بيير بواليفير كأحد أبرز الأصوات السياسية التي تخاطب تطلعات الكنديين بلغة الأرقام، والواقعية، والحلول العملية. فوسط حالة الترقب التي تسود البلاد، قدّم بواليفير برنامجه الانتخابي المنتظر من مدينة فوغان في أونتاريو، كاشفًا عن رؤية واضحة لإعادة بناء كندا، اقتصاديًا واجتماعيًا.
مع دخول الحملة الانتخابية الفيدرالية الكندية أسبوعها الأخير، واحتدام السباق نحو صناديق الاقتراع، برز زعيم حزب المحافظين الكندي بيير بواليفير كأحد أبرز الأصوات السياسية التي تخاطب تطلعات الكنديين بلغة الأرقام، والواقعية، والحلول العملية. فوسط حالة الترقب التي تسود البلاد، قدّم بواليفير برنامجه الانتخابي المنتظر من مدينة فوغان في أونتاريو، كاشفًا عن رؤية واضحة لإعادة بناء كندا، اقتصاديًا واجتماعيًا.
خطاب قائد يعرف ما يريده الكنديون
في هذا التوقيت الحرج، حيث بدأ الناخبون يتخذون قراراتهم النهائية، جاءت رسالة بواليفير واضحة لا لبس فيها: “حان وقت الإصلاح الحقيقي”. لم تكن كلماته مجرد وعود انتخابية تقليدية، بل كانت خارطة طريق لإخراج الاقتصاد الكندي من أزماته، وإعادته إلى مسار النمو والازدهار، بعد سنوات من السياسات الليبرالية التي أرهقت المواطن وأثقلت كاهله بالضرائب والتضخم.
رؤية مالية محكمة.. عجز أقل، إنفاق أذكى، ونمو أقوى
يتضمن البرنامج الانتخابي للمحافظين خطة مالية شاملة وطموحة تهدف إلى خفض العجز السنوي إلى 14.1 مليار دولار فقط بحلول 2028-2029. وهي خطوة جريئة توضح مدى التزام بواليفير بإعادة التوازن إلى مالية الدولة دون تحميل المواطنين أعباء إضافية.
ويتمثل جوهر هذه الخطة في خفض الإنفاق على البرامج الحكومية غير الفعّالة بمقدار يقارب 9.8 مليار دولار، مقابل زيادة مدروسة في الإيرادات تقدر بحوالي 5.2 مليار دولار خلال نفس الفترة، دون المساس بجيوب الكنديين. إنها مقاربة مبنية على الانضباط المالي والفعالية في استخدام المال العام، بعيدًا عن الهدر والبيروقراطية.
بناء المساكن.. أولوية لا تقبل التأجيل
لكن الاقتصاد وحده لا يكفي. يعرف بواليفير أن الكنديين يريدون حلولاً ملموسة لأزمات حياتهم اليومية، وعلى رأسها أزمة السكن. وفي خطوة جادة ومدروسة، أعلن من تورنتو عن خطة غير مسبوقة لبناء 2.3 مليون وحدة سكنية خلال خمس سنوات. هذه المبادرة تهدف إلى فتح السوق أمام العرض، وكسر احتكار البلديات التي تعطل مشاريع البناء، وتمكين الشباب والعائلات من امتلاك منزل دون الحاجة إلى الاستدانة لعدة عقود.
لا ضرائب جديدة.. لا كربون إضافي
من أبرز ما يميز برنامج المحافظين هو التزامه الصريح بإلغاء ضريبة الكربون الصناعية الفيدرالية، التي فُرضت على الكنديين دون أن تعود عليهم بفائدة ملموسة. بواليفير يرى أن حماية البيئة لا يجب أن تتم على حساب الأسر الكندية، بل من خلال التكنولوجيا والابتكار لا بالضرائب والعقوبات.
قيادة ميدانية.. لا حملة من الأبراج العاجية
بينما اختار بعض قادة الأحزاب التنقل بين المؤتمرات والخطابات العامة، كان بواليفير يتحرك بثبات على الأرض، يتحدث مع المواطنين، يسمع إلى أصحاب المشاريع الصغيرة، ويلتقي بالعائلات المتوسطة التي تبحث عن الأمل وسط الغلاء، ويرد بوضوح على أسئلتهم، حاملاً برنامجًا مدعومًا بالأرقام والوقائع، لا بالشعارات الفضفاضة.
وماذا عن الخصوم؟
على الجانب الآخر، ركز مارك كارني، زعيم الحزب الليبرالي، على وعود تتعلق بالرعاية الصحية، متحدثًا من شارلوت تاون عن خطط لمعالجة النقص في مقدمي الرعاية. تحركاته شملت ترو وفريدريكتون، لكن برنامجه لم يتضمن خريطة زمنية أو أرقامًا دقيقة، الأمر الذي طرح تساؤلات حول واقعيته.
أما جاجميت سينغ، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد، فاختار أن يطلق وعدًا بتغطية “الأدوية الأساسية” في إطار توسيع الرعاية الصيدلانية، وهو تعهد جيد من حيث المبدأ، لكنه يصطدم بتحديات التمويل والبنية التحتية الصحية في البلاد، وهو ما لم يعالجه برنامجه بشكل واضح.
ملايين الكنديين أدلوا بأصواتهم.. والمؤشرات الأولية تُبشّر
انتهت أمس فترة التصويت المبكر، وقد شهدت إقبالاً قياسيًا بلغ ذروته في اليوم الأول، حيث صوت أكثر من مليوني كندي. هذا الزخم الشعبي يعكس حيوية المشهد السياسي، ويشير إلى أن الكنديين يدركون أن هذه الانتخابات قد تحدد مصير البلاد لسنوات قادمة.
كندا أمام مفترق طرق.. وبواليفير يقدم طريقًا للخلاص
بين الشعارات والوعود، تبرز حقيقة واحدة: بيير بواليفير هو الزعيم الذي يقدم للكنديين برنامجًا واقعيًا، وخطة مالية متماسكة، وحلولًا لأزمة السكن، وتعهدًا صريحًا بعدم زيادة الضرائب. إن اختياره ليس مجرد تصويت لحزب، بل هو تصويت لرؤية بديلة.. تصويت لقيادة تؤمن بأن الشعب الكندي يستحق الأفضل، وأن الطريق نحو كندا مزدهرة يبدأ بإعادة الانضباط إلى الحكومة، والكرامة إلى المواطن.
ماري جندي
المزيد
1