(1) لا يساورني شك فى خطورة النظام الثيوقراطي وعاصمته طهران وأذرعتُه فى سوريا والعراق ولبنان وبعض المناطق الفلسطينية واليمن – وأقصدُ خطورتها على إحتمالات وجود مجتمعات ناطقة بالعربية تنتمي للحداثة والمعاصرة وقيم الحداثة مثل “الغيرية” (قبول الآخر) والتعايش المشترك وحقوق المرأة والتفكير العلمي.
(2) أميل للإعتقاد بأن “حل الدولتين” ، أيّ دولة فلسطينية بجوار دولة عبرية فرصه وإحتمالات تحققه هى الآن أقل مما كان يبدو لنا منذ سنة.
وهناك أربعة أسباب لذلك هى :
– صعوبة وجود رؤية فلسطينية واحدة.
–
– تعاظم نفوذ اليمين الديني الإسرائيلي.
– دور ونفوذ النظام الإيراني الثيوقراطي ودور ونفوذ أذرعه فى المنطقة.
– الضعف الشديد للسلطة الفلسطينية ورئيسها.
(3) أحداث يوم 7 أكتوبر وما بعد هذا التاريخ أظهرت على السطح ما كان بعقول ومشاعر كثيرين (على الجانبين العربي والإسرائيلي) من أحاسيس دينية أكثر من كونها سياسية.
(4) للآن ، فإن كاتب هذه الكلمات لا يعرف بشكلٍ محدد وقابل للإثبات ، لماذا هبت رياح ما يسمى بالربيع العربي منذ أواخر 2010 بجمهوريات مثل تونس ومصر والسودان واليمن وسوريا والعراق ، ولم تحدث فى النظم الملكية مثل السعودية والأردن وبلدان الخليج العربي من الكويت شمالاً لسلطنة عمان جنوباً. وأظن أن هذا موضوع جدير بالدراسة الأكاديمية.
(5) تجديد الخطاب الديني مطلب نادى به كثيرون فى مجتمعات الشرق الأوسط الناطقة بالعربية ، ولكن هذه المطالبات بقت بعيدة عن أن تتحول من عالم الأقوال لعالم الأفعال.
والسؤال هو : لماذا؟
هل لضعف المطالبين ؟
أم لقوة مؤسسات الخطاب الديني ؟
وأظن أيضاً أن هذا موضوع آخر جديرٌ بالدراسة الأكاديمية.
(6) منذ عشرين سنة فوجئت بأن دولة خليجية وجّهت لي دعوة لأن أصبح عضواً بمجموعة عُهد لها بصياغة فلسفة وسياسات التعليم بهذه الدولة الخليجية. وبعد جلسات عمل تواصلت لأربعة شهور أنجزت مهمتنا. وبإيجاز شديد فقد بدأنا مسيرتنا بالإتفاق على إستلهام تجربة الدول المتفق على أن نظمها التعليمية هى الأفضل عالمياً وهى فنلندا وسنغافورة واليابان فى كل المجالات التعليمية عدا اللغة العربية والدين. ثم بذلنا جهداً كبيراً فى البرامج التعليمية المتعلقة باللغة العربية والدين. ومما يذهلني أن دولة حديثة مثل دولة الإمارات كان ولا يزال بوسعها تبني هذا النهج الحداثي فى دنيا التعليم ، بينما لم تنجح حتى الآن دول أخرى من دول المنطقة فى إنتهاج هذا النهج ، رغم أنها أكبر وذات تاريخ أكثر ثراءً.
(7) أثناء حوارٍ مع مدير قناة تليفزيونية ثقافية مصرية منذ أيام
قلتُ أنني رغم عميق إعجابي بالأديب العظيم نجيب محفوظ فإنني كنت ولا أزال أعتقد أن هناك من معاصري نجيب محفوظ من كانوا يستحقون نيل جائزة نوبل فى الأدب (فى سنة 1988) وهم يوسف إدريس ونزار قباني والطيب صالح. لحظتها رأيت الغضب الذى سببته كلماتي لمحاوري ! وأحزنني أن محاوري مثل كثيرين فى مجتمعات منطقتنا لا توجد سمة التعددية فى ذهنيتهم وأفكارهم.
(😎 فى كل المجتمعات الناطقة بالعربية كان الحراك الإجتماعي خلال عقود العصر الحديث مقيدة بقانون “من تعرف” مع تأثير جد ضعيف لقانون “ماذا تعرف”. ولكن المثير للذهول هو أن البلدان الملكية فى منطقتنا شهدت تصاعداً نسبياً لقانون “ماذا تعرف” . وفى ذات الوقت فإن جمهوريات منطقتنا شهدت تصاعداً لقانون “من تعرف”. ولاشك أن قانون “ماذا تعرف” يسمح بتواجد كفاءات لا يكون من حظها التألق فى ظل شيوع قانون “من تعرف”.
(9) قانون “نحن و هم” (US & THEM) يوجد فى كل المجتمعات. ولكن من المؤكد أن وجوده ونفوذه وآثاره فى المجتمعات الناطقة بالعربية يفوق وجوده ونفوذه وآثاره فى المجتمعات الأكثر تقدماً
(10) عندما أسمع شخصاً يقول بعدم وجود الموضوعية … أشعر بالأسى لأن الصواب هو عدم وجود الموضوعية بشكلٍ مطلق. ولكن الوجود الناقص للموضوعية تتفاوت مستويات توفره وتتفاوت مستويات إنتفاءه/غيابه !
المزيد
1