في تطور صادم يكشف عن انقسامات خطيرة داخل الحزب الليبرالي الكندي، أُقصي النائب السابق تشاندرا آريا بشكل مفاجئ من السباق الانتخابي، وسط مزاعم تتعلق بـ”تدخّل أجنبي” بسبب علاقاته بالهند. لكن القضية سرعان ما تحولت إلى فضيحة سياسية تهز أروقة الحزب، حيث يرى البعض أن القرار جاء في إطار حرب داخلية لتصفية الحسابات وإحكام السيطرة على الحزب قبيل الانتخابات المقبلة.
في تطور صادم يكشف عن انقسامات خطيرة داخل الحزب الليبرالي الكندي، أُقصي النائب السابق تشاندرا آريا بشكل مفاجئ من السباق الانتخابي، وسط مزاعم تتعلق بـ”تدخّل أجنبي” بسبب علاقاته بالهند. لكن القضية سرعان ما تحولت إلى فضيحة سياسية تهز أروقة الحزب، حيث يرى البعض أن القرار جاء في إطار حرب داخلية لتصفية الحسابات وإحكام السيطرة على الحزب قبيل الانتخابات المقبلة.
إقصاء دون تفسير.. وأسرار تُكشف في الكواليس
تفاجأ آريا، الذي يمثل دائرة نيبيان منذ 2015، بقرار استبعاده من الترشح في انتخابات 28 أبريل/نيسان، وهو ما اعتبره كثيرون “إعدامًا سياسيًا” نفذه قادة الحزب في الظل. القرار الذي جاء عبر رسالة رسمية من مدير الحملة الوطنية للحزب الليبرالي، أندرو بيفان، لم يتضمن أي مبررات، سوى الإشارة إلى “معلومات جديدة” دفعت الحزب إلى اتخاذ هذه الخطوة.
لكن وراء الكواليس، كشفت صحيفة “ذا غلوب آند ميل”، نقلاً عن مصادر استخباراتية رفيعة، أن السبب الحقيقي وراء الإقصاء يعود إلى علاقته المزعومة بالحكومة الهندية، وهو ما أثار تساؤلات عن مدى صحة هذه المزاعم، أم أنها مجرد غطاء لصراع أعمق داخل الحزب؟
حرب داخلية.. وتصعيد ضد معارضي “الخط الرسمي”
آريا لم يقف مكتوف الأيدي، بل خرج عن صمته في منشور ناري على وسائل التواصل الاجتماعي بتاريخ 26 مارس/آذار، حيث قال بصريح العبارة:
“لم يكن هناك أي اعتراض سابق من رئيس الوزراء أو أي وزير في حكومته على اجتماعاتي أو مواقفي العلنية. المشكلة الحقيقية ليست في علاقتي بالهند، بل في موقفي الصريح والداعم لقضايا الكنديين الهندوس، ورفضي للتطرف الخالستاني.”
تصريحاته فجّرت قنبلة من العيار الثقيل، حيث بدا واضحًا أنه يلمّح إلى مؤامرة داخل الحزب لإسكاته بسبب مواقفه المستقلة. وتؤكد مصادر مطلعة أن الحزب الليبرالي، الذي يمر بمرحلة تفكك داخلي وصراعات على السلطة، لم يعد يتسامح مع الأصوات التي تتحدى توجهاته، خاصة بعد إعلان جاستن ترودو تنحيه عن القيادة في يناير/كانون الثاني الماضي.
ليس الإقصاء الأول.. لماذا مُنع آريا من قيادة الحزب؟
لم تكن هذه هي الضربة الأولى التي يتلقاها آريا داخل حزبه، فقد تم منعه سابقًا من الترشح لسباق قيادة الحزب الليبرالي، وهو ما اعتبره محاولة ممنهجة لإبعاده عن المشهد. ففي 26 يناير/كانون الثاني، نشر آريا تغريدة على منصة X أكد فيها أنه تلقى إشعارًا رسميًا بعدم السماح له بالترشح، دون أي توضيحات من الحزب.
كل هذه التحركات تعزز الروايات التي تتحدث عن حملة تصفيات داخلية يقودها كبار الشخصيات في الحزب لإبعاد كل من لا يسير على الخط الرسمي، استعدادًا لحقبة ما بعد ترودو.
علاقة متوترة بين كندا والهند.. والفضيحة تتفاقم
ما يزيد الطين بلة أن هذه الأزمة تأتي في ظل العلاقات المتوترة بين كندا والهند منذ اتهام رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو للحكومة الهندية بالضلوع في اغتيال هارديب سينغ نيجار، وهو الزعيم السيخي الذي قُتل في مدينة ساري في يونيو/حزيران 2023.
الهند نفت الاتهامات بشدة، لكن تداعيات القضية تسببت في تصعيد دبلوماسي خطير، وصل إلى طرد دبلوماسيين من كلا البلدين. والآن، يجد الحزب الليبرالي نفسه عالقًا في وحل هذه القضية، خاصة بعد إقرار قانون “سجل شفافية النفوذ الأجنبي”، والذي كان آريا أحد أبرز المعارضين له.
العريضة التي قدمها عام 2023 إلى مجلس العموم انتقدت السجل ووصفته بأنه أداة قد تؤدي إلى مضايقات ووصم المجتمعات العرقية، وهو ما أثار حفيظة بعض الجهات داخل الحزب. فهل كان استبعاده جزءًا من تصفية الحسابات على هذه الخلفية؟
إلى أين يتجه الحزب الليبرالي؟
مع تزايد الفضائح والانقسامات، يواجه الحزب الليبرالي واحدة من أكبر الأزمات الداخلية في تاريخه، حيث بدأت أصوات معارضة ترتفع داخل الحزب، متهمة القيادة بالتضييق على المرشحين غير المرغوب فيهم.
ويبقى السؤال الكبير:
هل هذه مجرد أزمة عابرة، أم أن الحزب الليبرالي أصبح على شفا انفجار داخلي قد يعيد تشكيله بالكامل؟
ماري جندي
المزيد
1