وسط ضجة إعلامية وردود فعل متباينة، وجد زعيم حزب المحافظين الفيدرالي بيير بواليفير نفسه في قلب جدل سياسي أثاره أحد الأصوات البارزة في حملة دوغ فورد الإقليمية، كوري تينيكي. لكن بواليفير لم يتراجع، بل مضى في الدفاع عن نهجه الانتخابي، مؤكدًا أنه يرفض الانجرار وراء التكتيكات الشعبوية أو التحولات المفاجئة التي تبتعد عن جوهر تطلعات الكنديين.
وسط ضجة إعلامية وردود فعل متباينة، وجد زعيم حزب المحافظين الفيدرالي بيير بواليفير نفسه في قلب جدل سياسي أثاره أحد الأصوات البارزة في حملة دوغ فورد الإقليمية، كوري تينيكي. لكن بواليفير لم يتراجع، بل مضى في الدفاع عن نهجه الانتخابي، مؤكدًا أنه يرفض الانجرار وراء التكتيكات الشعبوية أو التحولات المفاجئة التي تبتعد عن جوهر تطلعات الكنديين.
انتقادات داخلية؟ بواليفير: “التركيز يجب أن يبقى على كندا، لا على ترامب”
خرج كوري تينيكي، مدير حملة فورد الناجحة في أونتاريو، ليعبّر عن قلقه من أداء حملة المحافظين الفيدرالية، مشيرًا إلى ما اعتبره “تراجعًا في استطلاعات الرأي”، وملمحًا إلى أن الحملة لم تتفاعل بشكل كافٍ مع “التهديدات” الصادرة عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. لكن بواليفير، في موقف يحسب له، رفض أن تتحول حملته إلى مجرد منصة للرد على الخارج.
ففي حديثه للصحفيين يوم 31 مارس، أوضح بواليفير أن ما يهم الكنديين اليوم ليس ما يقوله ترامب، بل ما يعانونه من أزمات داخلية حقيقية، مثل: تكاليف المعيشة المرتفعة، أزمة الإسكان، ارتفاع نسب الاعتماد على بنوك الطعام، والانتشار الخطير للإدمان والمخدرات.
وقال بواليفير بكل وضوح:
“لن أُحوّل هذه الحملة إلى استفتاء على تصريحات ترامب، بل سأبقى صامدًا في موقفي: كندا أولاً. لقد ناضلت طيلة حياتي لأجل هذه المبادئ، وسأواصل الحديث عنها، حتى لو كنت الزعيم الوحيد الذي يفعل ذلك”.
الأرقام تتغير.. ولكن المواقف لا
صحيح أن بعض الاستطلاعات في الآونة الأخيرة أظهرت تقدمًا مؤقتًا للحزب الليبرالي بعد تولي مارك كارني زعامة الحزب خلفًا لجاستن ترودو، لكن المحللين السياسيين يشيرون إلى أن هذا التقدم يبدو هشًا، وقائمًا على ردود فعل آنية تجاه ترامب وليس على برامج واقعية تلبي طموحات المواطنين.
داريل بريكر، الرئيس التنفيذي لشركة “إبسوس”، أشار مؤخرًا إلى أن المخاوف من ترامب بدأت تتراجع، وأن أولويات الكنديين بدأت تعود إلى مسارها الطبيعي: الاقتصاد، التضخم، الإسكان، والخدمات الأساسية. وهي بالضبط المجالات التي يتميز فيها برنامج بواليفير بالتركيز والوضوح.
تينيكي.. مدير حملة إقليمي وليس فيدرالي
وعلى الرغم من أن كوري تينيكي يمتلك خبرة كبيرة في الحملات على مستوى أونتاريو، إلا أن الانتقال من معادلات السياسة الإقليمية إلى ساحة السياسة الفيدرالية ليس بالأمر السهل. انتقاداته، وإن حملت نوايا إصلاحية، إلا أنها لم تأخذ بعين الاعتبار تعقيد الملفات الوطنية أو التوازنات الدولية.
كما أن فورد نفسه، رغم دفاعه عن تينيكي، أقر بأن هناك وقتًا كافيًا لتعديل المسار، وأن الانتخابات المقبلة لا تزال بعيدة بما يكفي لتغيير ديناميكيات المشهد السياسي. بل قالها صراحة: “في بعض الأحيان، الحقيقة تكون مؤلمة”، وهي عبارة تعكس إدراكه لحجم التحديات دون أن تحمل بالضرورة رفضًا لنهج بواليفير.
رسالة بواليفير: نحن لا نغيّر خطابنا فقط لأن الرياح تغيّرت
بدلًا من اللحاق بكل عاصفة إعلامية، يصر بواليفير على البقاء ثابتًا في مواقفه. إنه يدرك أن الكنديين لا يبحثون عن زعيم يغيّر لهجته مع كل موجة جديدة، بل عن قائد يفهم آلامهم اليومية، ويملك خطة للخروج من الأزمة.
وأمام من يروّج لفكرة أن “الخطر الخارجي” يجب أن يكون محور الحملة، يرد بواليفير عمليًا، بأن الخطر الحقيقي يكمن في الداخل: اقتصاد متضخم، إسكان غير ميسور، شباب يعانون من الإدمان، ونظام رعاية صحية بحاجة للإصلاح.
الخلاصة: الانتخابات لا تُحسم في الإعلام بل في وعي الناس
رغم الحملة الإعلامية والانتقادات التي تعرّض لها، فإن بيير بواليفير يبدو واثقًا من أن الناخبين الكنديين أذكى من أن ينخدعوا بالشعارات المؤقتة أو الخوف المُفتعل. رسالته بسيطة ولكن قوية:
“كندا أولاً.. وسنُبقي أنظارنا مركّزة على الداخل، لأن هذا ما يريده الناس بالفعل.”
المزيد
1