في عالم السياسة، حيث تتداخل الأحلام والطموحات مع الواقع المعقد، يظهر مارك كارني، الحاكم السابق لبنك كندا وبنك إنجلترا، كأحد أبرز الأسماء التي تراهن عليها بعض الأوساط السياسية للمنافسة على زعامة الحزب الليبرالي الكندي. ولكن، كما هو الحال مع العديد من البدايات السياسية المليئة بالتحديات، لم تكن انطلاقة حملته الانتخابية في أواخر عام 2024 بالشكل الذي كان يتوقعه أو يأمله.
كان من المفترض أن يكون إطلاق الحملة في مدينة إدمونتون فرصة للاحتفاء بالحلم السياسي الكبير لماركي كارني، ويبدو أن الأضواء كانت مُسلّطة على لحظة تاريخية جديدة في مشوار حياته السياسية. ولكن سرعان ما تحولت تلك اللحظة إلى مشهد عاصف من الجدل والاتهامات التي طالت الحملة، بعد أن اختار كارني شعارًا للحملة سرعان ما أصبح حديث الشارع السياسي.
في عالم السياسة، حيث تتداخل الأحلام والطموحات مع الواقع المعقد، يظهر مارك كارني، الحاكم السابق لبنك كندا وبنك إنجلترا، كأحد أبرز الأسماء التي تراهن عليها بعض الأوساط السياسية للمنافسة على زعامة الحزب الليبرالي الكندي. ولكن، كما هو الحال مع العديد من البدايات السياسية المليئة بالتحديات، لم تكن انطلاقة حملته الانتخابية في أواخر عام 2024 بالشكل الذي كان يتوقعه أو يأمله.
كان من المفترض أن يكون إطلاق الحملة في مدينة إدمونتون فرصة للاحتفاء بالحلم السياسي الكبير لماركي كارني، ويبدو أن الأضواء كانت مُسلّطة على لحظة تاريخية جديدة في مشوار حياته السياسية. ولكن سرعان ما تحولت تلك اللحظة إلى مشهد عاصف من الجدل والاتهامات التي طالت الحملة، بعد أن اختار كارني شعارًا للحملة سرعان ما أصبح حديث الشارع السياسي.
I’m in. 🇨🇦https://t.co/yH4HkAjL0V pic.twitter.com/DbBXcrqDKF
— Mark Carney (@MarkJCarney) January 16, 2025
شعار كارني: من اختيار عادي إلى اتهام بالسرقة
كان الشعار الذي اختاره كارني لحملته الانتخابية بسيطًا، يتكون من حرف “M” كبير باللون الأحمر يتوج بورقة قيقب بيضاء. وعلى الرغم من أن هذا الشعار بدا في البداية كاختيار تقليدي، فإن الأحداث أظهرت أن هذا التحديد لم يكن بسيطًا كما كان يُعتقد. فقد لفت انتباه رئيس شركة MetCredit لتحصيل الديون، براين سامرفيلت، الذي رأى في الشعار الذي استخدمه كارني تشابهًا كبيرًا مع شعار شركته، والذي تم تسجيله كعلامة تجارية في كندا والولايات المتحدة. وقال سامرفيلت إن الشعار “مزعج” جدًا لدرجة أنه أصبح “قريبًا جدًا بشكل غير مريح” من شعاره الخاص.
هذه التصريحات لم تمضِ مرور الكرام. فسرعان ما أصدر سامرفيلت توجيهًا صارمًا لفريق كارني، مطالبًا إياهم بـ”إيقاف استخدام الشعار فورًا”. وبينما كانت الأعين تراقب عن كثب، فإن هذا الموقف أثار المزيد من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي التي بدأت في نشر تعليقات شديدة اللوم والانتقاد لكارني وحملته.
إدمونتون: البداية التي خيبت الآمال
إذا كان الجدل حول الشعار هو أول مفاجآت انطلاق الحملة، فإن الحدث في إدمونتون كشف عن المزيد من الانتقادات التي طالت مارك كارني. فقد قرر فريقه منع الصحفيين المستقلين من تغطية الحدث، وهو قرار أثار تساؤلات حول استعداد الحملة للانفتاح على الإعلام وتعاملها مع مفاهيم الشفافية. وفي وقت كان من المفترض أن يكون اللقاء فرصة لجذب الانتباه إلى أفكار الحملة ورفد مشروعها، تحول الحدث إلى لحظة استعراض للانتقادات حول قدرة فريق كارني على التعامل مع الإعلام وحرية الصحافة.
