في خضم موجة جديدة من الجدل السياسي والاجتماعي، خرج رئيس وزراء مقاطعة كيبيك، فرانسوا ليغو، بتصريحات تؤكد أن المقاطعة باتت غير قادرة على تحمّل المزيد من أعداد المهاجرين، لا سيما في ظل تزايد غير مسبوق لطالبي اللجوء الوافدين عبر الحدود مع الولايات المتحدة.
وخلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في بلدة شيرينغتون بولاية كيبيك، أوضح ليغو أن “العدد الكبير من الوافدين الجدد يفرض ضغطاً هائلاً على شبكة الخدمات الاجتماعية في المقاطعة، حتى بلغ الأمر حدّه الأقصى”. وأضاف أن القدرة التشغيلية للقطاعات الحيوية كالصحة والتعليم والإسكان لم تعد تحتمل المزيد، في ظل الطفرة السكانية الناجمة عن موجات الهجرة الأخيرة.
كيبيك تنهار تحت ضغط المهاجرين المؤقتين! .. وإليك التفاصيل
في خضم موجة جديدة من الجدل السياسي والاجتماعي، خرج رئيس وزراء مقاطعة كيبيك، فرانسوا ليغو، بتصريحات تؤكد أن المقاطعة باتت غير قادرة على تحمّل المزيد من أعداد المهاجرين، لا سيما في ظل تزايد غير مسبوق لطالبي اللجوء الوافدين عبر الحدود مع الولايات المتحدة.
وخلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في بلدة شيرينغتون بولاية كيبيك، أوضح ليغو أن “العدد الكبير من الوافدين الجدد يفرض ضغطاً هائلاً على شبكة الخدمات الاجتماعية في المقاطعة، حتى بلغ الأمر حدّه الأقصى”. وأضاف أن القدرة التشغيلية للقطاعات الحيوية كالصحة والتعليم والإسكان لم تعد تحتمل المزيد، في ظل الطفرة السكانية الناجمة عن موجات الهجرة الأخيرة.
تصريحات ليغو جاءت بعد يوم من عاصفة سياسية واجهها وزير الهجرة في حكومته، جان فرانسوا روبيرج، عقب تصريحات أثارت غضباً واسعاً، خصوصاً من الجالية الهايتية في كيبيك. ففي رده على سؤال حول تزايد عدد طالبي اللجوء – ومعظمهم من أصل هايتي – قال روبيرج إن “كيبيك لا تستطيع استقبال كل بؤس العالم”، وهي عبارة رأى فيها كثيرون استخفافاً بمعاناة اللاجئين وسوء تقدير لحساسية القضية.
لكن ليغو حاول أن يوازن بين الواقعية السياسية والتفهم الإنساني، مشيراً إلى أنه يدرك تماماً أن معظم من يصلون إلى حدود المقاطعة يسعون ببساطة إلى حياة أفضل، وهرباً من ظروف قاسية في بلدانهم الأصلية. غير أنه شدد في الوقت نفسه على أن قدرة المقاطعة لها حدود لا يمكن تجاوزها، لافتاً إلى أن عدد المهاجرين المؤقتين في كيبيك قد تضاعف في غضون عامين فقط، من نحو 300 ألف إلى أكثر من 600 ألف شخص، وهو ما تسبب في ضغوط متزايدة على الأنظمة العامة، وعلى رأسها التعليم والرعاية الصحية وسوق السكن.
وفي خضم تصاعد الانتقادات، لجأ روبيرج إلى منصة “إكس” (تويتر سابقاً) للدفاع عن نفسه، قائلاً إنه لن يعتذر عن تصريحاته. وأكد أن هدفه لم يكن التقليل من شأن أحد، بل كان فقط تسليط الضوء على الواقع المعقد لقدرة كيبيك على استيعاب هذا العدد الكبير من الوافدين الجدد.
الجدير بالذكر أن هذا الجدل يأتي في وقت حساس سياسياً، حيث تزداد حدة النقاشات حول الهجرة وسياسات اللجوء في المقاطعة، وسط قلق متزايد من المواطنين بشأن مدى استعداد البنية التحتية والخدمات العامة للتعامل مع هذا التدفق المستمر. وبينما تطالب بعض الجماعات بإجراءات أكثر صرامة، تدعو جهات أخرى إلى تبني خطاب أكثر تعاطفاً وشمولاً، خاصة تجاه اللاجئين الفارين من أوضاع إنسانية مأساوية.
وفي خضم هذا التجاذب، تبقى الأسئلة معلقة: كيف يمكن لسياسيي كيبيك تحقيق التوازن بين متطلبات القدرة الاستيعابية للمقاطعة وبين القيم الإنسانية التي طالما كانت جزءاً من هوية المجتمع الكندي؟ وهل يكون خطاب “الحدود المفتوحة” قابلاً للاستمرار في ظل هذه التحديات المتفاقمة؟
ماري جندي
1