قد تجد صناعة أشباه الموصلات في كندا نفسها قريبًا في مرمى نيران الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، مع تداعيات قد تمس الاقتصاد الكندي بشكل مباشر.
قد تجد صناعة أشباه الموصلات في كندا نفسها قريبًا في مرمى نيران الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، مع تداعيات قد تمس الاقتصاد الكندي بشكل مباشر.
فقد بدأت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على الرقائق الإلكترونية، المكوّن الأساسي لمعظم الأجهزة الرقمية الحديثة، من الهواتف والسيارات إلى الأجهزة المنزلية وحتى الأنظمة العسكرية.
تحقيق أمريكي بدوافع “الأمن القومي”
أظهرت وثائق نُشرت في السجل الفيدرالي الأمريكي، الإثنين، أن الإدارة الأمريكية أطلقت تحقيقًا رسميًا بشأن واردات أشباه الموصلات والأدوية، استنادًا إلى المادة 232 من قانون توسيع التجارة، والتي تتيح فرض رسوم لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وقد أعلن ترامب بنفسه عن بدء التحقيق عبر منشور على منصة “تروث سوشال”، قائلاً:
“نحن نلقي نظرة على أشباه الموصلات وسلسلة توريد الإلكترونيات بأكملها في إطار تحقيقات الأمن القومي القادمة.”
ويُتوقع استكمال التحقيق في غضون 270 يومًا، وهو ما قد ينتهي بفرض رسوم جمركية جديدة على سلع أساسية تستوردها الولايات المتحدة من عدة دول، بما فيها كندا.
إنتاج عالمي، وتحركات استراتيجية
في ظل هيمنة آسيا على إنتاج الرقائق – حيث تصنّع تايوان وحدها أكثر من 50% من رقائق العالم – تسعى الولايات المتحدة لتقليل اعتمادها الخارجي، لا سيما في القطاعات ذات الحساسية العسكرية.
وكانت شركة TSMC التايوانية قد أعلنت في مارس الماضي عن استثمار بقيمة 100 مليار دولار أمريكي في توسيع منشآتها داخل الولايات المتحدة، في خطوة فسرتها بعض الأطراف على أنها استجابة لضغوط واشنطن، رغم نفي الشركة لذلك.
قلق في كيبيك ومخاوف من هجرة الاستثمارات
تضم كندا نحو 500 شركة تعمل في مجال أشباه الموصلات، ويتركز عدد كبير منها في كيبيك. ويُعدّ مصنع IBM في برومونت – الذي ينتج معالجات أجهزة “إكس بوكس” و”بلاي ستيشن” – من أكبر منشآت التجميع والاختبار التابعة للشركة عالميًا، ويشغّل قرابة 2800 عامل.
يقول بول سلابي، المدير الإداري لمجلس أشباه الموصلات الكندي، إن بعض الشركات الأميركية الكبرى تدرس نقل منشآتها من كندا إلى الولايات المتحدة، لكنّها تتجنب الخوض علنًا في الموضوع رغم قلقها المتزايد.
فرص بديلة… ومخاوف طويلة الأمد
رغم هذه المخاطر، يرى سلابي أن الأزمة الحالية قد تفتح أبوابًا جديدة أمام كندا لتنويع سلاسل التوريد، من خلال التعاون مع دول آسيوية وأوروبية، وجذب استثمارات في مجال البحث والتطوير.
ويقول الخبير في التجارة الدولية إريك ميلر إن الشركات الكندية قد تستفيد مؤقتًا من فائض الرقائق الصينية التي قد تُباع بأسعار منخفضة، نتيجة تصاعد الحرب التجارية بين بكين وواشنطن.
“قد يكون هذا هو الوقت المناسب لتخزين الرقائق الإلكترونية بأسعار منخفضة”، بحسب ميلر، مشيرًا إلى أن الرسوم الجمركية البالغة 145% على المنتجات الصينية، و125% على المنتجات الأمريكية، ستخلق فائضًا ضخمًا في السوق.
كندا في موقف استراتيجي
بينما تتجه الولايات المتحدة نحو العزلة الاقتصادية، يؤكد ميلر أن بقاء كندا منفتحة على التجارة العالمية سيمنحها ميزة تنافسية.
وكان رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، قد نبّه في وقت سابق إلى خطورة الموقف بعد محادثة هاتفية مع ترامب، أكد خلالها الرئيس الأمريكي نية فرض رسوم جمركية على أشباه الموصلات، التي تُعدّ واحدة من خمسة قطاعات استراتيجية حددها البيت الأبيض، إلى جانب السيارات، والصلب، والأخشاب، والأدوية.
المصدر:اوكسيجن كندا نيوز
المحرر: داليا يوسف
المزيد
1