الجدل يزداد: هل سرق الشعار؟
ومع انتشار القصة، بدأ الجميع يتساءلون: هل مارك كارني قد سرق فعلاً الشعار؟ ومع تصاعد الجدل، بدأ السياسيون المعارضون مثل النائب المحافظ ريان ويليامز في التعليق على الواقعة، حيث أشار بشكل ساخر إلى أن عدم قدرة كارني على تقديم نفسه بشكل مبتكر قد يشكك في قدرته على إدارة الشؤون العامة. من ناحية أخرى، انطلقت انتقادات أخرى على منصات التواصل الاجتماعي من شخصيات سياسية مثل جيريمي ليفي، عمدة هيمبستيد، الذي اعتبر أن “كندا تستحق قيادة أفضل من مجرد نسخ ولصق”. كان واضحًا أن الجدل حول الشعار لا يعكس فقط مخاوف من السرقة البصرية، بل يثير شكوكًا حول قدرة كارني على التميز والابتكار في منصب يتطلب الكثير من الاستراتيجيات والأفكار الجديدة.
هل هذا الجدل نهاية كارني؟
لكن الأمور لا تتوقف عند الشعار، حيث يواجه مارك كارني العديد من الانتقادات السياسية والاقتصادية التي قد تؤثر على مصداقيته كمنافس جدير لزعامة الحزب. فعلى المستوى السياسي، يعاني كارني من هجمات متواصلة بشأن علاقاته مع شخصيات مثيرة للجدل مثل جيسلين ماكسويل، المدانة في قضايا الاتجار بالبشر. الصور التي ظهرت مؤخراً والتي تُظهر مارك كارني وزوجته ديانا فوكس كارني مع ماكسويل أثارت الكثير من التساؤلات حول هذه العلاقات، خاصة مع كشف الصحافة عن الصلة السابقة بين ماكسويل وديانا فوكس كارني كزميلتين في المدرسة الثانوية.
الانتقادات الاقتصادية: خلفية مصرفية مقابل تطلعات محلية
اقتصاديًا، لم تكن هناك أيضًا فرصا مريحة. فبالرغم من الطموحات التي عبر عنها كارني في مبادرات بيئية، بما في ذلك “تحالف غلاسكو المالي من أجل صافي الصفر”، إلا أن هناك العديد من النقاد الذين يعتبرون أن هذه المشاريع تفتقر إلى التطبيق الفعلي في الواقع الكندي. فقد شهد التحالف انسحاب مؤسسات مالية كبرى، مثل بنك أوف أميركا وجيه بي مورجان، مما يشير إلى عجز في الحفاظ على الزخم الذي كان يأمله كارني. ويُنتقد كارني أيضًا بسبب تركيزه المفرط على السياسات العالمية التي قد لا تتناسب مع التحديات الاقتصادية المحلية التي يواجهها المواطن الكندي، مثل التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة.
نقد أوسع: هل يمكن للسياسة الكندية أن تنتج قيادات أكثر فعالية؟
لا تقتصر الانتقادات على شخص كارني فحسب، بل تتعدى ذلك لتشمل النهج العام في السياسة الكندية. فقد تساءل النقاد مثل بيير بولييفير عن “صناعة النجوم” في السياسة الكندية، مشيرًا إلى أن بعض الشخصيات السياسية يتم تلميعها وتسويقها كأيقونات دعائية بهدف تحقيق مصالح سياسية على حساب مصلحة الشعب. وفي وقت تسود فيه الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، يرى العديد من المراقبين أن كندا بحاجة إلى قيادة حقيقية قادرة على التعامل مع هذه التحديات بدلاً من الاستمرار في الاعتماد على شخصيات يتعرضون لانتقادات مستمرة بسبب خلفياتهم السياسية والشخصية المثيرة للجدل.
وفي خضم كل هذه الانتقادات، يبقى السؤال: هل يمكن لماركي كارني أن يستعيد زمام المبادرة في حملته الانتخابية؟ أم أن الجدل حول الشعار وعلاقاته الشخصية قد تطيح بحلمه في الوصول إلى قيادة الحزب الليبرالي؟
ماري جندي
المزيد
1