أصدرت وحدة الصحة العامة في أونتاريو قرارًا بتعليق الدراسة على 1624 طالبًا في المدارس الابتدائية، نتيجةً لسجلات التطعيم القديمة أو غير المكتملة، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه المقاطعة مواجهة تفشي مرض الحصبة. تم إصدار هذا التوجيه في 2 أبريل من قبل منطقة الصحة العامة في واترلو، وذلك استنادًا إلى قانون تحصين تلاميذ المدارس في أونتاريو.
أصدرت وحدة الصحة العامة في أونتاريو قرارًا بتعليق الدراسة على 1624 طالبًا في المدارس الابتدائية، نتيجةً لسجلات التطعيم القديمة أو غير المكتملة، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه المقاطعة مواجهة تفشي مرض الحصبة. تم إصدار هذا التوجيه في 2 أبريل من قبل منطقة الصحة العامة في واترلو، وذلك استنادًا إلى قانون تحصين تلاميذ المدارس في أونتاريو.
قانون تحصين الطلاب والتطعيم الإلزامي
منذ بداية تفشي الحصبة في أونتاريو، أصبح من الضروري جدًا التأكد من تحديث سجلات التطعيم لجميع الطلاب بشكل كامل. في هذا السياق، أشار الدكتور هسيو لي وانغ، المسؤول الطبي عن الصحة في منطقة واترلو، إلى أهمية التطعيم كأداة أساسية للحفاظ على صحة المجتمع. وقال في بيان صحفي: “التطعيم هو أفضل وسيلة لضمان حماية أفراد عائلاتنا من الأمراض الخطيرة التي قد تؤثر على حياتهم”.
وبموجب قانون تحصين تلاميذ المدارس في أونتاريو، يُطلب من جميع الطلاب في المراحل الابتدائية والثانوية أن يكونوا قد تلقوا التطعيمات اللازمة ضد مجموعة من الأمراض المعدية مثل الحصبة، والنكاف، والدفتيريا، والسعال الديكي، وشلل الأطفال، والتيتانوس، والحصبة الألمانية، وجدري الماء. ويجب على الطلاب تقديم دليل على تلقي هذه التطعيمات أو تسجيل إعفاء قانوني صالح لدى السلطات الصحية المحلية، كي يسمح لهم بالبقاء في المدارس.
يُعطي هذا التشريع السلطات الصحية العامة في أونتاريو الصلاحية للاحتفاظ بسجلات التطعيم لجميع الطلاب المسجلين في المدارس الخاصة والعامة والكاثوليكية ضمن نطاق اختصاصها. وفي حال عدم تحديث هذه السجلات، يحق لهذه السلطات إيقاف الطلاب المعنيين عن الدراسة.
التفشي المستمر للحصبة في المقاطعة
تواجه أونتاريو تفشيًا ملحوظًا لمرض الحصبة منذ أكتوبر الماضي، مما دفع السلطات الصحية إلى اتخاذ تدابير صارمة للحد من انتشاره. في هذا السياق، أفاد الدكتور كيران مور، كبير المسؤولين الطبيين في أونتاريو، بأن التفشي من المتوقع أن يستمر حتى الأشهر الصيفية القادمة، رغم تباطؤ معدل الحالات الجديدة في الأسابيع الأخيرة.
بينما كانت الحالات السابقة تشير إلى ازدياد أعداد المصابين، فقد سجلت السلطات الصحية في أونتاريو حتى تاريخ 26 مارس 572 حالة إصابة بالحصبة. من بين هذه الحالات، تم التأكد من 453 حالة، بينما كانت 119 حالة أخرى محتملة. وتشير الإحصاءات إلى أن العديد من الحالات قد تطلبت دخول المصابين إلى المستشفيات، بما في ذلك خمسة أطفال ومراهقين اضطروا إلى تلقي العلاج الطبي داخل المستشفى في عام 2025.
التأثير على الفئات العمرية المختلفة
تفشي مرض الحصبة في أونتاريو أظهر تأثيرًا كبيرًا على الأطفال والمراهقين، حيث تم الإبلاغ عن 436 حالة إصابة بين الرضع والأطفال والمراهقين، بينما كانت 132 حالة بين البالغين. كما أظهرت التقارير أن معظم الحالات التي استدعت دخول المستشفى كانت من الأطفال غير المُلقَّحين. ومن الجدير بالذكر أن 36 من هؤلاء الأطفال احتاجوا إلى العناية الطبية المركزة، ما يبرز أهمية تلقي التطعيمات للحد من تأثير المرض.
أثر التفشي على المجتمعات المينونايتية والأميشية
أشار الدكتور مور في وقت سابق من هذا الشهر إلى أن بعض المجتمعات المينونايتية والأميشية، بالإضافة إلى بعض المجتمعات المعمدانية، تأثرت بشكل غير متناسب بتفشي الحصبة. يعود ذلك إلى انخفاض مستويات التطعيم بين هذه الفئات وارتفاع معدلات التعرض للمرض. كما تم تحديد أن التفشي بدأ بعد حضور فعالية كبيرة في نيو برونزويك في خريف العام الماضي، حيث كانت معظم الحالات مرتبطة بحضور أفراد من مجتمعات المينونايت.
أعراض الحصبة والمضاعفات الخطيرة
تعد الحصبة مرضًا تنفسيًا شديد العدوى، ينتقل بسهولة عبر الهواء عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب. يمكن أن ينتشر المرض أيضًا من خلال ملامسة العينين أو الأنف أو الفم بعد لمس سطح ملوث. تتضمن الأعراض الرئيسية للحصبة الحمى والسعال وسيلان الأنف واحتقان العينين مع سيلان الدموع، بالإضافة إلى ظهور طفح جلدي أحمر.
لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فالحصبة يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل العمى، ومشاكل تنفسية حادة مثل الالتهاب الرئوي، وأيضًا التهاب الدماغ، وهو حالة خطيرة قد تؤدي إلى تلف في الدماغ. وقد أظهرت الدراسات أن الأطفال دون سن الخامسة، والبالغين فوق سن الثلاثين، والنساء الحوامل هم الأكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات.
انعكاسات جائحة كوفيد-19 على التطعيمات
تعتبر معدلات التطعيم ضد الحصبة من العوامل الأساسية في الحد من انتشار المرض، ولكن هناك تراجعًا ملحوظًا في معدلات التطعيم لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وسبعة أعوام. فقد أظهرت دراسة نُشرت في المجلة الكندية للصحة العامة في أكتوبر الماضي انخفاضًا ملحوظًا في معدلات التطعيم خلال جائحة كوفيد-19، ما ساهم في تفشي المرض في العديد من المناطق.
ختامًا: ضرورة الالتزام بالتطعيمات
في ضوء تفشي مرض الحصبة، أكدت السلطات الصحية في أونتاريو على ضرورة تحديث سجلات التطعيم لجميع الطلاب لضمان سلامتهم وحمايتهم من الأمراض الخطيرة. ولا شك أن التطعيم يظل السبيل الأمثل لحماية المجتمع من الأوبئة والأمراض المعدية، والحفاظ على صحة الأفراد خاصة في ظل الظروف الصحية الراهنة.
ماري جندي
المزيد
1