في الرابعة والنصف صباحًا، بينما لا تزال المدينة تغط في سكون الظلام، تبدأ سيمون سومرفيل يومها مبكرًا. الشابة، التي لا تزال في العشرينات من عمرها، وجدت في خدمة أوبر وسيلة موثوقة وآمنة للوصول إلى عملها. كانت ترى أن الاعتماد على أوبر ضرورة لا رفاهية، خاصة في ساعات الفجر الأولى، حيث تكون السلامة الشخصية على المحك.
في الرابعة والنصف صباحًا، بينما لا تزال المدينة تغط في سكون الظلام، تبدأ سيمون سومرفيل يومها مبكرًا. الشابة، التي لا تزال في العشرينات من عمرها، وجدت في خدمة أوبر وسيلة موثوقة وآمنة للوصول إلى عملها. كانت ترى أن الاعتماد على أوبر ضرورة لا رفاهية، خاصة في ساعات الفجر الأولى، حيث تكون السلامة الشخصية على المحك.
تقول سيمون:
“أنا أستخدم أوبر يوميًا تقريبًا، لأنني أذهب إلى العمل في الظلام، ووسيلتي الوحيدة للوصول بأمان هي الاعتماد على سائق موثوق. لقد أصبحت أوبر جزءًا لا يتجزأ من روتيني اليومي.”
لكن ما لم تتوقعه سيمون هو أن تتحوّل تلك الخدمة التي اعتادت عليها إلى مصدر لأزمة مالية ونفسية.
في صباح الثامن من أبريل، وبينما كانت تراجع إشعارات هاتفها المعتادة، فوجئت برسالة من أوبر لم تكن كسابقاتها. إيصال بمبلغ 789 دولارًا لرحلة لم تقم بها. صدمة لم تستوعبها فورًا.
“فتحت التطبيق، ورأيت الإيصال.. لم أذهب إلى أي مكان ذلك اليوم. لم أركب أوبر أصلًا!”
عند مراجعتها للتفاصيل، اتضحت أمور أكثر إثارة للريبة:
الرحلة كانت في كورتيس – مدينة في أونتاريو، لا تعرف عنها شيئًا. بل لم تسمع باسمها من قبل. الرحلة استغرقت ساعتين كاملتين، رغم أن المسافة المسجّلة لم تتجاوز 0.03 كيلومتر – أي ما يعادل 30 مترًا فقط! والأدهى من ذلك؟ تم تسجيل إكرامية ضخمة للسائق بقيمة 157 دولارًا.
أدركت سيمون على الفور أن شيئًا غريبًا يحدث. توجهت إلى دعم أوبر لإبلاغهم بأنها لم تكن الشخص الذي قام بهذه الرحلة.
“طلبوا مني صورًا للشاشة وبعض التفاصيل، وقدّمتها لهم كلها. توقعت أن يتفهموا الموقف، لكن المفاجأة أنهم ألقوا اللوم عليّ!”
كان رد أوبر مفاجئًا: “ربما أعطيت كلمة المرور لأحد أفراد العائلة أو لصديق، ولسنا مسؤولين عن ذلك.” وبذلك، تنصّلت الشركة من التحقيق في ما حدث، ورفضت رد الأموال.
تم سحب المبلغ من حسابها البنكي، ومع عدم وجود تعاون من أوبر، قررت سيمون التوجه إلى مصرفها لتقديم بلاغ رسمي عن عملية احتيال.
“لحسن الحظ، بنكي اعترض على الرسوم، وإلا لما استطعت استرداد مالي مطلقًا.”
لكن الضرر لم يتوقف هنا. فالشخص الذي اخترق الحساب قام بتفعيل المصادقة الثنائية، وهي خطوة تهدف لتأمين الحساب… لكنها هنا كانت وسيلة لإغلاق الباب تمامًا أمام صاحبة الحساب الحقيقية.
“فجأة، لم أعد قادرة على الدخول. حسابي مُقفل، وجهازي محظور، ولم أعد قادرة على استخدام التطبيق إطلاقًا. حتى تغيير رقم الهاتف أو البريد الإلكتروني لم يجدِ نفعًا.”
عندما عاودت التواصل مع أوبر، جاء الرد النهائي:
“تم تقييد جهازك وحسابك لأنكِ انتهكتِ شروط الاستخدام.”
وهكذا، وجدت نفسها بلا وسيلة مواصلات ولا تفسير.
محبطة من غياب الردود والتجاهل المستمر، تواصلت سيمون مع منصة Speakers Corner أملاً في إيصال صوتها وكشف الغموض المحيط بالقضية. بدورنا، قمنا بالتواصل مع شركة أوبر عدة مرات، للاستفسار عن مدى تقدم التحقيق، وما إذا تم التواصل مع السائق الذي نفّذ الرحلة، ولماذا تم حظر جهاز سيمون من استخدام التطبيق.
لكن، حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم نتلقَ أي رد من أوبر، ولا حتى إشعار باستلام طلبنا الصحفي.
من جانبها، تعترف سيمون بأنها لم تقم بتفعيل المصادقة الثنائية لحسابها، لكنها كانت تعتقد أن شركة بحجم أوبر، التي تستخدمها منذ سنوات، لديها أنظمة حماية كافية لتفادي هذا النوع من الهجمات الإلكترونية.
“ما حدث غير مقبول على الإطلاق. لقد شعرت بأنني لست عميلة، بل عبء عليهم. ردهم كان غير مهني ولا إنساني، وإن كانت هذه طريقة تعاملهم مع من اعتمد عليهم لسنوات، فهم لا يستحقون ثقتي.”
ختامًا، إذا كانت لديك قصة مشابهة، أو واجهت موقفًا غريبًا، أو تحتاج إلى من يطرح تساؤلاتك أمام الجهات المعنية – فإن بابنا مفتوح دائمًا. فقط تواصل معنا.
ماري جندي
المزيد
1